أكدت ميليشيا منشقة عن جيش جنوب السودان وجيش الجنوب نفسه أن مقاتلين من الميليشيا اشتبكوا مع الجيش للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع ما يؤجج المخاوف بخصوص استقرار الجنوب الغني بالنفط قبل استقلاله المزمع عن شمال السودان. واشار جورج أتور قائد المتمردين لرويترز إلى أن نحو مائة شخص لقوا حتفهم في أحدث اشتباكات يوم الأحد الماضي في ولاية جونقلي بالجنوب حيث كان من المقرر أن تبدأ شركة (توتال) الفرنسية النفطية العملاقة التنقيب. وأوضح جيش الجنوب أن القتال استمر يوم الاثنين الماضي لكنه أضاف أن عدد القتلى الذي يتحدث عنه أتور مبالغ فيه. وألقى العنف بظلاله على الاحتفالات الحاشدة بعد أن صوت الجنوبيون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن الشمال في استفتاء في يناير كانون الثاني الماضي من العام الجاري 2011م. وورد الاستفتاء في نص اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي أنهى حربا أهلية استمرت عقودا مع الشمال وقتالا بين ميليشيات متناحرة في الجنوب. واتهم أتور جيش الجنوب بالتسبب في القتال الذي نشب الشهر الماضي ومخالفة بنود اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير الماضي. وقال «هاجمونا في وقت مبكر من صباح يوم الأحد الماضي. فرقنا قوات جيش جنوب السودان وأخذنا عددا كبيرا من الأسلحة. تمكنا أيضا من قتل 86 جنديا. بينما قتل 12 من زملائنا.» وفي هذا السياق أصر أتور على استعداده للعودة إلى المفاوضات مع قيادة الجنوب. وتابع قوله «أنا قلق حقا لأن البلد الجديد سيكون مثل الوليد الميت. إذا بدأنا بقوة ميليشيا تقاتل الحكومة.. لا أرى أي تقدم يمكن أن يحدث.» وكان أتور عضوا بارزا في جيش الجنوبيين خلال الحرب الأهلية. وخاض الانتخابات العام الماضي على منصب حاكم ولاية جونقلي لكنه لجأ للقتال عندما خسر واتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتزوير. ويتهم جنوب السودان الشمال من حين لآخر بتسليح القوات لزعزعة استقرار المنطقة وهو زعم نفته الخرطوم وأتور. ومن جانبه قال كول مانيانج حاكم جونقلي إن الجيش أرسل المزيد من القوات للمنطقة المتاخمة لإثيوبيا بعد اتهام اتور بارتكاب مذبحة لأكثر من 200 شخص في منطقة فانجاك بولاية جونقلي في منتصف فبراير شباط الماضي. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش الجنوب إن نحو 40 من جنوده لقوا حتفهم في القتال وليس لديهم تقدير بالخسائر البشرية في صفوف قوة أتور. وأضاف أجوير «لا أعرف لماذا يضاعف العدد. لماذا يفخر بقتل الناس هكذا؟».