يصادف هذا اليوم ال21 من مارس الذكرى الأولى لأحد أهم التحولات في ثورة التغيير في اليمن ، ذكرى إعلان كبار ضباط الجيش ومعهم وحداتهم العسكرية تأييدهم للثورة المطالبة برحيل علي عبدالله صالح ودخول الثورة مرحلة جديدة.. ويعتبر بعض المراقبين أن هذا اليوم هو تاريخ السقوط العملي لنظام صالح كإدارة للبلاد وتحوله إلى طرف مسلح، حيث تحصن بعدها بالوحدات العسكرية التي أنشأها لأقاربه، وانقسمت العاصمة بين الجيش المؤيد للثورة الذي ينتشر في الأحياء المجاورة لساحة التغيير شمال العاصمة وقوات نجله التي تتواجد بكثافة جنوب العاصمة وضواحيها.. وساعد هذا التحول في عمل توزان نسبي في الرعب جعل صالح غير قادر على الإقدام على القمع المباشر لقمع الثورة لكنه حاول استغلال عامل الوقت لإعادة ترتيب صفوفه واختبار صبر قوى الثورة وتماسكها.. وصولاً إلى المواجهات المباشرة وغير المباشرة في العاصمة وخارجها.. ويتعبر التوازن من أهم ما حافظ على الثورة وهيأ لمخرج سياسي تمثل في المبادرة الخليجية.. ومن أبرز القادة العسكريين الذين اعلنوا تأييدهم للثورة في ذلك اللواء علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع التي تتوزع معسكراتها في أكثر من محافظة، بالإضافة إلى اللواء عبدالله علي عليوه مستشار القائد الأعلى واللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية، وآخرين.. وأوضح اللواء علي محسن في تصريحات مختلفة إن انضمامه للثورة مع زملائه جاء بعد أن تبين تورط النظام بمجزرة جمعة الكرامة الشهيرة في صنعاء في 18 مارس والتي راح ضحيتها 60 متظاهراً أكملوا صلاة الجمعة وانهالت عليهم من القناصة.. وفي هذه الذكرى أصدر قيادة أنصار الثورة الشعبية والجيش اليمني الحر بياناً أكدت فيه إن "الواحد والعشرين من مارس 2011 يوم تاريخي سيسطر في سفرنا تاريخ وطننا بماء الذهب ، يوم له دلالاته في مسار نضال أبناء شعبنا وتاريخه الحديث ومنعطفاً سياسياً هاماً في مسار ثورة شبابنا الشعبية السلمية التي فجرها أبناء شعبنا للمطالبة بالتغيير والحياة الحرة الكريمة وبناء الدولة اليمنية المدنية".. وأوضح البيان: "يومها اتخذ اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ومعه زملائه وإخوته وأبنائه من القادة العسكريين والضباط والصف والأفراد قراراً وطنياً وتاريخياً بالاصطفاف إلى جانب مطالب أبناء شعبنا اليمني العظيم".. وقال البيان: مع هذا القرار اتخذت الثورة الشبابية الشعبية السلمية مسارها الوضاء نحو تحقيق أهدافها المطلبية المشروعة بسند سياسي وعسكري حقق التوازن بين قوى الثورة وخصومها ، وليكبح جماح نظام التسلط والظلم والاستبداد ، ومعها أيقن النظام أنه يصعب عليه تجاوز هذا الواقع والانفراد بأبناء شعبنا إخضاعاً واستقواءً عليه ، هذا الموقف الذي جلب معه اصطفافاً وطنياً لا نظير له ، وعندما أيقن النظام أنه لا مناص له من الاستجابة لمطالب الشعب ولينصاع بعدها للتوافق السياسي الذي جاءت به المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية... ولنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وانتخاب الرئيس / عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية بإجماع وطني وشرعية شعبية ودعم إقليمي ودولي قل نظيره".. وختم البيان: ها نحن اليوم أمام مرحلة جديدة معها وبتعاوننا جميعاً نحقق أحلامنا التي سرقت ، وطموحاتنا التي وأدت،ونعبر إلى اليمن الجديد يمن العدالة والحرية والمساواة والنظام والقانون ، فلنكن جميعاً عوناً لحكومة وفاقنا الوطني ورئيسنا الشرعي المنتخب بإرادتنا وتصميمنا نحن أبناء الوطن ، الشكر والمنة لله سبحانه والشكر والامتنان لكل أبناء شعبنا ، والشكر موصول للأخوة والأصدقاء رعاة المبادرة والآلية التنفيذية ،والمجتمع الدولي الذي تداعى للوقوف مع مطالبنا"... "لا يرتقي وطنٌ إلى أوج العلا.. ما لم يكن بانوه من أبنائه"..