في احتفالية أدبية احتشد لها الشعراء اليمنيين من كل فج، دعا الدكتور/ عبد السلام الكبسي- مؤسس ورئيس بيت الشعر اليمني الغرب وكل العالم المتقدم إلى "إعادة النظر في مسلماته القديمة والجديدة تجاهنا كأمة عربية إسلامية واحترام حق شعوبنا في الحياة والتعايش والسلام". وقال الدكتور الكبسي- على هامش احتفالية خطابية شعرية فنية- أقيمت أمس الأربعاء في بيت الثقافة بصنعاء بمناسبة يوم الشعر العالمي الذي يوافق يوم الحادي والعشرين من كل عام: أن الاحتفال بالشعر في يومه العالمي يمنح المعرفة والمتعة ووسيلة للتفاهم الكوني والإشتغالات المشتركة بين الشعوب، داعياً في الوقت نفسه الغرب وكل العالم المتقدم إلى إعادة النظر في مسلماته القديمة والجديدة تجاهنا كأمة عربية إسلامية واحترام حق شعوبنا في الحياة والتعايش والسلام. وأكد: أن هذه المناسبة ستحفزنا أن نكون مركزاً شعرياً، باسم بيت الشعر اليمني لترجمة أهداف الثقافة الوطنية باتجاه الخارج، داعياً الغرب وكل العالم المتقدم إلى إعادة النظر في مسلماته القديمة والجديدة تجاهنا كأمة عربية إسلامية واحترام حق شعوبنا في الحياة والتعايش والسلام والتفوق، واحترام أوطاننا ومقدستانا ورموزنا وطموحاتنا في إطار كل ما هو إنساني. من جهته قال خالد عبد الله الرويشان- وزير الثقافة - أن هذه الأرض ولادة بالشعراء والشاعرات وهناك ألف ولادة للشعر.. وأن مما رأيت وسمعت دائماً هو إن الشاعر يخلق عالماً ويرسم عالماً ليوم الشعر العالمي (يوم الشعر اليمني) ماضياً وحاضراً بمعنى أن الشعر يشكل لباب التاريخ العربي. وأضاف الوزير في كلمته: أن اليمن موطن الشعر بما يحمله من مشاعر وشعور وبما يخفيه من براكين في هذه اللحظة الشعرية التي تقدم نفسها للعالم العربي زعيمة بما تمتلكه من مواهب حقيقية ليس بالعدد لكن بالكيف، مستطرداً: هذا الجيل يقدم معالم اكتمال. و ما أجمل أن يكون الإنسان قصيدة تمشي بين الناس متسامحاً ومحباً. فالشعراء هم وحدهم من يتحلوا بالجمال والصدق والتسامح وهذه الأرض الزاخرة بالجمال هي جديرة بأن تقدم نفسها للعالم العربي. وهنأ بيت الشعر اليمني على هذه الفعالية والتظاهرة الكبيرة التي جمعت نخبة استطاعت أن تصمد لسماع الشعر. أما الأستاذ علي محسن الأكوع- رئيس اتحاد المبدعين العرب فرع اليمن- فقد حيا هذا اليوم البهي معتبراً أن كل شعرٍ يحمل قيمة إنسانية ويدعو إلى السلام والمحبة، العدالة والمساواة، الجمال والحقيقة وغيرها من المعاني العظيمة. كما ألقى الدكتور/ محمد عبد الباري القدسي كلمة اليونسكو بهذا المناسبة نيابة عن مديرها العام كويشيرو ماتسورا ، وأشار فيها إلى أن اليوم العالمي للشعر يحل كل عام مفسحاً فرصة للحوار والتأمل من أجل التصدي لحالة ممكنة من الحوار بين الثقافات وضروب التاريخ ومخزونات الذاكرة، متمنياً أن يتيح هذا اليوم المكرس لخدمة تنوعنا الإبداعي إنعاش وتجديد قدرة كل فرد فينا على استيعاب التعددية الثقافية للعالم ، مشدداً على أن اليونسكو اليوم تضع يدها في يد الشعراء وقراء الشعر لمؤازرة كل من يكتشفون مظاهر الإبداع. بدوره الشاعر/ عبد الكريم الوشلي – ألقى كلمة الشعراء– وعبر فيها عن الإنسانية التي تتذكرنا في يوم كهذا أن ثمة وجهاً آخر جميلاً للحياة. وقال: أن الشعر ملاذ ممكن ومفتوح باستمرار أمام عصافير الحلم الإنساني المذعورة وأن للجمال والنقاء والبهاء وشتى أشياء الإنسانية الجوهرية المشرقة وطناً لا يبخل بهويته على أي مستحق، وأنه يتوجب على الشعر أن يستثير غريزة السؤال: ترى.. من أي جرح ستنبت وردة الخلاص؟ وفي سياق برنامج هذه التظاهرة الاحتفائية بيوم الشعر العالمي، أحيا عدد من الشعراء صباحية شعرية إبداعية رائعة، وألقى الشعراء قصائد شعرية بهذه المناسبة ومن أهمهم : إبراهيم الحضراني، محمد الشرفي، فاطمة العشبي، عبد الله هاشم الكبسي، سلطان الصريمي، شوقي شفيق، فيصل البريهي، علي جاحز، خالد السياغي، بشير المصقري، مليحة الأسعدي، خالد النسري، ليلى إلهان، أمة الرحمن حسين الشرفي، سهير عبد الرحمن، إنتصار مشرح، رهام علي حميد، نوال الجوبري، وألقى الشاعر الهندي الدكتور/ ماوكل قصيدتين باللغة الإنجليزية وقصيدة مترجمة عن الروسية للشاعر الروسي يسينين ألقاها الدكتور/ منصور القاضي. كما تخلل الحفل مقطوعات موسيقية وغنائية أداها الفنان الأمريكي/ غريغ بلبو ، وكذلك للفنان الأديب الدكتور/ نزار محمد عبده غانم ، لاقت إعجاب جمهور الشعر في يومهم العالمي . وفي بيان لبيت الشعر اليمني، ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الشعر العالمي ألقاه الشاعر علي أحمد حاجز تم الإعلان عن عدد من التوصيات التي خرجت بها هذه التظاهرة وهي :- 1- نشر الأشعار التي تتوفر على الخطابات الإنسانية فيما يتعلق بقيم الخير والمحبة، السلام والتعايش، العدالة والحرية .... الخ، في ضوء المبادئ الكونية العظيمة لديننا الإسلامي الحنيف. 2- التأكيد على الأشعار ذات المضامين الوطنية بعيداً عن الأدبيات التي تثير الكراهية ودحض كل خطاب يحرض على العصبية الجاهلية من فوارق وامتيازات أو طبقية وعروقيات حفاظاً على نقاوة وسلامة المجتمع والوحدة الوطنية عموماً. 3- التأكيد على الأشعار الجيدة التي تتوفر على شرائط الإبداع السليمة والابتعاد عن الظواهر الأدبية السيئة التي طرأت على مشهدنا اليمني العربي تحت مسميات ولافتات لا علاقة لها بالثقافة العربية الأصيلة، كل ذلك من أجل تقدم المجتمع ولما يخدم الأدب والإنسانية، الفكر والحرية. كما أعلن بيت الشعر اليمني عن انتهاء دورة الشاعر/ عبد الكريم الرازحي ( يناير – مارس ) 2007 م ، وتدشين الدورة الجديدة للشاعرة فاطمة العشبي ( إبريل – يونيو )2007 م ، تقديراً من البيت لإنجازاتها على صعيد القصيدة الشعرية اليمنية المعاصرة في إطار المشهد الشعري اليمني العربي تميزاً ونضوجاً ، إختلافاً وأصالة ، كشاعرة كبيرة بامتياز وتقديراً للمرأة اليمنية المبدعة على وجه الحصر.