أظهرت العديد من الدراسات السكانية أن الوعي لدى الشباب من الجنسين في قضايا السكان والصحة الإنجابية لا يزال متدنياً، ووفقاً لبعض المسوحات التي أجريت على فئات الشباب في الحضر من طلاب الجامعات اتضح أن الكثير منهم يجهلون العديد من المفاهيم والمعلومات المتعلقة بالصحة الإنجابية، فإذا كان هذا هو حال الشباب في الحضر والمتعلمين منهم فما بالكم بمن يقطنون الأرياف والمناطق النائية مع انتشار معدل الأمية. ومن هنا جاءت أهمية إنشاء شبكة مثقفي الأقران الشباب (الواي بير) في اليمن. صحيفة 14 أكتوبر ومن خلال لقائها بمنسق الشبكة الأخ مروان المجيدي تتعرف على فكرة إنشاء الشبكة وأهدافها وأنشطتها المنفذة وإلى ما جاء في حديثه، حيث قال: (الواي بير) هي شبكة عالمية تتألف من (50000) شاب وشابة ينتشرون في أكثر من 49 دولة، ويعتمد الأقران في هذه الشبكة على أسلوب العمل من القرين وإلى القرين في أنشطتهم لرفع توعية أقرانهم بمختلف المواضيع المتعلقة بالصحة الإنجابية، و (الواي بير) أسلوب يركز على حث الشباب للمشاركة في الصحة الإنجابية على المستوين الوطني والإقليمي وحشد التأييد والمناصرة لزيادة الحصول على المعلومات والمعرفة والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية، إضافة إلى تقوية القاعدة المعرفية لمثقفي الأقران ومدربي المدربين وتعزيز التواصل والخبرات فيما بين أعضاء شبكة الأقران العالمية والمساهمة في الإستراتيجيات الوطنية وتحسين المصادر التدريبية لمثقفي الأقران، وفي اليمن أنشأت الشبكة بالشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان في عام 2007 /2008م حيث بدأ المشروع مستهدفاً الشباب من الجنسين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 - 24 كمرحلة أولى في ثماني محافظات هي (صعدة، إب، حضرموت، عدن، حجة، المحويت، الحديدة، صنعاء) . وكان الهدف الأساسي لشبكة الأقران في اليمن هو بناء القدرات للشباب ولمثقفي الأقران من خلال نموذج تدريبي موحد يبدأ بالتدريب الأساسي وبعدها يستطيع المثقف المتدرب أن يحضر دورة تدريب مدربين على المستوى الوطني والإقليمي، ولأن بناء المهارات يتطلب عملية مستمرة فإن نموذجنا التدريبي يحتوي على عدد من الدورات المتخصصة التي يستطيع مثقفو الأقران الاعتماد عليها في أنشطتهم مثل المسرح التعليمي للشباب المثقفين والصحة الإنجابية والإيدز وتطوير وإدارة المشاريع ويتم تعزيز هذه التدريبات من خلال الجولات التعليمية والزمالات الدراسية على الصعيد الدولي في المركز الدولي لشبكة (الواي بير) للبحوث وتدريب وتثقيف الأقران (بيتري) كما يتم التأكد من أن التدريبات المقدمة تتلاءم مع الثقافة والبيئة الخاصة بجمهور المثقفين الشباب كاللغة وارتباط المواضيع بالواقع. كما تهدف الشبكة إلى المشاركة بالمعلومات والمعرفة، ورفع التوعية بهدف تغيير السلوك لدى الشباب في مجالات الصحة الإنجابية بما في ذلك الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً كالإيدز من خلال التواصل المستمر، وأيضاً ضمان المناصرة والتأيد في مجال حقوق الصحة الإنجابية للشباب في اليمن، وكذا خفض وصمة العار والتمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة (الإيدز). عمل تشابكي وأضاف : أن أعضاء الشبكة في المحافظات الثماني يعملون بشكل تشابكي مع بعضهم البعض، ويتم توزيعهم في أماكن معينة على أساس الاحتياج في تلك المحافظات التي اختيرت لأنها بعيدة ولا تصلها أنشطة التثقيف، وهؤلاء الشباب يعملون بطريقتين الأولى من الشباب إلى الشباب بحيث يتحدث الشاب مع الآخر حول هذا الموضوع بأي طريقة سواء في جلسات القات أو العمل أو في المدرسة أو الجامعة أو في الطريق وبشكل بسيط جداً، أما الطريقة الثانية فهي عملية تدريبية، فنحن عندنا مجموعة من الشباب وقد تدربوا أما داخل اليمن أو خارجه ونسميهم نقاط تواصل وهؤلاء الشباب هم المدربون في قضايا الصحة الإنجابية ومكوناتها وهذه لها معايير محددة على أساس أن مخرجات هذا التدريب تدخل في الشبكة نفسها وبهذه الطريقة توسع الشبكة في اليمن وعملهم هو عملية تشابكية بينهم وبين مكاتب الصحة الإنجابية في المحافظات على أساس تسهيل العمل ليشكل فاعلية أكبر. وأوضح أن إدارة الشبكة في صنعاء تقوم بعملية التنسيق للمحافظات سواء مع الجهات العليا أو الأماكن التي يتوجه الشباب إليها، وغالباً ما يكون عملهم موزعاً على المخيمات الشبابية والمدارس والتجمعات الشبابية حيث تحتاج بعض الأماكن إلى تنسيق مسبق قبل أن يتجه الشباب إليها. وقال إن اختيار المحافظات الثماني كان في نطاق مبدئي لعمل الشبكة حيث سيتم التوسع في حال نجاح المشروع إلى محافظات أخرى.. لافتاً إلى أن هناك محافظات ومناطق عديدة لم تصلها برامج التثقيف وقد ركز عليها المشروع حيث تم اختيار شباب منها للتثقيف. وقال إن هناك عدة أدوات وطرق تستخدمها الشبكة في التثقيف مثل كراسة الملاحظات اليومية التي تحتوي على معلومات قيمة عن مكونات الصحة الإنجابية، بالإضافة إلى استخدام المسرح وتقنياته في معالجة قضايا الصحة الإنجابية.. منوهاً إلى وجود تنسيق بين الشبكة ومكاتب الصحة الإنجابية ومكاتب الصحة العامة في المحافظات المستهدفة لتنفيذ برامج وأنشطة مشتركة. وبين أن الشبكة تستهدف في أنشطتها الناس الذين لا يصلهم التثقيف نهائياً وليس لديهم أية معلومات عن الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. وقال إن لدى الشبكة خطة للتوسع بأنشطتها لتصل إلى أكبر عدد من الشباب وبجودة تثقيف أكبر وذلك من خلال التدريب واستخدام المطبوعات والمنشورات والأفلام الوثائقية في عملية التثقيف.. مشيراً إلى أن الشبكة قد تمكنت خلال عام 2010م من تثقيف عدد من الجمهور في المحافظات المستهدفة من فئة الشباب من الجنسين حيث بلغ عدد من تم تثقيفهم بقضايا الصحة الإنجابية (178) شخصاً من محافظة صنعاء و(457) في المحويت و (661) في حضرموت و (1534) في الحديدة و (706) في صعدة و(278) في عدن و (580) في حجة و (221) في إب.
