ناشدت جمعية كنعان لفلسطين باسم أبناء الشعب اليمني حكومة وشعباً ورئيساً الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وحكماءه أن يبذلوا المستحيل باسم الدين والأخوة والوفاء لدماء الشهداء وعذابات الأمهات ومعاناة الجرحى والأسرى وملايين العرب الشرفاء وأحرار العالم أن يوقفوا ما وصفوه بعبث الاقتتال المدمر من أجل الانطلاق بكل حزم وتحقيق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. في الوقت نفسه شن الدكتور/ عزمي بشارة - رئيس التجمع الوحدوي الديمقراطي (فلسطين)هجوماً لاذعاً على الجامعة العربية بسبب تخاذلها تجاه معاناة اللاجئين الفلسطيني في المخيمات العربية وما يعاننه وخصوصاً في المخيمات العراقية من استهداف لحياتهم على يد مليشيات مناهضة للنظام العراقي السابق، داعياً الدول العربية القيام بدورها العروبي والإنساني لإنقاذ حياة الكثير من الفلسطينيين الذين يعانون العذاب والموت كل يوم وتوفير أماكن آمنة ومستقرة لهم دون استثناء.. جاء ذلك في كلمة ألقاها صباح اليوم الخميس –على هامش فعاليات أحيتها جمعية كنعان لفلسطين – بمناسبة الذكرى ال59 لنكبة فلسطين – في إطار اختتام فعاليات أيام فلسطين للخمس السنوات الماضية، وفي الفعالية والتي حضرتها العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية وعدد آخر من نشطاء العاملين في حقوق الإنسان. وأكد بشارة على استحالة التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال وسيناضلون حتى ينالوا حقوقهم الكاملة وأستغرب الحديث عن النكبة وحصرها في عام خلال عام 1948م وأعتبر أن الفلسطينيين لا يزالون يعانون النكبات تلو النكبات يومٍ بعد آخر وبالتالي من السُخف من يقول أن النكبة منحصرة على عام 1984م. ونوه إلى أن العدو الاسرائلي يحاول أن يخدع الفلسطينيين بالتخلي عن حق العودة مقابل الاعتراف بدولة فلسطينية في ظل سياستها الخداعية وهو من المستحيلات أن يتحقق، وأنتقد بشدة الصراع بين حركة حماس وفتح واصفاً إياه ناتج عن "أزمة أخلاقية" وأن التكريس لسياسة الاحتقان بين الفرقاء الفلسطينيين عبر المراحل والأزمات ليس إلا من أجل المصالح، مشبهاً ذلك الصراع الدائر بصراع السجناء داخل السجون الإسرائيلية على من سيتولى رئاسة السجناء أمام سلطات السجن، وهكذا فإن الصراع بالطبع على السلطة ليس إلاّ. وقلل بشارة من دور حركات التحرر العربي، على ما كانت عليه خلال العقود الماضية، وقال : لم يعد لها دورٌ فاعلٌ عما كانت عليه في الماضي. وأشاد بدور الجمهورية اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية ودعمه عبر الكثير من المراحل والمحطات النضالية للشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً وسياسياً واقتصادياً وعلى أكثر من مجال، ونوه إلى أنه من الممكن أن يختلف اليمنيون على قضية ما تهمهم .. ولكن بالمقابل يتفقون على قضية الشعب الفلسطيني. وشدد على الفلسطينيين التمسك وعدم التراجع عن مبادرة السلام العربية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، داعياً كافة الفصائل إلى الالتفاف بقوة وحزم حول وحدتهم والتماسك وعدم الإنجرار وراء المخططات والألاعيب الصهيونية التي تحاول النيل و تشتيت نسيجهم الاجتماعي والسياسي تجاه قضيتهم المشروعة. بدوره الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين- أكد على حل القضية الفلسطينية القائم على قرارات الشرعية الدولية وبدون انتقاء وفي المقدمة منها حق العودة تطبيقاً لقرار الجمعية العمومية رقم(194) لسنة 1994م وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار إلى أنه ولتحقيق هذا الأمر لابد من الانطلاق بتمتين بنيان البيت الفلسطيني من أجل بناء وحدة وطنية راسخة وقوية تمنع بأدىء ذي بدء الاقتتال التدميري الذي يمثل أكبر خطر على القضية الفلسطينية منذ نشوئها، وناشد الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وحكماءه أن يبذلوا المستحيل من أجل إيقاف هذا الخطر الداهم. وأستطرد: باسم الدين والأخوة والوفاء لدماء الشهداء وعذابات الأمهات ومعاناة الجرحى والأسرى وملايين العرب الشرفاء وأحرار العالم نناشدكم أن توقفوا هذا العبث المدمر لكي نستطيع أن ننطلق بكل حزم من أجل تحقيق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. هذا وخلال فعالية الحفل أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقديم (200) منحة دراسية للمقيمين الفلسطينيين في اليمن مقدمة من الرئيس كما أعلنت جمعية الصالح من خلال ممثلها الدكتورة/ هديل البرغوثي تبني الجمعية كفالة (500) يتيم فلسطيني. كما استعرضت الناشطة في مجال حقوق الإنسان الأستاذة/ بريلا عيسى، عبر تقرير مصور معاناة الفلسطينيين في المخيمات الواقعة على أكثر من مكان في الدول العربية وأظهرت صوراً تم خلالها منع المصورين من إلتقاطها لأسباب إنسانية. وفي ختام الفعالية تم تكريم العديد من الشخصيات من عملوا على دعم مسيرة جمعية كنعان خلال الخمس السنوات الماضية وفي مقدمتهم علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية،والدكتور عزمي بشارة، والدكتور رياض منصور ، والناشط الدولي في مجال حقوق الإنسان آدم شابيرو، ومراد هاشم ممثلاً عن قناه الجزيرة لتفاعلها مع فعاليات الجمعية واحتضانها لقضايا العرب القومية ، بالإضافة إلى الأستاذ هاني شحاده – مدير شركة C.C.C. في الجمهورية اليمنية والأخ مدين ياسين. من جهة أخرى وفي إطار الفعالية رفع المشاركون في ندوة "دور المثقف في الإصلاح الديمقراطي الذي أختتم اليوم بصنعاء بمشاركة (60) مثقفاً عربياً نظمه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان برقية تضامن تجاه ما يتعرض له الكاتب والمفكر العربي بشارة من حملة سرشة ومنظمة من قبل الكيان الإسرائيلي واتهامه بتهم شتى تكشف حسب ما ورد في بيان التضامن - حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه- عن سيناريو تم إعداده لتصفيته سياسياً ومعنوياً والزج به بالسجن المؤبد. وقال البيان : إن الأمر يقتضي أن يقف اليوم كل الشرفاء والمناضلين مع هذه الشخصية السياسية والفكرية الشجاعة والتي عرفت بمواقفها الإنسانية والعربية ، كسياسي ومناضل عن حقوق الإنسان وحقوق الفلسطينيين على وجه الخصوص في أراضي 1984م وفي كل مكان وأكد المشاركون جميعاً تضامنهم الكامل مع بشارة وقضيته العادلة وطالبوا المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأممالمتحدة والأنظمة العربية ومؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي العمل بجدية على وقف الحملة الصادرة من قبل السلطات الإسرائيلية ووقف الملاحقات الأمنية وإسقاط التهم الباطلة التي تم تلفيقها على هذه الشخصية السياسية والمناضلة والتي بقيت رمزاً للتحرر وللدفاع عن الكرامة الإنسانية وعن مبادىء حقوق الإنسان. كما طالب المشاركون رد الاعتبار لبشارة ولكل مناضل صادق ومثقف ملتزم عمل من أجل الكرامة والمباديء الإنسانية السامية، وقبل كل شيء رد الاعتبار لكرامة الأمة وللمبادىء الإنسانية والتحرر من الظلم والاستعمار والهيمنة الصهيونية.