مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    شركة النفط: تزويد كافة المحطات خلال 24 ساعة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    الذكرى الثانية للتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    باجل حرق..!    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    حادث غامض جديد على متن حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر    الجيش الباكستاني يعلن تعرض البلاد لهجوم هندي بعدة صواريخ ويتعهد بالرد    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هم آل البيت.. ولمن الولاية في القرآن؟
نشر في نشوان نيوز يوم 05 - 09 - 2010

المتدبر للقرآن تدبر المعتبر لا المعتذر سيلحظ أن قصة الخلاف بين آدم والشيطان على الخلافة والولاية العامة هي القصة المحورية التي ذكرها القرآن في سورة البقرة ثم في العديد من السور الأخرى بما يؤكد أن موضوع الخلافة والولاية العامة من أصول الدين بخلاف ما ذهب إليه الكثير من علماء السنة.

ولو تدبرنا سبب غضب الله على الشيطان وتكفيره وطرده من رحمته لوجدنا أن مشكلة الشيطان ليست في عدم إيمانه بالله فهو مؤمن بالله بصريح القرآن «قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» الحجر36، وإنما مشكلته التي أخرجته من الدين وجعلته شيطاناُ هي مشكلة سياسية تتمثل في رفضه للتعيين الإلهي لآدم خليفة في الأرض «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً»البقرة30، (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ«11» قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ«12» قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ«13») الأعراف..
فهذه الأيات البينات تكشف بوضوح أن إبليس رفض خلافة آدم السياسية وولايته العامة بحجة وضاعة نسب آدم وأفضلية إبليس عنصراً ونسباً (قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) وأراد إحتكار السلطة السياسية والخلافة في البطنين الملائكة والجن واشترط الأفضلية العنصرية كشرط من شروط الخلافة والولاية العامة (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ) ..
وبهذا البيان القرآني يتبين لنا أن الذي صيّر رئيس الملائكة وطاووسهم شيطاناً هو خلافه مع الله سبحانه وتعالى حول الخلافة السياسية والولاية العامة وتكبره واستعلائه برفضه لخلافة آدم وبنيه من بعده بحجة وضاعة نسبهم وأفضليته العنصرية.
كما بين لنا القرآن الموقف الشرعي ممن يجعل الأفضلية العنصرية شرطاً من شروط الخلافة والولاية العامة بقوله تعالى: «قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ» الأعراف13 «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ» البقرة34.
فهاتين الآيتين الصريحتي الدلالة قد أوضحتا موقف القرآن من كبر الشيطان عندما رفض خلافة آدم واشترط الأفضلية العنصرية كشرط من شروط الولاية بأنه كافر خارج عن الإسلام (اسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، وبسبب هذا الخلاف إنقسم العالم إلى ميدان للصراع السياسي بين الله والشيطان بين حزب الله وحزب الشيطان.
حزب الله هم الذين يرون أن الخلافة والولاية العامة تصلح في كافة بني آدم الأعلم منهم والأتقى دون إشتراط أفضلية النسب والعنصر.
وحزب الشيطان وهم الذين يرون أن الخلافة لا تصلح في بني آدم بشكل عام وإنما يشترطون الأفضلية العنصرية وأفضلية النسب كشرط من شروط الخلافة.
ومن هذا المنطلق نقول أن اشتراط أفضلية النسب والعنصر كشرط للولاية هي منهجية الشيطان لا منهجية القرآن ومن قال بها وفسر الدين تفسيراً عنصرياً قاصداً فهو من ذرية الشيطان لا من ذرية الإيمان «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً» الكهف50، «فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ» الأعراف30، «يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ» الأعراف27.
