أكد الدكتور عادل الشجاع - رئيس مركز تيار المستقبل ان النخب السياسية بتعدد أصولها في اليمن لم تستطع تأكيد السلوك الديمقراطي الصحيح في الممارسات السياسية المتبعة. وقال الشجاع في ندوة «الانتقال الآمن للسلطة ومخاطر انهيار الدولة»- التي نظمها أمس بصنعاء مركز تيار المستقبل بمشاركة نخبة من الأكاديميين والسياسيين والمجتمع المدني والإعلاميين- إن تلك النخب السياسية ترفض اليوم أي حوار بهدف الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب، واعتبر أن هذه الأحزاب مازالت بعيدة عن الممارسة حتى في ما بين أعضائها. وأشار إلى أن الحديث اليوم يدور حول بناء الدولة المدنية لكن هؤلاء- النخب السياسية- يريدون أولا تدمير أسس الدولة القائمة وبناء أشكال من الولاءات بصيغ مختلفة ، لافتا إلى ان البعض منهم يحتمي بالولاء الطائفي والانضواء تحت سقفه والبعض الآخر يحتمي بالولاء القبلي وآخرون يحتمون بالمناطقية . وبين ان رفض الحوار في المرحلة الراهنة يعني تدمير جميع المقومات وعناصر قوة كيان اليمن وبداية جديدة من برنامج إشاعة الفوضى في هذا البلد. وأضاف: إننا أمام اغتصاب جديد لمفهوم الديمقراطية ومواصلة لعملية تقسيم وتفتيت المجتمع وإخراجه من دائرة التأثير. وأورد الدكتور عادل الشجاع في ورقته آراء عدد من المراقبين والمتابعين الدوليين والعرب للشأن اليمني، منها تصريح لوزير الدفاع الاميريكي روبرت غيتس الذي عبر عن خشيته من أن تؤدي الاضطرابات في اليمن إلى تحول انتباه البلاد عن مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي يعد في نظر غيتس الجناح الأكثر نشاطا وقد يكون الأكثر عنفا ويتحرك انطلاقا من اليمن . ويرى غيتس في مقابلة مع (أي بي سي) الأمريكية أواخر شهر مارس الماضي ان سقوط الرئيس اليمني سيطرح مشكلة فعلية للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة حيث تخشى أمريكا التي كانت تتعامل مع الرئيس صالح وأجهزة الأمن اليمنية في مكافحة الإرهاب من عدم تعاون النظام الذي سيخلف صالح معها في حربها ضد الإرهاب. وتابع الدكتور الشجاع « في الوقت الذي يقلل اللقاء المشترك المعارض في اليمن من حجم القاعدة ويعتبر الحديث عنها نوعا من التضخيم إلا أنه في حواراته مع الولاياتالمتحدة يبعث برسائل تطمين بالتعاون معها ضد القاعدة. وقال: ان الناطق باسم المشترك محمد قحطان قد أكد أن أي نظام سيأتي بعد رحيل صالح سيكون شريكا جادا وفاعلا في مكافحة الإرهاب والقاعدة. كما أورد أيضا مقالا ل«داود الشريان» في صحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان « اليمن بين الاقتصاد والأمن» قال فيه : لاشك في أن ضعف الدولة اليمنية ليس تهمة بلا سنداً فاليمن يعيش حالة اقتصادية صعبة ويواجه الحوثيين والإرهاب وصراعات داخلية مع الحراك الجنوبي فضلا عن عجز الدولة عن فرض سيطرتها على كافة الأراضي اليمنية لأسباب اقتصادية ، ويضيف قائلا: والذي لا جدال فيه ان خطر انهيار النظام في اليمن سيشكل تهديدا لاستقرار دول الخليج ولهذا فالمسألة لم تعد في المبدأ بل في التوقيت وربما وجد أهل الخليج أنفسهم أمام أكثر من يمن . من جهته أكد عبدالله الدهمشي- في ورقة عمل قدمها للندوة- وجود مخاطر تتهدد حاضر اليمن ومستقبله إذا توجهت الإرادات السياسية المتصارعة في الساحات الآن نحو الابتعاد عن خيار السلم والأمن في عملية انتقال السلطة . ودعا الدهمشي العقل السياسي لتقييم كل الخيارات المتاحة لتجاوز حجم الأزمة الراهنة والانحياز نحو كل مايضمن للحاضر والمستقبل الأمن والسلم بعيدا عن المغامرة بكل ذلك إلى مجهول لا نعرفه ونعجز عن تحمل كوارثه أو التحكم بتداعياته ومصائبه المعلومة بالضرورة لكل ذي رأي سديد وعقد رشيد. وتابع الدهمشي:«ان عملية الانتقال السلمي الآمن للسلطة تتحقق بأحد خيارين أحدهما ينص على التوافق بين أطراف الأزمة على هذه العملية وتنفيذها». كما قدم كل من الدكتور نجيب غلاب ، والدكتور محمد الحميري ورقتي عمل خاصة ب«الدور الإقليمي والدولي في الأزمة اليمنية الراهنة». تلا ذلك العديد من المداخلات منها مداخلة لرئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن محمد الجدري أكد فيها أهمية جلوس كل أطياف العمل السياسي على طاولة الحوار وإشراك الشباب والمرأة فيه لمناقشة تسليم آمن للسلطة في إطار الدستور والقانون ، الذي يعد مخرجا حقيقيا للوصول إلى التبادل السلمي للسلطة. وناقشت الندوة محورين أساسيين المحور الأول تمثل في مخاطر انهيار الدولة وصعود تنظيم القاعدة وبقية القوى التقليدية الأخرى، وأثر ذلك على الأمن الإقليمي والدولي، فيما ناقش المحور الثاني الانتقال الآمن للسلطة وإحداث تحولات ديمقراطية حقيقية في اليمن.