عندما يخطب المسئولون باسم الفتيات المبدعات.. ويفاخرون أن الحكومة تدعم رياضة المرأة.. وأن الحكومة مع رعاية النشء وتطوير مواهبه.. وأن الحكومة – وحدها- صاحبة الفضل في صناعة كل هذه المواهب الرياضية التي تتمتع بها الفتيات.. فليس من حقيقة تبقيها لنا الحكومة غير المكاشفة بأنها كانت الغائب الوحيد عن صناعة كل المواهب الرياضية.. وأن الفتيات المبدعات قررن – اليوم- استعادة حق الأهل المغتصب بتصريحات حكومية..! "نبا نيوز" نزلت إلى ميادين رياضة المرأة خلال بطولة الجمهورية للألعاب الرياضية (شطرنج، تنس طاولة- الكرة الطائرة) لعام 2007م، والتقت عدداً كبيراً من الفتيات المبدعات من عدة محافظات يمنية؛ لتكتشف في النهاية أن جميعهن من صناعة البيوت، وأن السلطات المحلية لا تعلم بشيء اسمه رياضة نسوية، ولم يسبق لمحافظ أو مسئول محلي أن تبنى مبادرة رعاية أو تكريم أحد من الفتيات.. وإليكم الحقيقة – كما هي- ترويها ألسن الفتيات: * أبين بلا دعم منى عوض- إحدى الوافدات من أبين، وهي لاعبة تنس طاولة منذ خمس سنوات- وتقول: لا يوجد أي دعم في أبين لرياضة المرأة، وهناك صعوبات كبيرة تقف أمام كل من لديها موهبة.. وتطالب: لابد من توفر المدربين، و أن تكون لدينا صالات خاصة بالمرأة. وتؤكد: أبين هي المحافظة الوحيدة المحرومة من الرياضة النسوية، بينما نلاحظ أن أبين هي أم الرياضة.. و"الرياضة أول ما بدأت بعقل أبين.. إحنا أهل الرياضة"! وحول مدى قبول أهالي أبين بممارسة المرأة للرياضة تقول منى عوض: "أهل أبين يقبلوا، وهناك رياضيين من النساء والرجال.. يعني فيه تشجيع من قبل الأهل والجيران وما في تعقيدات.. لكن نلاحظ بعض المحافظات تسخر من محافظة أبين مش عارفين يعني ليش، ونلاحظ إحدى المشرفات في منافسات الجمهورية سخرت من أبين.. وحتى الظروف لم تكن مهيأة من قبل الجهات المختصة حيث أننا (7) بنات نسكن في غرفة واحدة، ولا يوجد أي اهتمام وحتى المصاريف ما فيش.." وشكت منى أن في منافسات الجمهورية التي اختتمت الأسبوع الماضي كان هناك انحياز لكل من عدنوتعز حيث شلوا من كل منها ثلاث لازم تكون من كل محافظة واحدة، وتقول "نحن لحد الآن ما فيش معنا منتخب". * بديل حسب الطلب عفاف احمد سالم.. من أبين أيضاً، وهي لاعبة تنس الطاولة – كشفت مفارقة طريقة إذ تقول أن منتخب تنس الطاولة كان فيه نقص في العدد لذلك وقبل أسبوعين فقط طلبوا منها أن تتعلم تنس الطاولة لسد النقص؛ بينما هي في الحقيقة لاعبة كرة طائرة !! وتقول: "رياضة الفتيات حلوة ولكن ما بش تشجيع في المحافظة.. لا توجد أندية أو مدربات وحتى لو فيه مدربين مافيش فلوس.. المادة مافيش"! وعفاف متفائلة بالمستقبل وتقول: "هذه البداية كخطوة إن شاء الله تكون خطوة جيدة وان شاء الله نواصل" لكنها تؤكد في الوقت ذاته " لا يوجد أي اهتمام أو تشجيع من قبل الجهات الرسمية برياضة المرأة.. لا مجالس محلية ولا أحد غيرها يشجع رياضة المرأة". أسوان احمد حسن – لاعبة شطرنج منذ خمس سنوات- تقول: هذه البطولة الثانية التي أشارك فيها، فقد تعلمت في المخيم الصيفي في أبين، وتنوه إلى أنه "لا يوجد أحد يلعب معي في البيت .. وما فيه أحد يدعم في المحافظة.. والله يعلم لماذا يعملوا تصفيات وهم ما مهتمين بالرياضيات"!! * لا في تدريب ولا رياضة فاطمة فارس علي – لاعبة تنس طاولة- تقول فيه في المدارس تنس طاولة لكن ما في تدريب ولا رياضة.. تعلمت