يمثل المغترب عنصراً مهماً في التنمية الشاملة ولا يقتصر دوره على كونه شريكاً أساسياً في البناء الاقتصادي بل يتعدى ذلك إلى دوره في عكس الصورة المثلى لقيم ومبادئ وأخلاقيات الإنسان اليمني الذي اكتسبها من روح حضارته العريقة الضاربة جذورها في التاريخ. فقد حمل المغترب اليمني على عاتقه مسؤولية كبيرة في كل المراحل والحقب الزمنية من خلال مواقفه الوطنية المشرفة وكذلك روح الانتماء الوطني التي ظل متمسكاً بها مهما طال سفره واستمر غيابه إلا أن الوطن كان شعاره دائماً ففي كل الأزمات والمواقف الصعبة كان للمغترب موقف مشرف وبطولي فلم يتوان يوما عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن وهذا ما جعل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أن يولي المغتربين في كل مكان اهتماماً خاصاً من خلال توجيهاته بمنح المغتربين مزيداً من التسهيلات وتذليل كل العقبات أمامهم وحل مشاكلهم وتشجيعهم على الاستثمار داخل الوطن وحمايتهم من الاستغلال الذي يتعرضون له من قبل بعض أصحاب النفوس الضعيفة وإتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في البناء والتنمية وكذلك مشاركتهم في كل القضايا التي تخص الوطن وتنميته وباعتبارهم رافداً أساسياً من روافد التنمية. وفي هذا المقام سيظل المغترب اليمني وفياً لوطنه مساهماً في بنائه رغم كل التحديات وفي كل المواقف لا لشيء سوى الحب والانتماء الصادق للأرض الذي وجد عليها وينتمي إليها وسيكون سفيراً لوطنه متمسكاً بمبادئه وولائه لوطنه من خلال مشاركته الدائمة في البناء والتنمية واستجابة منه لنداء الوطن وما يعول على المغترب اليمني في المشاركة الفاعلة في مواجهة المستقبل بكل همومه ومتطلباته التنموية على طريق تحقيق طموح وامال الإنسان اليمني في الداخل والخارج سواء من خلال المزيد منه في الاستثمارات التي تساعد على امتصاص البطالة أو رفد الخزينة بمزيد من العملات الصعبة التي تحتاجها المصارف المالية وكذلك دوره في تعزيز وترسيخ المفاهيم الوطنية التي تعمل على لم الشمل بين أبناء الوطن لما من شأنه تحقيق النهوض الشامل والسير بخطى ثابت بدون التقهقر والعودة إلى الوراء.