الهزار الشادي : حمد بن خليفة أبو شهاب : عجمان الإمارة الحالمة الوديعة .. أجمل خمائل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ترنو إليها البلابل لترتاح فيها .. فتسمعك لحناً ونشيداً آسرين، وتتنقل فراشات الحب بين أغصانها المورقة بالحب وأزهارها الندية بالعشق .. تلك الإمارة التي لا يخلوها مع كل يوم جديد بزوغ فجر جديد تهز نسائمه العليلة أفنان شجر الجمال ليصدح عليها بلبل يأسر الألباب ويأخذ القلوب ليعزف لها لحناً جميلاً على قيثارة الوجد فيتردد في سماوات الدنيا صدى أوتاره الشجية ليملأ الأسماع الصافية شدواً آسراً أخاذاً . بمثل هذه العبارات يصف الأستاذ بلال البدور عجمان وابن عجمان في مقدمة كتابه عن الهزار الشادي حمد بن خليفة أبو شهاب في دراسته للملامح الشخصية والفنية في شعره كتاب ضم بين دفتيه ما يقرب من الثلاثمائة وستين صفحة موزعة في قسمين جعل القسم الأول دراسته وانطباعاته عن الشاعر، وفي قسمه الثاني مختارات من شعره. وللشاعر أبو شهاب تجربة رائدة وطويلة في مشوار حياته الأدبية والثقافية فقد اطلع أول ما اطلع على القرآن الكريم كتاب الله فنهل من معينه فوعى لفظه ومعناه ومقاصده ثم اطلع على كتب التراث وغاص في أعماقها واستحلى ما بها .. ونهل من معينها الصافي وموردها الذي لا ينضب فاكتسب ثقافة انعكست ايجابياً على نتاجه الأدبي .. فجمع مخزوناً معرفياً كبيراً أسهم في إثراء معرفته فجاءت ألفاظه جزلة واضحة ومعانيه رقيقة راقية ولغته سليمة سلسلة .. فلا تجد فيها عيباً من عيوب الكلام، أو ما تنفر منه الأذهان .. بل لغة تأسر القلوب وتتلقفها العقول .. لا يملها المستزيد. كتاب سيرة هذا الشاعر الإماراتي الفذ كان قد أهداني نسخة منه أحد أعضاء المجمع الثقافي بإمارة (ابوظبي) عاصمة دولة الأمارات منذ ما يقرب من خمس سنوات احتفاء بيوم الكتاب عندهم. أقدم للقارئ الكريم نموذجاَ من قصائده بمقطع من قصيدته (من وحي القلم): نسيم الحجا أوحى إلى مسمع النهى بدائع لم تلهج بأمثالها اللها تنازع معناها الجميل ولفظها قلائد در ما تحلت بها المها شدوت ولي من مبلغ العلم ومضة سواي يراها غاية ما أجلها وما أنا ممن همه من حياته رضا باطل مهما عتا وتألها طبيعة نفس يارعى الله طبعها يراها محب الصدق للصدق منتهى لها في جبين الدهر انصع غرة يحف بها نور تألق وازدهى شواردها مفتونة بأليفها وما الفت الا الأديب المفوها بها يرتوي غصن القريض نضارة ويرقى بها قلب هوى فتدلها سلام على قلب الخليل ونسمة تعطر من أنفاسه ماتاوها