من المخيم الصيفي فهو فيه فائدة يعلم الواحدة مهارات" لكنها تعود لتقول أنها لا تمارس الرياضة في أبين إلا في مواسم البطولات يطلبوهن للتدريب! أما عن الدعم الحكومي لرياضة المرأة فتؤكد: "المجالس المحلية ما فيش دعم ولكن في رمضان اتحاد النساء عمل مسابقة" وحول نظرة المجتمع للمرأة التي تمارس الرياضة تقول: "بعضهم متعقدين جدا، وبعضهم يفضلوها.. البنات الرياضيات أكثرهم متعقدين .. لأنه أصلا مافيش تشجيع.. بعضهن ينظرون نظرة تمام، وبعضهم ينظرون نظرة خاطئة حتى البنات.." وهي تتمنى لو تحضى بفرصة تطوير مواهبها. * ما لاحظت تشجيع ولا اهتمام باسمة محمد عثمان الجماعي – إب – تعلمت في البيت مع أخواني شجعوني هم المديرة والوكيلة والمدرسات كلهن شجعوني في مدرسة "سناء" لأول مرة – رياضة الفتيات قيادة المحافظة مش عارفه شي.. ما لاحظت أي تشجيع أو اهتمام لاحظت مسابقة المدارس أما أنهم بادروا .. لا.. وحول رؤية الآخرين من ممارسة الفتاة للرياضة تقول: الناس المثقفين فقط يشجعوا رياضة المرأة وبقية الناس لهم نظرة أخرى.. أما من جهة الأهل فتقول باسمة: أمي شخص متفهم وأبي مشجع.. وتفهم الجيران والآخرين كلهم كويسين .. وتمنت المشاركة في الخارج كونها عندها "طموح بقوة".
* المديرة وشركات هايل يدعمون منى حمود الغرباني - من تعز– تلعب تنس طاولة منذ سنتين – وتقول أنها تعلمتها من الكابتن نجيب الشرعبي وهو الذي دربها، مشيرة الى أنه "كان يدرب دنيا بنته فشفت اللعبة وشفت دنيا صارت لاعبة ممتازة أعجبتني اللعبة لذلك نويت أني العب تنس طاولة وأنا اشكر الكابتن نجيب على تعبه معانا". وحول الجهات التي تشجعها تقول: "فيه تشجيع من الأهل، ومن مديرة المدرسة امة الرحمن جحاف، وأنا اشكرها على جهودها.. كما أن فيه شركات هايل سعيد يدعمونا ويوزعوا جوائز". وكشفت أن صاحباتها غير الرياضيات يتمنين يلعبن هذه اللعبة "بس بعض البنات يقولن الأهل حقهن ما خلوهش يلعبوا".. وتستدرك منى التي حصلت على المركز الأول في الكراتيه والمركز الثاني في ألعاب القوى، قائلة: "لكن الجيران حقنا يمارسوا الجمباز والكراتيه". * أبوها يدربها دنيا نجيب علي حمود- من تعز- تقول حول من يشجعها أن: "امة الرحمن جحاف رئيسة اتحاد المرأة بتعز تشجعنا وتدعمنا وفيه بتعز مختلف الألعاب التنس والكراتيه والجمباز"، مؤكدة أن أهلها شجعوها. وتقول أنها حصلت على المركز الأول في بطولة المعاقين بالتنس والميدالية الذهبية لأحسن مستوى في المدارس. وحول رأي الناس بمن تمارس الرياضة ، تشير دنيا إلى أنه فيه "بعضهم يقولوا مش كويس البنت تلعب رياضة" وتعرب عن شكرها قائلة: "أشكر أبي الذي دربني وشجعني، واشكر الأستاذة امة الرحمن التي شجعتنا ودعمتنا والتي تنظم البطولة". هذا وقد مثلت دينا بلادها في البحرين ببطولة الخليج ضمن أول منتخب فتيات يمنيات يلعب خارج اليمن. * الأب والأم يحبوا الشطرنج مروة مكي احمد زين- من عدن وتلعب الشطرنج منذ ثلاث سنوات، وتقول: "تعلمت الشطرنج من صديقاتي.. أنا حبيت اللعبة وبعدين تدربت في النادي- عندنا نوادي (الشعلة) فيه مجال للبنات يدخلن للنادي.." وتؤكد: "في البيت يشجعوني والأب والأم تمام يحبوا اللعبة وأنا أشارك في مسابقات المدارس حيث فيها مسابقات شطرنج بس ما عندنا مدرسة تربية رياضية- مش دايما تجي" .. أما عن نظرة المجتمع للتي تمارس الرياضة فتقول: "ماحد يستعيب على البنت رياضة.."!