قال خطيب ساحة التغيير بشبوة اليوم13/4/2012م في جمعة (الوفاء لأبين) إن القرارات الأخيرة للرئيس هادي بينت حجم ما يعانيه الوطن من تسلط وتملك من فئة قليلة استولت على خيراته وتقاسمت سلطاته وظن الواحد منهم أنه والٍ متوج على تخصصاته ومقدراته.. فهاهم ابتداء قد رفضوا قرارات إقالتهم الرئاسية من مناصبهم في القوات الجوية والمؤسسة الاقتصادية وفي بعض المحافظات وذهبوا يبثون الفتنة والتمرد وقطع الطرقات ونهب المؤسسات في محيط عملهم أو بتحريك بعض الجماعات المسلحة المتطرفة لمزيد من سفك الدماء وتخريب المنشئات. وقال:أرأيتم أي مهزلة جمهورية كنا نعيشها .. أي خدعة ديمقراطية كنا نخوضها .. أي كذبة وطنية كنا نشاركها .. يرددون على مسامعنا ليلا ونهارا هذه الشعارات والمأثورات فظنناها حقا وصدقا .. واليوم انكشف الستار الجمهوري ليظهر خلفه تملك اسري وسقط الماكياج الديمقراطي ليكشف وجها دميما لحكم شبه ملكي .. خسر الطغاة حكمهم الذي بنوه على الكذب والتزييف وخسروا سمعتهم التي شيدوها على الفساد والتدليس وخسروا مكانتهم التي أسسوها على المصالح وشراء الذمم .. وبالمقابل كان هناك رابحون .. كسبوا رهانهم بجدارة .. ونالوا مراكزهم بامتياز .. وحققوا تفوقهم حتى على أنفسهم بصدق وأمانة .. كسب الرهان الشعب اليمني .. شعب هب وانتفض ولم يعد الحاكم يستغفله أو يستميله إليه بل لكل إغراءاته رفض .. تجلت أمامه صورة الحق فرأى بعينه جليا حجم ما كان يعيشه من التضليل والاستخفاف بعقله ووطنيته في ظل حكم يعده بالمستحيلات وحاكم يسترضيه بالفتات .. فانطلقت من فمه صارخة لاءات حاسمة ترفض هذا الاستعباد .. لا للحكم الأسري والتوريث .. لا لسياسة الاستخفاف والاستعباد .. لا لحكم التزوير والفساد .. لا لحكم العسكر والتسلط .. لا لعدم المواطنة المتساوية والمحسوبية .. لا وألف لا لسيف كذبك البتار فلن تحكمنا بعد اليوم يا مكار .. وقال :لقد كسب الرهان الثائرون ونالوا درجة الامتياز في الرجولة والانضباط والثقة والثبات .. فأصبحوا امتدادا لمن قال فيهم الله : (( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) .. خرجوا لساحات النضال بمطلب واحد إسقاط النظام الفاسد فواجههم بالدم والقتل فرددوها : سلمية .. سلمية .. ونالهم من الأذى والتنكيل وألام الجسد والنفس الكثير الكثير فما هزهم ذلك ولا ضرهم بل ازدادوا رسوخا كالجبال الراسيات .. ووثقوا بعدها في قرارات قيادات وطنية معتبرة حول المبادرة الخليجية وما منحته للطاغية من حصانة مقابل رحيله وحقن دماء الشعب .. فنالهم الكثير من التشنيع والتشكيك والسخرية والاستهزاء من طوائف احترفت التثبيط والتثاقل إلى الأرض وسعت لتحطم جدار الثقة في قياداتها وتفتت بنيان الثبات في أفرادها .. يرددون ليلا ونهارا : فرطتم في دم الشهداء .. خنتم الوطن .. بعتم القضية .. خذلتم الثورة .. فأوهنت قواها وأتعبت ألسنتها وبقي الشباب واثقين من نصر ثورتهم واستكمال أهدافها .. وكسب الرهان الرئيسُ المنتخب .. وحتى الساعة لم يخيب ظن محبيه ومنتخبيه .. راهن الكثيرون على أنه الحلقة الأضعف وأنه الظل والتابع .. فجال وصال وعزم على إحداث تغييرات جذرية في بنية الوطن وأساساته المهترئة .. وهاهو يمضي شامخا قويا نحو المزيد من القرارات الحاسمة التي تعزل من لم يفلح في سنوات طوال وتعين من تراه يصلح لتحقيق