رقص المعارضون المسلحون في ليبيا فوق حطام الدبابات الحكومية الليبية وقدموا للأهالي الخبز والماء أمس السبت بعدما استعادوا بلدة أجدابيا وهي بوابة الشرق الليبي التي تحولت إلى مدينة أشباح بعد قتال دام أياما. وأظهرت جثث متحللة لأكثر من 12 من مقاتلي الزعيم الليبي معمر القذافي وحطام المدفعية عند مدخل البلدة أن القتال كان شرسا. ولكن في وسط المدينة لم يكن هناك أثر يذكر للدمار وبدأ عدد قليل من السكان الذين لم ينزحوا من البلدة يخرجون من منازلهم التي بدت عليها آثار أعيرة نارية كثيفة. وأغلقت المتاجر أبوابها وخلت الشوارع تقريبا بينما كان مقاتلو المعارضة يجوبون بسيارات نقل صغيرة مطلقين النار في الهواء. وصاح أحد مقاتلي المعارضة "شكرا يا بريطانيا شكرا يا فرنسا شكرا يا أمريكا" مشيرا إلى الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي بتفويض من الأممالمتحدة. وقال المقاتل سرحق عقوري إن القتال استمر طوال الليل. وأضاف «أجدابيا مدينة أشباح. الآن ليس هناك سوى جثث الموتى والأسر التي لا تدري ماذا تفعل». وقال مسؤول في مستشفى إن من الصعب معرفة كم من الناس قد قتلوا حيث يبحث الأهالي عن جثث خارج البلدة. وقال أحمد محمد (21 عاما) وهو طالب إنه سمع صوت المعارك ابتداء من الساعة 1600 بتوقيت جرينتش (6 مساء) يوم أمس الأول الجمعة حتى منتصف الليل بتوقيت جرينتش (2 صباحا بالتوقيت المحلي). ولم يتمكن محمود وأسرته من مغادرة أجدابيا. وأضاف "لم نستطع الهرب. كان ذلك صعبا للغاية. لم يكن لدينا من الطعام إلا القدر اليسير." وتابع أن قوات الأمن التابعة للقذافي أخذت الناس من منازلهم. وشكلت استعادة أجدابيا التي تمثل معبرا من غرب ليبيا إلى شرقها الذي تسيطر عليه المعارضة دفعة معنوية كبيرة للمعارضة التي تقاتل لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود. وتناثر حطام المعركة حول البوابة الشرقية ورأى مراسل رويترز أربع دبابات مدمرة تابعة للقذافي. كما رأى صناديق ذخيرة وأعيرة نارية فارغة وصناديق متناثرة فوق الكثبان الرملية. وكانت هناك رائحة حريق قوية. وعلى الناحية الغربية كانت ثكنة للجيش مدمرة بفعل الضربات الجوية الغربية على ما يبدو. ومن ناحية أخرى وجهت امرأة ليبية تبكي نداء استغاثة حزينا طلبا للمساعدة يوم أمس السبت بعد أن دخلت فندقا في طرابلس ممتلئا بالصحفيين الأجانب لإظهار كدمات وندوب قالت إنها أصيبت بها على يد ميليشيات تابعة للزعيم الليبي معمر القذافي. وبينما تجمع صحفيون لسماع قصتها أمسك حراس أمن بالمرأة ودفعوا بها في سيارة انطلقت بها بعيدا بعد مشاجرة مع العديد من الصحفيين. وقالت المرأة وتدعى إيمان العبيدي إنها اعتقلت عند نقطة تفتيش في طرابلس لأنها من مدينة بنغازي التي تعد معقلا للمعارضين المسلحين المناهضين لحكم القذافي. وكان وجهها مصابا بكدمات شديدة وكان فخذها الأيمن مخضبا بالدم. وقالت انها تعرضت للاغتصاب من قبل 15 رجلا واحتجزت لمدة يومين في نقطة التفتيش. ولم يتسن التحقق من قصتها من مصدر مستقل. ولم يتضح ما إذا كانت قد هربت أو أطلق سراحها. وطرابلس هي أكبر معقل للقذافي وتكتظ بالميليشيات الموالية له التي تتخذ إجراءات صارمة ضد أي شكل من أشكال المعارضة في الوقت الذي تخوض فيه قوات القذافي معارك ضد المعارضين المسلحين في أجزاء أخرى من البلاد. وكانت المرأة تتحدث وهي تبكي وترتجف. وحاول موظفو الفندق ورجال أمن في ملابس مدنية دفعها وتخويفها. وكانت المرأة تجري من طاولة إلى أخرى في مطعم الفندق.