حاورته/ هبة حسن الصوفي / تصوير/ عبد الواحد سيف لا أملك سوى أن أقول "سبحان الله" الذي أعطى مميزات وقدرات لبعض الناس، فمنهم من يتمتع بذكاء فطري ومنهم من أنعم الله عليه بقوة جسدية خارقة، وغيرها من القدرات التي وهبت لبني البشر. وعبدالله حمادي.. إحدى الحالات الغريبة التي يقف أمامها الكل باندهاش وعجز.. فقد عجز الأطباء عن معرفة كيف له أن يأكل الزجاج وأمواس الحلاقة والمسامير دون أن يتأذى. يقول البعض أن ذلك سحر وآخرون يقولون مجرد خدع للفت الانتباه ولكنهم نسوا أن هناك خالقاً قادراً على كل شيء. قد لا يكون عبدالله الحالة الأولى المعجزة في اليمن لكن ذلك لا يعني عدم الالتفات إليه وإلى ما وهبه الله من ميزة، فهو يستحق الاهتمام.. (14 أكتوبر) سلطت ضوءها على هذه الميزة التي تحيط بها الكثير من علامات التعجب والاستغراب خلال لقائها بالمواطن عبدالله محمد علي حمادي من مواليد/ تعز/ صبر، يبلغ من العمر (35) سنة، متزوج وأب لولدين (عصام وهدى).. فإلى حصيلة اللقاء. * متى بدأت بوادر هذه الظاهرة لديك؟ - كانت البداية عندما كان عمري (7) سنوات وحين بلغ عمري 9 سنوات اكتشفني والدي وتوجهت إلى المستشفى، ولكن قبل ذلك كنت أقوم بدق الزجاج بالأرض وخلطه مع التراب ثم أكله، ولم أحس بشيء بعدها، أعجبني الموضوع أصبحت مداوماً عليه بدون شعور مني. حتى أنني في بعض الأحيان استغرب مما أفعله ولكن هناك ما يشدني تجاه تلك الأشياء، لكني لا أعلم ما هو. ذهبت مع والدي إلى مستشفى الثورة في تعز وطلبوا من والدي أشعة للجهاز الهضمي وأنا رفضت لكنهم أصروا.. وكانت المفاجأة أن جهازي الهضمي لم يتأثر إطلاقاً.. وهذه قدرة الله سبحانه وتعالى. وما أدهش الجميع أيضاً أنني قمت بأكل بعض زجاجات المختبر. * وبعد ذلك ماذا حدث؟ - عدت إلى قريتي ولكن لم أكن ألعب مع أقراني أبداً لأن والدي منعني خوفاً من أن يقلدني أطفال قريتي ويؤذوا أنفسهم بسببي. * وما هي مغامراتك مع الأمواس والمسامير؟ - بدأت بأكلها وأنا في الثامنة عشرة وكانت مجرد تجربة أريد بها أن أعرف إلى أي مدى ستصل قدرتي.. قمت ببلع مسامير الأحذية من 15 - 20 مسماراً دون أي ضرر وعند بلوغي (21) عاماً بدأت في تكسير الأمواس إلى قطع صغيرة وتناولها بشكل طبيعي. * ما هي وجبتك الرئيسية؟ - بدون شك هي "الزجاج".. قد يعتبر الناس حالتي غريبة ولكني اعتدت هذه الحياة ولا استطيع الاستغناء عن الزجاج، فالناس الطبيعيون لا يستطيعون الاستغناء عن اللحوم والأسماك والأرز وغيرها من المأكولات أما أنا فلا آكل المأكولات لأنها تضر بصحتي ولا استطيع أكل اللحوم أبداً وقد كانت لي قصة مع اللحم وأنا في الثانية عشرة من عمري في حفل زفاف أختي قمت بتناول قطعة لحم وبعدها تم إسعافي فوراً إلى المستشفى، خضعت لعملية جراحية بسبب أن قطعة اللحم لم تهضم وتحجرت فجأة، ومنذ ذلك الحين لم أتناول اللحم وأعيش فقط إلى جانب أكل الزجاج على الروتي والبطاط المسلوق والأرز والخبز بدون زيت وإلا سوف أتألم وأتعب. * كيف يتعامل معك المجتمع؟ - أولاً في مرحلة الطفولة كان الناس يتعاملون معي باستغراب وذهول وكنت أعذرهم رغم صغر سني ولكن ما كان يؤلمني أنهم كانوا يصفونني (بالساحر) أو بأنني (مشعوذ) وكنت أجيب عليهم أنني مستعين بالله.. ولكنني حتى الآن لا أعرف السبب الحقيقي الذي يجعلني آكل الزجاج. وحين طلبنا منه الحديث عن تجربته في الزواج.. تبسم قائلاً : مثل أي إنسان عندما بلغت سن الزواج تقدمت لطلب يد فتاة للزواج فوافق أهلها بعد سؤالهم عن صفاتي ولكنهم لم يكونوا يعرفوا قصتي مع "الزجاج"، وتزوجت ولكن بعد أيام اكتشفت زوجتي الأمر وحاولت أن أوضح لها أنني طبيعي جداً وهذه قدرة من رب العالمين لكن دون فائدة وطلبت الطلاق، هذا بالنسبة للزوجة الأولى، لكن الله رزقني بزوجة أخرى تعيش معي وتشاركني كل مصاعب الحياة. * ما هي قصة مطعم الشهاري؟ - أنا امارس حياتي بشكل طبيعي وأدخل المطعم مثل بقية الناس ولكن مطعم "الشهاري" بصنعاء له قصة في حياتي فدائماً أقوم بزيارة هذا المطعم والكل يعرفون طلبي هناك، أطلب الشاي وأشربه ثم أقوم بأكل الكاسات وهو المطعم الوحيد الذي يلبي طلبي.. * ماذا كسبت من أكل الزجاج؟ - لم أكسب شيئاً مع ان هناك الكثير من الناس يستفيدون من معجزاتهم او من معاناتهم ولكن ما أريده فقط هو التعامل معي كإنسان في زحمة (الدنيا).. حيث لم ألق أي اهتمام مع أنهم في الغرب يرصدون الملايين وتسلط الأضواء وتتنافس الجمعيات للرفق بالحيوان.. أفلا استحق أن يهتم بي وبعائلتي..!!؟ * هل لديك مصدر دخل تقتات منه؟ - لا.. كان لدي دراجة نارية "موتور" أعمل عليها مع ما أحصل عليه من بعض رجال الخير، ولكن بعد تعرضي لحادث مروري وإصابتي في العمود الفقري، لا أعمل.. وأتمنى من ذوي القلوب الرحيمة النظر في حالتي لأنني بأمس الحاجة للاهتمام بي وبأسرتي ، فكل ما أريده هو معاش شهري أعتاش منه ألا استحق إن ينظر إلي بعين الرحمة والشفقة. كما أنني بحاجة لعلاج عمودي الفقري لكن لا أحد يريد سماعي، لذلك أتمنى من فخامة الرئيس حفظه الله أن ينظر في شأني فأنا لا أطلب سيارة أو فيلا أو رصيداً بأحد البنوك، بل معاشاً شهرياً أسد به حاجتي أنا وزوجتي وأطفالي ولا أظنه بكثير على إنسان يحتاج للمساعدة. وأختتم حديثه بقوله : أتقدم بالشكر والتقدير لكل من الأخوين/ علي محسن الأحمر وعبد الواسع هائل سعيد، فهما صاحبا فضل ويساعدانني دائماً ولكنني بحاجة إلى ما اعتمد عليه في المستقبل حتى لا يتشرد أطفالي من بعدي.