الآمال .. وهو يسير نحو تحقيق الصدارة. وخاطب أبو الحسنين الرئيس هادي : تسعدنا قراراتك الحاسمة ولكنها لا تكفينا .. تسرنا ولكنها لا ترقى لمستوى طموحنا. وطالب بالاستمرار في اجتثاث كل طاغية نمرود لا يقيم وزنا لقراراتكم ولا لكيان الوطن وعزته. فمن اجل دماء الشهداء وعرق الفقراء ومن أجل ذرات وطن تملكوه وخير نهبوه .. امنحنا مزيدا من تساقط أصنامهم ورموز سادتهم .. أحلهم على ما فعلوه للمحاكمة والسجون لا إلى وظائف أخرى ومناصب أرقى .. حرر مؤسساتنا من الفاسدين القتلة .. لا تبقي أحدا منهم بيننا ولا تذر .. من اجل جمجمة أنس التي فجروها .. ودموع عتاب التي سفكتها حرقة على أبيها .. ومن أجل الجرحى والمعاقين .. ومن أجل شهداء جمعة الكرامة .. ومن أجل دماء وأرواح إخواننا في أرحب ونهم وبني جرموز .. من أجل أبين الحبيبة وما فعلوه بها من دمار ونهب .. من أجل المغدورين في مصنع السلاح وعلى الطرقات .. ومن أجل أهلها المشردين المنكوبين .. من أجل أبين التي ذبحوها بسكين إطعامها وقتلوها بسلاح حمايتها وقصفوها بما خصص للدفاع عنها .. أبين تم بيعها في سوق الشر وظل سهمها يتداول بين الخونة في بورصة الغدر .. من أجل جعار وزنجبار ولودر .. وفاء لأبين في جمعة الوفاء لأبين .. اصمد منصورا .. اثبت هاديا .. تألق في سماء الحرية والبطولة وقال الخطيب مخاطباً هادي أيضا: ما أسعدنا بمواقفك تلك التي تؤكد للمثبطين أن أصوات الشرفاء من أبناء الوطن لك لم تذهب سدى وأن ثقتهم في قدرتك على تخطي عقبة صالح وبطانته الكئود وتجاوز طرقهم الوعرة ومنعطفاتهم الخطرة لم تخب وكانت في محلها .. فأنت لها. كما ناشد خطيب الجمعة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية قائلاً: نناشدكم إعادة النظر في قرار رفع سعر الديزل فالمواطن لا يستطيع اليوم تحمل تكلفة متطلباته ومن يعيل من أهله فيضاف لكاهله حملا أخر بما سيلحق ذلك من ارتفاع تلقائي في أسعار المواد الغذائية والمواصلات والمياه وغيرها .. فلا تشقوا على الناس في أمور معيشتهم لكي يبارك الله لكم أعمالكم ويجعل التوفيق والنصر حليفكم. وقال في ذكر القرارات الرئاسية: تذكرت خالدا (رضي الله عنه ) يوم اليرموك وقد جاءه أمر عزله من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال سمعا وطاعة ولبى النداء وعاد جنديا تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح .. وخالد يومها صاحب فتوحات وبطولات وانجازات وتضحيات .. ولو أعلن رفضه فربما وجد معه صناديد الإسلام يقفون معه لعلمهم بأحقيته ومكانته .. ولكنه أطاع ونفذ .. فما بال هؤلاء العالة على الوطن لم ينفذوا ويطيعوا إلا بعد افتضاح واسترزاق .. وهم بدون انجازات إلا انجاز تحطيم فعالية قواتنا الجوية واقتصادنا العظيم .. وهم بدون فتوحات إلا فتوحات حساباتهم البنكية مما نهبوه .. وهم بدون تضحيات إلا التضحية بسماء الوطن لتعيث فيه طائرات الغير دكا وتحطيما أو بخيرات أرضنا نهبا وتوزيعا .. تلك هي طريقتهم في التعامل مع الوطن .. تقاسم وتوزيعات .. ملكيات وتوريثات .. هذا لك وهذا لي .. فتقسمت هيئاتنا ومؤسساتنا وبلادنا كمقاطعات أميرية .. وولايات سلطانية. وخاطب أزلام العائلة قائلاً: متى استعمرت الوطن وقد جعله ربي حرا أبيا .. وعلام ذهبت تضحيات سبتمبر وأكتوبر ولم اندلعت ثورة البن والفل والعنبر .. لنستبدل إماما ملكيا بإمام جمهوري واستعمارا أجنبيا باستعمار محلي .. كفى لقد بلغ السيل الزبى. وخاطب المتقاعسين والمثبطين للثوار: ما بال أقوام كبني إسرائيل يقولون للثورة وشبابها : ( لقد أوذينا من قبل أن تأتوننا ومن بعد ما جئتمونا ) أو يقولون لهم ( اذهبوا أنتم فقاتلوا ونحن هاهنا قاعدون )) لا والله يا أهل اليمن قاطبة .. بكل توجهاته وكياناته وتنظيماته إنها ساعة الصدق ولحظة الحقيقة فلتتوحد الجهود ولتتكاتف الطاقات والقدرات نحو هدف لابد منه وهو تفتيت كتلة الاستبداد والظلم وتحطيم مجموعة التملك والتسلط حتى نصل لهيكلة الجيش والأمن والقضاء على كل قوى الفساد ومراكز العناد فتكون كل مقتدرات الوطن وخيراته وقواته وطاقاته تحت مظلة القانون والنظام وشرعية الدستور ومصلحة الوطن. لقد استغللتم تعاطف الثورة معكم وحب القيادات في درء فتنة القتال الأهلي فمنحوكم جميعا في لحظة ضعف إنساني وضغط سياسي حصانة ومخرجا .. أما تحمدون لهذا الوطن وقياداته الثورية أن ترككم بلا عقاب .. فتكفون عنه شروركم وفتنتكم وتجنبوه شبح الحرب اللعين .. كفوا عنا أنيابكم التي تقطر سما ومخالبكم التي تبث في الوطن فرقة ورعبا .. فماذا يريد كبيركم الذي علمكم الفساد والنهب ليتركنا وشأننا .. أما تكفيه دماء الشهداء وأموال التشييد والبناء .. أما يكفيه العبث بوطن متكامل طوال حكمه .. ماذا يريد ليرحل أما تكفيه 33 عاما تسلطا ونهبا وتفردا وتجبرا ونرجسية. وسخر الخطيب من المخلوع علي صالح قائلاً له : ارحل فأنت اليوم من الزواحف كالوزغ والسحالي التي عند تيقن هلاكها تترك ذيلها يتلوى ليشغل المهاجم عن ملاحقتها .. اليوم بقيت منك ذيول تتقافز وتتلوى لتشغلنا عنك وعن مطاردتك فتنجو .. ذيول ما زالت تمجد اسمك وعائلتك المتهالكة .. ذيول ما زالت ترفع صورك على مقراتها وبنيانها .. ذيول تستنزف الوطن والرجال في نزاع جانبي لتطيل من بقاء حكمك السرابي. وذكرة بأن أبناء الوطن له بالمرصاد قائلاً له : هيهات هيهات لن يشغلنا شيء عن هدفنا حتى نراك خلف القضبان أو خلف حدود الوطن .. لبس الثائر لامته واحتضن درعه وما كان له أن يضعهما حتى يستكمل أهداف ثورته. وبعد الصلاة خرج الثوار بمسيرة جماهيرية حاشدة هتفوا بالوفاء لأبين وردد فيها شعارات تضامنية داعين الله عز وجل أن يجنبها كل مكروه وسوء كما دعا الثوار الحكومة إلى تأمين الساحل وطالبوا الرئيس هادي وحكومة الوفاق بتحريرها من قاعدة العائلة وأزلامهم كما طالبوا بالقصاص من القتلة والمجرمين الذين أجرموا وعاثوا فيها فساداً ودماراً وخرابا, وطالبوا بتطهير البلاد من بقايا العائلة لينعم اليمنيون بالأمن والأمان والسلم والسلام. أبين يا درع اليمن ... جنبك الله الفتن أبين يا أرض الصمود ... لك الوفا والعهود كل الثوار قالوها ... أبين ما با ينسوها أبين صالح دمرها ... للعصابات سلمها تأمين الساحل واجب ... والجيش سيقوم بالواجب قلب الثائر يتقطع ... لن ينسى شهدا المصنع دم الشهداء ما بيضيع ... والقصاص مطلب سريع الشعب اليمني أعلن ... لازم تتحرر أبين الشعب اليمني متضامن ... مع أبين وضد الخائن الشعب اليمني قرر ... أبين لازم تطهر يا أبين صبرا صبرا ... إن مع العسر يسرا يا لودر يا زنجبار ... قرب يوم الانتصار المخلوع عهده قد أدبر ... ورجع يتبلطج في لودر العصابة خسرانة ... ما تنفعها الحصانة