« مش كل مرة» مسلسل يمني اجتماعي يحتوي على قيم فكرية وفنية.. يرسم سيكولوجية الشخصيات التي تسير ضمن الهدف بمنطق وصدق دون تكلف أو تصنع وهذا الصدق لم يكن على حساب المستوى الفني بل أخذ يسير جنبا إلى جنب معه.. كما أن العمل ينتقد الوضع بطريقه ضمنية خفية غير مباشرة ويوجه انتقاداً قوياً للممارسات الخاطئة، ويتضح ذلك من خلال آدم سيف الذي أدى شخصية «نبيه» الذي يستخدم أرخص الأساليب من أجل أن يترشح إلى منصب مدير عام المؤسسة.. وبعد تربعه عرش المؤسسة تدور أحداث المسلسل. يحاول المسلسل الذي تنتجه شركة (عدن فلم) للإنتاج الفني والإعلامي، معالجة الفساد الأخلاقي بطريقة اجتماعية وبمفاهيم واضحة.. وتم انتاجه بتقنية سينمائية ودقة عالية جداً وبكوادر يمنية خالصة، وتعمل الشركة الآن على تسويقه بقنوات خليجية، وتقول الشركة المنتجة للفلم أنه لأول مرة في الشرق الأوسط - ربما في العالم بأسره - إنتاج مسلسل بهذه التقنية العالية.. ويؤكد ذلك المخرج الأمريكي «أليساندرو سيما» الذي قال أنه يقف أمام تجربة عربية فريدة من نوعها، وقال أن شركات الإنتاج العملاقة في أمريكا تنتج بنفس التقنية التي أنتج بها المسلسل أفلاماً عالمية من ساعتين فقط ولم يسبق لهم أن أنتجوا مسلسلاً من ستين ساعة؛ فهذا صعب للغاية وأجهزة المونتاج لا تتحمل هذا الضغط بأسره.. وقد أبهر العمل - حين نشره على الموقع ذاته - عديداً من المهتمين غير العرب. نجومية المسلسل الذي يتكون من ثلاثين حلقة مدة كل حلقة 30 - 35 دقيقة؛ ينفرد بها الممثل الكوميدي آدم سيف الذي انقطع طويلاً عن الشاشة ويعود إليها بقالب جديد لم يسبق له أن قدمه.. وتأتي عودته بقالب جديد وليس كما عرفه الجمهور «لا جاد ولا كوميدي» وهناك تنوع بين الشخصيتين ومن يحكم التنوع هو الموقف الذي يقدمه.. رسمت له شخصية محددة مضى عليها خلال أحداث المسلسل. ويظهر من خلال المسلسل بشخصية تضحي بكل ما تستطيع - حتى أفراد الأسرة - لتصل إلى المكاسب الخاصة بها.. ويظهر أيضاً في المسلسل نادر المذحجي الذي يجسد دور الصحافي النزيه ويناقش أوضاع فساد عدة.. ويرفض أن يكون مرتشياً. ويشارك في التمثيل منى علي، محمد الحبيشي، عبدالناصر العراسي، أماني الذماري، سام المعلمي، توفيق الأضرعي، وعدد كبير من النجوم إضافة إلى وجوه جديدة هي نوفل اليوسفي ومنال المليكي، ومن السعودية رؤى يحيى حمود، وأيضاً ممثلة شابة من أمريكا. المسلسل من تأليف وسيناريو وحوار وإخراج د. سمير العفيف ويعد خطوة أولى لصنع دراما يمنية حقيقية بعد أن حاول المخرج الشاب عمرو جمال صناعة مسلسل «أصحاب» بقالب متميز، لولا أن الإمكانيات لم تكن متوفرة لديه للتفرد بعمله وميزانية المسلسل كانت بسيطة للغاية ومن خلالها أنتج أغاني متعددة، ولكن شركة عدن فلم وبإمكانياتها الخاصة استطاعت أن تكسر حاجز فكرة أن تعمل شركات الإنتاج على التعاقد مع قنوات وتحصل على الدعم وعملت على إنتاج أعمالها لتعمل بعد ذلك على تسويقها بحرية أكثر، وهذا بحد ذاته خطوة جديدة وجريئة لم يسبق لشركات الإنتاج أن عملت بها. مسلسل «مش كل مرة» جاء من خلال المثل المتعارف عليه «مش كل مرة تسلم الجرة» ويقدم إشارات واضحة لكل فاسد بأن كل ما يقدم عليه لن ينجو به وستأتي اللحظة التي من خلالها يسقط وتعاقبه أفعاله بقالب امتزجت به المواقف الضاحكة مع الجادة.