وبهذا البيان القرآني الصريح الدلالة ندرك أن نظرية الإمامة في المذهب الهادوي التي تحصر الولاية العامة في البطنين وتشترط أفضلية النسب والعنصر هي نظرية شيطانية إستكبارية إستعلائية مع أن الرسول (ص) قال (كان الملك في حمير) فأبناء اليمن كانوا أول ملوك الأرض من بعد نوح عليه السلام والقرآن الكريم أكد الحقيقة التي أشار إليها الرسول (ص) بقوله تعالى عن قوم عاد بلسان نبي الله هود عليه السلام جد اليمنيين «وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ«65» قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ«66» قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ«67» أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ«68»أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الأعراف..
فأول خلفاء الأرض بعد نوح عليه السلام هم قوم عاد، وعاد هم أبناء اليمن، والرسول (ص) الذي قال: (كان الملك في حمير) قال: (وسيعود إليهم) بما يؤكد شرعية تولي اليمنيين للولاية العامة والخلافة بخلاف نظرية الإمامة الشيطانية في المذهب التي حرمت أبناء اليمن من حقوقهم السياسية ولم يكتفي الأئمة بحرمان اليمنيين من قيادة أنفسهم وتولي السلطة بل قاموا بتقسيم المجتمع اليمني تقسيماً طبقياً بشعاً (طبقة السادة) و(طبقة العبيد) وهذا الكبر والإستعلاء الذي مارسه الأئمة على أبناء اليمن وصل إلى حد أن الأئمة فرضوا على أبناء اليمن إطلاق كلمة (سيدي) لأبناء الطبقة الأولى وتقبيل ركبهم ورفض الأئمة أن ينادي أبناء اليمن من زعموا أنهم سادة بكلمة (يا أخي) مع أن القرآن الكريم يقول (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وإذا أخطأ أحد اليمنيين وقال للسيد (يا أخي) يرد عليه بكل صلف (أخوك الكلب سيدك وعينك)، فهل هذا الكبر والإستعلاء مذهب الشيطان أم مذهب القرآن، وصدق الله العظيم القائل: «إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ» النمل34 .
ولم يكتفي الأئمة باحتكار السلطة السياسية وتقسيم المجتمع تقسيماً طبقياً بشعاً (طبقة السادة وطبقة العبيد) بل فرضوا على أبناء اليمن سياسة الفقر والجهل والمرض وعملوا على إشعال العصبيات القبلية بين أبناء اليمن وإشعال الحروب الدائمة كما قال أحد الأئمة :
ولأضربن قبيلة بقبيلة ... ولأتركن بيتهن نياحاً
وأبناء اليمن الذين كرّمهم الرسول (ص) بقوله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان).. أهانهم الأئمة بأن فرضوا عليهم عند مراسلة الإمام أن يذيّلوا آخر الرسالة بكلمة (خادم تراب نعالكم)، وكان الأئمة يراسلون مشائخ القبائل برسائل يفتتحونها بقولهم (خدامتنا حاشد – خدامتنا بكيل) فهل هذا الكبر والإستعلاء من الإسلام في شيء.
وكل هذا الكبر والإستعلاء على أبناء اليمن مرّّره الإماميون تحت شعار أنهم آل رسول الله وأهل بيته.
وبعد أن أوضحت الموقف القرآني من نظرية الإمامة في المذهب الهادوي المحتكرة للولاية العامة والخلافة بدعوى الأفضلية العنصرية سأبين من هم آل البيت في المنظور القرآني بإيجاز على النحو التالي:
1- أهل البيت وآل البيت في المنظور القرآني هم المنتسبون إلى الرسول محمد (ص) ديناً (المؤمنون) وليس المنتسبون للرسول (ص) طيناً (بني هاشم) لأن بيت النبوة هو بيت الدين وليس بيت الطين.
2- وقوام هذا البيت هم المؤمنون لقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
3- وهؤلاء المؤمنون أمهاتهم نساء النبي لقوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم)والنبي (ص)أبو المؤمنين أبوة دين لا أبوة طين.
4- كما أن البيت قد تم تجسيده (بالكعبة) وأبو هذا البيت هو إبراهيم عليه السلام و أبوته هذه دينية لا طينية لقوله تعالى (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ).
