أشار الدكتور / رالف دراير، القائم بأعمال المفوضية الأوروبية بصنعاء إلى أن قرار رفع سقف الدعم السنوي لليمن إلى نحو 75 مليون يورو ، يأتي في إطار تعزيز علاقة الاتحاد الأوروبي وشراكته الاقتصادية مع اليمن. ولفت الدكتور /رالف دراير/ في حلقة نقاش مفتوحة حول «الآفاق المستقبلية لشراكة الاتحاد الأوروبي واليمن» نظمتها المفوضية مع السفارة الألمانية بصنعاء بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً للاتحاد الأوروبي إلى العلاقات العميقة التي تربط اليمن مع الاتحاد الأوروبي وما مثلته تلك العلاقات من شراكة اقتصادية حقيقية.. مؤكداً حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز علاقاته الاقتصادية مع الجمهورية اليمنية والرقي بها إلى مستوى أفضل خلال المرحلة القادمة في مختلف المجالات..واستعرض القائم بأعمال المفوضية الأوروبية المحطات التي مر بها الاتحاد الأوروبي والعوامل الرئيسة في تكوينه وأثر الاتحاد على الأمن والسلام الدوليين وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط. وقال: «لدى الاتحاد الأوروبي اهتمام خاص بالشرق الأوسط لما يربطه بالعديد من بلدانه من جوار جغرافي وعلاقات تاريخية واقتصادية وهو مايستدعي تطوير استراتيجية الشراكة بما يعزز التقارب بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه. فيما أكد /فرانك مان السفير الألماني بصنعاء أن بلاده ستستمر في دعمها لليمن وأن معدل دعم ألمانيا لليمن هذا العام سيصل إلى 73 مليون يورو. وقال :نحن في ألمانيا شركاء مع اليمن لما يزيد عن عشرين سنة والعلاقات الثنائية ممتازة ، وهو ما تؤكده الزيارات المستمرة للرئيس اليمني إلى ألمانيا.. مؤكداً حرص القطاع الخاص الألماني على الاستثمار في اليمن ، وخاصة في المجالات الحيوية والبنى التحتية ومنها الطاقة ، حيث تشارك إحدى الشركات الألمانية في تشغيل محطة الطاقة بمأرب.. متوافقاً أن يزور وفد تجاري ألماني خلال الأيام القادمة لبحث فرص الاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين الصديقين. وقد أشاد السفير الألماني ببرنامج الإصلاح المالي والإداري والتوجهات الجارية في مجال مكافحة الفساد ، وخاصة بعد إصدار قانون مكافحة الفساد والمصادقة على انضمام اليمن إلى الاتفاقية الدولية المتعلقة بنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما أشاد بالنجاح الذي حققته الإنتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها اليمن في سبتمبر العام الماضي ، وبما سادها من أجواء تنافسية في ظل رقابة محلية ودولية وبمشاركة من الاتحاد الأوروبي.. مؤكداً أن اليمن بذلك أثبتت للعالم أنه يسير وفق منهج ديمقراطي سليم. من جانبه توقع /فاليري كريسوف السفير البلغاري بصنعاء أن تشهد العلاقات اليمنية البلغارية خلال الأعوام القادمة تنامياً في مختلف المجالات خاصة أنها من أعمق العلاقات ، حيث بدأت منذ عام 1962م .. مستعرضاً مراحل انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي ، وما حققته من نتائج اعتبرها «إيجابية» في المجال الاقتصادي منذ انتهاجها لنظام السوق. وفي الورشة ثمن الأخ/خالد إسماعيل الأكوع رئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية دور الاتحاد الأوروبي ودعمه للاقتصاد اليمني خاصة بعد إعلان الجمهورية اليمنية.. مشيداً بمواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة لليمن ووحدته..إلى ذلك عقدت المفوضية الأوروبية بصنعاء وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية مؤتمراً صحفياً بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الأوروبي ، بحضور الأخ /محيي الدين الضبي وكيل أول وزارة الخارجية والمغتربين. وفي المؤتمر الصحفي أكد /فرانك مان سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية ، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حالياً ، أنه بقيام الاتحاد أصبحت أوروبا واحة للتقدم والازدهار في كافة الجوانب ، بما وفر للمواطن الأوروبي حياة مستقرة ومستوى معيشي لائق. واعتبر قيام الاتحاد الأوروبي قصة نجاح للتعايش ، بعد أن كادت الحروب تعصف بالدولة.. معبراً عن سعادته لأن الاحتفال بهذه المناسبة لم يقتصر على بلدان الاتحاد الأوروبي ، بل امتد لبلدان صديقة منها اليمن..ومن جانبه أشار القائم بأعمال المفوضية الأوروبية بصنعاء الدكتور /رالف دراير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تجاوزت مراحل من الانقسامات ، وأصبحت اليوم أنموذجاً فريداً في التعاون الإقليمي على المستوى الاقتصادي والمالي والجمركي. وقال :نتطلع الآن إلى تبني سياسة خارجية وأمنية مشتركة للدول الأعضاء. وأضاف :إن الشفافية المطلقة في جميع المسائل سواء التجارية أم المالية مكنت الاتحاد من تقوية دوره في العالم خاصة في المجال الاقتصادي.. إلى جانب مايقوم به الاتحاد من جهود لتحرير التجارة العالمية لتعود بالفائدة على الدول الفقيرة والغنية على حد سواء.. لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي اعتمد مبادرة «كل شيء ماعدا السلاح» والمتضمنة السماح بدخول السلع والبضائع القادمة من الدول الأشد فقراً في العالم إلى أسواقه بدون جمارك. وأكد بأن الاتحاد يعد أكبر المانحين في العالم ، حيث تصل نسبة مساعدته المقدمة لدعم التنمية في الدول الفقيرة حوالي 60 بالمائة من نسبة المساعدات المقدمة لتلك الدول.. مشيراً إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي تعتمد على مبدأ التوأمة للمساعدات والتجارة بهدف تمكين الدول النامية بالقضاء على الفقر والاندماج في الاقتصاد العالمي..من جانبه اعتبر الأخ /محيي الدين الضبي وكيل أول وزارة الخارجية والمغتربين قيام الاتحاد الأوروبي ، يمثل أنموذجاً للاندماج يحتذى به ، خاصة في الجانب الاقتصادي.. مشيداً بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه علاقات التعاون والشراكة بين اليمن والاتحاد الأوروبي ، والذي تجسد من خلال حجم المساعدات المقدمة لليمن في مختلف المجالات. كما ثمن مواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة للقضايا العادلة ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي.