قال العائدون من جنوب مدينة عدن (جنوبي البلاد) ، وبالتحديد من حي كريتر بأن من تبقى في الحي يشيعون موتاهم إلى مقابر ممتلئة، وإن موكب التشييع يمر على أطلال الحي في اليوم الواحد نحو 5 مرات إلى 6 على الأقل. روى العائدون - أيضاً - بأن موتاً ووباءً وسُقماً وحزناً يخيمون على الحي في المدينة، وإن كارثة انسانية تفتك بالذين لم يجدوا مأوى أو معين أو معيل، بعد أن صاح القادمون من الشمال بأصوات مدافعهم ورشاشتهم. عديد من المدنيين لم يستطيعوا أن يفارقوا منازلهم في حي كريتر بسبب أنهم لا يملكون من يستقبلوهم في أحياء المدينة، ولا يملكون ملجأ آخر غير منازلهم التي كانت ساحة للمعارك بين رجال المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين خلال الأسابيع الماضية. انتشر الحوثيون المسنودين بقوات صالح في الحي الذي بدا في عزلة عن بقية أحياء المدينة، حيث إن المدنيين ليس بإمكانهم التحرك بحرية في الشوارع والأحياء. خلال ذلك، انتشرت القمامة في الشوارع وانقطع وصول المياه، وتسببت أزمة انعدام المشتقات النفطية في صعوبة تشغيل المولدات الكهربائية لتعوض انعدام التيار الكهربائي منذ أربعة أشهر. عوامل عدة عززت من انتشار وباء حمى الضنك والملاريا والتيفويد والأمراض المزمنة، كان حر فصل الصيف يفاقم أيضاً من هذه المعاناة، وبحسب سكان فإن أكثر من 30 قُضوا إثر وباء حمى الضنك منذ نهار الجمعة حتى اليوم الثلاثاء. أغلق مستشفى الجمهورية أبوابه أمام المرضى الذين تقطعت بهم السبل، بسبب توقف طاقته التشغيلية وهجرة الأطباء وطاقم التمريض، الحال كان أيضاً مع مستشفى الصين. قال أحد النشطاء ل«المصدر أونلاين» إنه تلقى تقارير من السكان بارتفاع ضحايا الوباء الذي ينتشر بشكل كبير في أوساط الأطفال وكبار السن، وقال إن الحي مهدد بكارثة انسانية. وحمى الضنك النزفية هي أمراض حمّية حادة وتسبب ارتفاع للحرارة ومشاكل في المثانة البولية، وصداع دائم، والدوخة الشديدة مع فقدان الشهية، يتطور ذلك للوفاة. وأضاف زهير عبدالحميد بأن عوامل انتشار الوباء منتشرة بكثرة في الحي السكني. وطالب عبدالحميد منظمة الصليب الأحمر في حي المنصورة بالانتقال لحي كريتر وفتح مستشفى ميداني، أو استخدام امكانيات مشفى الصين. ويسيطر مسلحو جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على مستشفى الجمهورية منذ أسابيع عدة، وتضرر المشفى بشكل كبير خلال المعارك.