عقدت المفوضية الأوروبية وسفارات دول الاتحاد الأوروبي بصنعاء صباح اليوم الأحد سلسلة فعاليات ومؤتمر صحافي إحتفاءً بالذكرى الخمسين على توقيع اتفاقيات روما التي كانت أساس نشوء الاتحاد الأوروبي. وأكد السفراء الأوروبيون بصنعاء أهمية المناسبة في النهوض بالدول الأوروبية وتعزيز أدوارها التنموية، والسياسية، والسلمية في العالم ، معرجين على العلاقات الأوروبية اليمنية وما شهدته من تطور وتنامي الدعم المقدم لليمن، في نفس الوقت الذي أعربت اليمن عن سعادتها باحتضان هذه التجربة الوحدوية في عاصمة الوحدة- صنعاء- التي ثمنت الأدوار السياسية الأوروبية وحثت دول الاتحاد على مضاعفة جهودها لحل الأزمات الساخنة في المنطقة من أجل الاستقرار العالمي. فقد وصف سعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء السيد توماس فرانك مان – الذي تسلمت بلاده في الأول من يناير 2007م رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي ولمدة ستة أشهر- الاتحاد الأوروبي بأنه " قصة نجاح لا تضاهيها قصة أخرى"، وقال: بدلا من قارة يعصف بها العنف والحروب تحولت أوروبا إلى واحة من السلام والتقدم. لقد نجحنا في تخطي العوائق وجمعنا مختلف الدول الأوروبية فأصبح لدينا سوق مشتركة، وسياسة موحدة للأمن والدفاع، وننسق أعمالنا في الشئون الخارجية.. وعند كثير من الأعضاء عملة موحدة ، وحدودنا المفتوحة قدمت فرصاً جيدة للدول الأعضاء للتنمية. وأضاف: الاتحاد الأوروبي كان ناجحاً لخلق فرص التقدم والازدهار، فالناس تتمتع بمستوى جيد من المعيشة ونحن عازمون على الحفاظ على هذا المستوى. وعلى الصعيد الألماني استفدنا كثيراً من هذه الوحدة ونشعر بالسعادة- خاصة وأن الذكرى الخمسين صادفت برئاستنا لهذا الاتحاد.. لقد بدأنا بست دول آنذاك والآن توسعنا ليشمل الاتحاد 27 دولة. من جهته أعرب محي الدين الضبي- وكيل وزارة الخارجية اليمنية لشئون أوروبا- عن سعادته بمشاركة مجموعة الاتحاد الأوروبي احتفالها في الذكرى الخمسين على إنشاء الاتحاد الأوروبي والتي بدأت بفكرة بسيطة هي التنسيق في مجال الحديد والصلب ثم تطورت لتصبح أمامنا مجموعة من الدول المهمة البالغ عددها 27 دولة. وقال الضبي: اعتقد أن اليوم ليس مجرد يوم احتفال وإنما يوم يستحق أن نتوقف أمام معانيه لندرك كيف استطاع الإنسان في أوروبا أن يجعل الطموح بمستوى الإرادة وعندما تكون الرؤيا بعيدة المدى بمستوى الطموح، وأشار إلى أنه: ليس من الجيد أن نذكر تاريخ أوروبا الدامي لكن عندما شعر الأوروبي انه يستطيع تحقيق طموحه في الأمن والسلام وبصورة واعية تحافظ على هذا الإنجاز العظيم لابد أن أهمية هذا اليوم العظيم، منوهاً إلى أن الوحدة اليمنية تعتبر مثالاً متطابق مع المثل الأوروبي والألماني الذي تهيأ بعد توفر الطموح والوعي، مشيراً الى رمزية الاحتفال بالعاصمة برلين وارتباط ذلك بالوحدة الألمانية. وقال: نتمنى أيضا مشاطرتكم هذا الاحتفال في عاصمة اليمن الموحد، ونشعر بسعادة كبيرة لتطور علاقة اليمن مع الاتحاد الأوروبي، وهي في تطور مستمر ومتزايد.. وتنعكس العلاقة ليست فقط في مستوى المساعدات المالية المقدمة بل أوجه عديدة من التعاون يجعلنا نقدر تقديرا عاليا هذه العلاقة ونتمنى لها المزيد من التطور، ونتمنى للاتحاد الأوروبي أن يكون شريك هام في كل أحداث العالم وخاصة الشرق الأوسط. وثمن وكيل وزارة الخارجية اليمنية دور الاتحاد الأوروبي، وحثهم على المزيد من الفاعلية خاصة في القضايا الحساسة كقضية الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الذي لن تهدأ المنطقة قبل إيجاد حل لهذه القضايا.. مجدداً