5- وبالتالي فآل إبراهيم و آل محمد صلى الله عليهم وسلم هم المؤمنون الطائفون بالبيت العتيق العاكفون الركع السجود وهذا المعنى العظيم يتجسد في كل حج لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
6- وأولياء بيت الله الحرام بيت النبوة هم المتقون لا بني هاشم الزاعمين أنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا اليهود الزاعمين أنهم آل إبراهيم لقوله تعالى: «وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ» الأنفال34 ) وقوله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وهذا ما أزعج الشيطان «قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً» الإسراء62.
7- ويتعزز هذا الفهم بأن أهل البيت وآل النبي هم الأتباع من المؤمنين المرتبطين به بآصرة الدين لا بآصرة الطين بقوله تعالى رداً على نوح عليه السلام: (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ«45» قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ«46» قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ«47»).
فالله سبحانه وتعالى يرد على نوح بقوله (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) مع أن إبن نوح هو إبنه من دمه وهذا دليل قاطع على أن مفهوم الأهل والآل في القرآن يغلّب آصرة الدين على آصرة الطين ويعتبر أهل البيت وآل البيت هم الأتباع من المؤمنين ويتعزز هذا الفهم بأن الآل هم الأتباع من المؤمنين بقوله تعالى «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ» آل عمران68، ورحم الله عالم اليمن الكبير نشوان الحميري القائل في بيان من هم أهل البيت:-
آل النبي هم أتباع ملّته .. من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا قرابته .. صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
8- كما أن الزاعمين بأحقيتهم بالولاية بدعوى أن لهم نسب يرتبط بالنبي (ص) فهذه الدعوى مردود عليها بالقرآن الذي أكد وحدة الأصل البشري فكل البشرية تتحدر من صلب أبينا آدم وهو رسول الله ونبيه، فإذا كان للإنتساب بالرسل ميزة فهذه الميزة يشترك فيها كل البشر مسلمهم وكافرهم فكل البشرية هم آل آدم وآل بيته، وصدق رسول الله (ص) القائل: (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى) رواه الإمام البيهقي، من حديث جابر رضي الله عنه،وكذلك روا أحمد في المسند (2 /361 ح8721) عن أبي هريرة بلفظ: "إن الله عز و جل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن"..
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "يقول الله وم القيامة أيها الناس إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم عند الله أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان بن فلان وفلان أكرم من فلان وإني اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم ألا إن أوليائي المتقون". وأخرج الخطيب، عن علي رضي الله عنه نحوه مرفوعا.
فكل هذه الأحاديث أكدت وحدة الأصل البشري وأفضلية التقوى وقول الرسول (ص) (وإني اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم ألا إن أوليائي المتقون) تأكيد لما أسلفته من أن هناك نسب دين ونسب طين وأن نسب الدين هو نسب الإيمان والتقوى وصدق الشاعر القائل:
أبي الإسلام لا أبَ لي سواه .. إن إفتخروا بقيس أو تميم
ولا يسعنا في الأخير إلا أن نقول أن الذين يفسرون الدين تفسيراً عنصرياً يسيئون إلى أديانهم وإلى الرسل صلوات الله عليهم حيث يظهرون أديانهم وكأنها أديان عنصرية قومية تحصر الحقوق السياسية في الهاشميين أو العرب في حين أن الإسلام دين عالمي نزل بالحقوق السياسية المتساوية لكافة بني آدم، بل إن القرآن أكد أن إرادة الله هي نصرة العبيد المستضعفين وخذلان السادة المستكبرين بجعل الولاية والإمامة فيهم دون المستكبرين لقوله تعالى:«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» القصص5 وصدق رسول الله (ص) القائل: (اسمعوا وأطيعوا ولو أستعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة)..
.. والله الهادي إلى سواء السبيل
*مسئول التخطيط السياسي سابقاً في التجمع اليمني للإصلاح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.