- لتفهم الحياة باختصار، اعتبرها مثل القصة القصيرة جدا، ولتشرحها أكثر، عالجها مثل الرواية الروسية، تحلو لك في عمق ليل الشتاء الطويل. سألته في فضول: - متى أعرف نفسي يا جدي؟ رد علي في ذهول: - حين تعيش قصة الحب والحرية. خيط الذهب صار العشب ينبت على مشارف المدينة، ويقيم مثل الغجر، ولأن التكرار يسحقه بأحذية سوداء، يورق ألواناً صفراء. موميا ذاب الشباب في عيون أبناء وبنات الحي، بعدما غنوا طويلاً للفرح ولم يحضر. عرجون قديم مسكين هذا العمر المنتظر للربيع الذي رحل. مملكة القطط يبول على المساحات التي يحررها، يحتوي تحت سلطته الذكور والإناث، حتى يشتعل فيه الشيب ويهن العظم، وتضيع منه البوصلة. ينتحي زاوية يتقاعد فيها، تتساقط عليه تباعا مراحل العمر كقطع الليل، تبكيه ولا تمسح دموعه، وهو مسكين لا حول له ولا قوة، سبحان مغير الأحوال.