اجتاحت سيول الأمطار بعد عصر اليوم الاثنين قلب العاصمة اليمنية صنعاء وبكميات تدفق هائلة لم تشهدها العاصمة منذ أعوام، متسببة ما يزيد عن (11) سيارة على مستوى مديريات أمانة العاصمة، إلاّ أنها لم توقع أي ضحايا بالأرواح. وروى شهود عيان موقفاً بطولياً جريئاً لأفراد من مركز شرطة جمال جميل، وأفادوا: أنه وخلال تزاحم المواطنين على ضفتي سايلة صنعاء القديمة التي تمر خلف البنك المركزي اليمني- لمشاهدة فريق من شرطة جمال جميل، وهو يقوم بعملية انتشال سيارة كانت عائمة في السيل- سقط طفلان (9-10 أعوام) من أعلى الكوبري إلى وسط السيل. وقال الشهود: أن فريق شرطة جمال جميل ترك السيارة مربوطة بالرافعة، وقفز الأفراد إلى وسط السايلة ببدلاتهم العسكرية- بمن فيهم الرائد يحيى أبو حاتم مدير المركز- ونجحوا في انتشال الطفلين وإنقاذ أرواحهما، مؤكدين أن المواطنين المحتشدين قابلوا العملية بالتصفيق والهتافات، معتبرين ذلك مجازفة غير مسبوقة كانت يمكن أن تتسبب بغرق أو إصابة بعضهم نظراً لشدة جريان السيول. وأفادت مصادر أمنية أن فرق الدفاع المدني نجحت هذه المرة بإخلاء طريق السايلة من السيارات قبل وصول السيول، وكذلك التأهب بالرافعات وفرق الدفاع المدني على مسافات مختلفة من مجرى السايلة، وعزت إلى ذلك الإجراء عدم وجود خسائر بالأرواح. على صعيد آخر أكدت مصادر مطلعة مقتل الشاب (دارس) أحد موظفي الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام فجر أمس الأحد في منطقة الروضة، خلال محاولته عبور السايلة التي تسببت بها أمطار غزيرة سقطت مساء اليوم السابق للحادث. وقال المصدر ل"نبأ نيوز": أن الشاب دارس – ويعمل فني كمبيوتر- كان يعتقد أن السيل قد انتهى، إلاّ أنه فوجيء بأن قدميه تهوي إلى حفرة، وتؤدي إلى سقوطه ثم غرقه، منوهاً إلى أن أجهزة الدفاع المدني عثرت على جثته في ساعة مبكرة من صباح الأحد ، وعلى بعد عدة كيلومترات من مكان الحادث. هذا وتفيد التقارير بسقوط أكثر من (15) غريقاً خلال يومي أمس واليوم بسبب السيول التي اجتاحت عدة محافظات يمنية.