حظيت وما تزال جزيرة سقطرىاليمنية باهتمام محلي ودولي كبيرين نظراً لتنوعها الحيوي الفريد، وكان آخر تجليات هذا الاهتمام هو إدراج أرخبيل جزيرة سقطرى ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي الذي تم إقراره من قبل برنامج الإنسان والمحيط الحيوي(mab) التابع لمنظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو، بعد أن تم إعلان الجزيرة رسمياً محمية طبيعية في ال27 من سبتمبر عام 2000م. وبهذا الخصوص فقد طرحت الحلقة النقاشية بعنوان"الحفاظ على اللغة والآثار والبيئة في المهرة وسقطرى"، التي أقامها ملتقى الرقي والتقدم في العاشرة من صباح اليوم السبت بمقره الرئيسي بأمانة العاصمة في ختام أعمالها بمشاركة العديد من المهتمين والباحثين والبيئيين وبحضور الأستاذ نبيل الفقيه –وزير السياحة، ورئيس الهيئة العامة للآثار، وجمع من المهتمين حيث تم خلالها الوصول إلى رؤية عملية لتوثيق اللغة المهرية والسقطرية كجزء من الهوية الثقافية لليمن والتعريف بها ودراستها، إلى جانب كيفية الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في المنطقتين والترويج له سياحياً بصفته أحد عناصر الجذب ذات الخصوصية السقطرية والمهرية على مستوى المنطقة العربية. وقد خرج المشاركون في ختام الحلقة النقاشية بدعوة كافة المختصين والمهتمين بهذا الشأن إلى كيفية إمكانية المحافظة على التنوع الحيوي في سقطرى عبر الوصول إلى صيغة متوازنة تقوم على إقناع السكان المحليين بالدخول في شراكة حقيقية ضمن مشروع التنوع لسقطرى تفضي هذه الشراكة إلى تحقيق مصالح جديدة وبدائل اقتصادية للأنشطة التي يمكن أن تؤثر سلباً على التنوع الحيوي كالرعي الذي يستنزف الغطاء النباتي وقبل ذلك إيجاد قناعات لدى السكان بأهمية الاشتراك في جهود الحفاظ على التنوع الحيوي لجزيرتهم. وأكد المشاركون في الوقت نفسه على ضرورة توفر الشرطة البيئية (بمشاركة السكان المحليين) من مهامها وواجباتها الحفاظ على عناصر البيئة الأساسية ومراقبة المواد الضارة بالبيئة وتوفير الحماية للمحميات وتنظيم عملية الصيد ونشر الوعي البيئي بالإرشادات وحملات التوعية لطلبة المدارس، بالإضافة إلى إدخال التربية البيئية في صلب المناهج التعليمية وكذلك إشراك وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون، في نشر الوعي البيئي. وفي ذات السياق أوضحت الدكتورة / ابتهاج الكمال- مديرة البرنامج بوزارة الصحة العامة والسكان- أن العلماء والباحثين البيئيين من مختلف بلدان العالم كانوا وما يزالون مهتمين بهذه الجزيرة، مشيرة في مداخلة لها خلال الحلقة النقاشية إلى أن البعثات العلمية الأجنيبة تتوافد لإجراء الدراسات على أنواع النباتات والكائنات الفريدة التي تتميز بها جزيرة سقطرى من أجل دراستها واكتشاف المزيد منها. واستشهدت الكمال بالبروفسور / ولفانج الباحث والأكاديمي الألماني بجامعة" روستالك" والذي سبق له تأليف خلال القرن الماضي كتاباً عن التنوع الحيوي في جزيرة سقطرى،منوهة، أن كتاب" روستالك "أحد المراجع العلمية الهامة والنادرة حيث أستعرض فيه أواخر العام 2004م نتائج دراسة أجراها على أربع سحالي سقطرية تعتبر من الأنواع النادرة على مستوى العالم كان لها دورٌ في التوازن البيئي في الجزيرة، ووصف البروفسور/ و لفانج حسب مداخلة الدكتورة الكمال، بأن دراسته قد وضعت أهداف مستقبلية أهمها:الحفاظ على المنظومة البيئية وتكاملها في الجزيرة، موضحاً في كتابه أن جزيرة سقطرى ذات بيئة هشة لا تحتمل التدخل الإنساني غير المنظم والمبرمج الذي لا يراعي التنوع الحيوي النباتي والحيواني الذي تحتويه الجزيرة مؤكداً بحسب الكمال أن الجزيرة لا تزال من الجزر الطبيعية الخالصة القليلة على وجه الأرض وتحتاج لعملية تعداد علمي للكائنات الحية والنباتية الموجود فيها،ونفى "ولفانج" وجود مؤشرات خطر يهدد أي من الأنواع الحية المعروفة في الجزيرة بالانقراض إلا أن "لفانج" عاد وقال بحسب الدكتورة الكمال أن اكتشاف أحد الأنواع النادرة من السحالي المعروفة باسم بسبورس والذي يعيش هذا النوع السقطري منها في الغابات الشجرية المعروفة باسم أشجار الشورى التي كانت توجد بين منطقتين في الجزيرة لم تعد توجد إلا في منطقة واحدة مما ينذر باحتمال اختفاء البسبورس مع اختفاء أشجار الشورى ،وأكد "ولفانج" أن السحالي السقطرية وغير السقطرية في اليمن ليست من الحيوانات الضارة بالإنسان وأن ارتباطها لدى العامة بالأمراض الجلدية أو السموم ليس صحيحاً، مشيراً إلى أنها تساعد على التوازن الطبيعي في المحيط التي تعيش فيه وخاصة عندما تتغذى على الحشرات الضارة.