تثمينه للدور الأوروبي في هذه القضايا وقضية المفاعل النووي الإيراني؛ متمنيا للعلاقات اليمنية الأوروبية مزيدا من التطور والازدهار. وخلال المؤتمر الصحافي، وفي رده على سؤال "نبأ نيوز" حول البنى المؤسسية التي أرستها دول الاتحاد الأوروبي مع اليمن لتطوير علاقاتها، قال السيد "رولف دراير" – القائم بأعمال المفوضية الأوروبية بصنعاء: لقد طورنا اتفاقيتين للتعاون المشترك مع اليمن حصلت فيها اليمن على (2) مليون يورو كمساعدات، فيما حصلت في الثانية على (7) مليون يورو، واستطعنا أن نطور الحوار السياسي بين الطرفين باعتبار ذلك منصة لتبادل الآراء والأفكار، والذي تميز بكونه حوار علمي ومفتوح وصريح. كما مول الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة من المراقبين مكونة من أكثر من (140) مراقب، وكان لدينا انطباع جيد حول سير العملية الانتخابية في اليمن، ورغم أننا أنجزنا الكثير لكن ما زال أمامنا الكثير الذي نتطلع إليه. وفي معرض إجابته على سؤال ثانٍ ل"نبأ نيوز" حول مدى التطلع الأوروبي للتحول إلى قطب موازي للقطب الأمريكي، قال السيد درايدر: نحن نشترك بالأهداف الكبرى بان يعيش العالم بسلام واستقرار ، وحتى وإن كنا لا نتفق بالوسائل لكن مجرد الوصول إلى هدف من الأهداف فذلك هو الأمر المشترك. من جهته عقب السيد توماس فرانك مان- على نفس السؤال- قائلاً أن مجرد أن نصبح لاعبين دوليين ليس هو هدف أو غاية بحد ذاتها بل الغاية مدى تطور الدور السياسي على مستوى العالم. وقد أبدى قادة الاتحاد الأوروبي التزامهم بتحمل مسئوليتهم كشريك دولي . وأكد: نحن نؤمن بان حل المشكلات الدولية لا تأتي من خلال المجابهة وإنما من خلال التعاون. ومن هنا نحن لا نرى أنفسنا في مرحلة صراع أو نزاع مع أي قطب آخر. وخلال المؤتمر الصحافي أشار السيد دراير إلى انه بعد 20 عاماً سيقفز عدد سكان اليمن إلى حوالي (40) مليون نسمة وستكون أمامنا مسئولية ضخمة لا بد من خلق نسبة كبيرة من الوظائف ولعل التركيز على القطاع الخاص هو لجذب الاستثمارات الخارجية، مشيراً إلى أن من المسئوليات المطروحة هي كيفية خلق مناخ استثماري جيد، معتبراً أن الوسائل المثلى تتمثل في الحكم الرشيد بدءً من الجمارك وانتهاءً بالسلطة القضائية، مؤكداً عزم دول الاتحاد الأوروبي على مساعدة اليمن في الحد من النمو السكاني، وفي الحكم الرشيد، وجذب الاستثمارات. ونوه أيضا إلى أن من مجالات دعم الاتحاد الأوروبي لليمن هو القطاع السمكي ، مبيناً أن لديهم أربعة مشاريع لقطاع الأسماك والتنمية الصناعية. كما تحدث سعادة السفير الألماني عن مجالات الدعم الأوروبي المقدمة لليمن سواء على صعيد التنمية أو الاستشارات المقدمة للغرف التجارية والصناعية، وللمشاريع الصغيرة وتنمية السياحة، وغيرها من المجالات؛ مؤكدين جميعاً رغبة أوروبا القوية في تطوير علاقاتها مع اليمن ودعم تنميتها. وقد أقامت على هامش الاحتفائية عدد من الجمعيات النسوية اليمنية معارضاً للمنتجات الصغيرة التي تحضى بدعم أطراف أوروبية مختلفة، علاوة على أن سفارات عدد من دول الاتحاد الأوروبي في صنعاء أقامت معرض يوم المعلومات الذي وزعت خلاله كميات كبيرة من مطبوعاتها التعريفية بالحراك السياسي والتنموي في بلدانها والتطورات الجارية فيها، وقدمت معلومات للزوار حول ما يدور في رؤوسهم من استفسارات، أو ما يرغبون بمعرفته عن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء. وقد أعقب الفعاليات المنعقدة في البيت الثقافي اليمني حلقة نقاشية في نادي ضباط كلية الشرطة بصنعاء حول تعزيز العلاقات بين اليمن ودول الاتحاد الأوروبي.