"برستيج"، "اللورد"، "فاشن"، "جولدن فلاورز"، تايس سنتر".. اسماء اجنبية انتشرت كالحمى لتطول يافطات المؤسسات والشركات الكبرى مروراً بالمكاتب والمراكز التجارية وانتهاء بالمحلات الصغيرة والبقالات ومحلات الحلاقة وحتى السباكة ومحلات الكهرباء في اليمن. جذب الانتباه بصراحة الناس هم الذين اجبرونا على ازالة يافطات الاسماء العربية من على محلاتنا واستبدالها بأسماء اجنبية "هكذا بدأ محمد صالح صاحب محل "هوني مون" حديثه ويردف اصبح اسم المحل يدل على بضاعته، فكلما كان الاسم جذاباً ومتميزاً وغريباً كثر عدد المرتادين على المحل". فالمتنزّه اليوم في الاسواق والاماكن المختلفة في اليمن يلحظ بوضوح ان المدينة تكاد تخلو من المفردات العربية ويرى معظم الناس ان من اهم العوامل لجذب الزبائن وكسب المال هو اسم المحل، وكلما كان الاسم افرنجياً كان جذاباً ومبهراً. فقد اصبحت الاسماء الاجنبية جسر تواصل مع عقول الناس اليوم وذوقهم ومتماشياً مع الايقاع السريع للحياة وكشيء جديد كسر الرتابة والملل كون الاسماء الافرنجية مختلفة عن المفردات العربية. شغلنا أفرنجي واصحاب المحلات التجارية يرون ان اسماء محلاتهم الافرنجية هي ترجمة مختصرة جداً لما يريدون قوله وعرضه للزبائن، فصاحب محل حلاقة "أوريجينال" يؤكد أن الاسم له دور كبير في جذب الزبائن، وهو شخصياً يريد ان يقول ان الحلاقة في محله تتم بطريقة هاي وعصرية وحديثه تتماشى مع موضة الشباب اما صاحب مطعم "سوبر فرايد تشيكن" فيقول اغدق علينا هذا الاسم الكثير من الزبائن ولفت انتباه اليمنيين والاجانب، واختيارنا لهذا الاسم لم يأت من فراغ وانما يدل على حسن اسلوبنا في التعامل ونظافتنا للمحل، وسيره على نفس المستوى الراقي والعصري في طريقة طهونا والذي يسير في اي دولة اجنبية أخرى". وهكذا اكتسحت تقليعة اطلاق الاسماء والمصطلحات الاجنبية الشوارع والساحات والمؤسسات والبنوك والجامعات ومحلات الازياء ومداخل العمارات الى درجة انها وصلت الى المحلات المرتبطة بالتراث والعادات والتقاليد الاجتماعية والشعبية التي لم تسلم بدورها من التغريب.