تقول الحكاية اليابانية القديمة ان محارباً من الساموراي تحدى احد حكماء الزن ان يصف له الفردوس والجحيم، فأجاب الحكيم في ازدراء: ما أنت إلا حثالة ولن أضيع وقتي مع أمثالك، اشتعل غضب الساموراي لجرح كرامته وعلى الفور أشهر سيفه صارخا الآن يجب أن تموت جزاء وقاحتك. وأجاب الحكيم بوادعة : (وذلك هو الجحيم). هدأ الساموراي إذ رأى الحقيقة في قول الحكيم عن الغضب الذي تأجج داخله وكاد يحوله الى قاتل فاغمد سيفه وانحنى شاكراً الحكيم على هذا الدرس فأجاب الحكيم: وذلك هو الفردوس. كان ذلك هو الدرس الثاني الذي لقنه حكيم الزن للساموراي المحارب الذي يعني أن النعيم يكمن في الانتباه الى نيران الغضب التي تشتعل في داخلنا وعدم ترك هذه النيران تحرقنا وتحرق ما حولنا ولا تترك إلا الندم وهي جحيم أخرى تكوي وتحرق النفوس والشعوب والتاريخ ببطء ومثابرة كجمر تحت الرماد. الحكاية أوردتها عن كتاب ذكاء المشاعر لعالم النفس والخيال جولمان وترجمة الدكتور هشام الحناوي.. ولذا فعلى قادة أحزاب اللقاء المشترك عدم التبعية لنيرون الصغير حميد الأحمر والضابط علي محسن صالح الذي يعاني من التهور الفكري والغرور الاستعلائي على الغير فأدخلهم في الجحيم مع الذات والشعب.. وأشعلا نيران الاحتراب والقتل والنهم الأحمق والأنانية الغبية والدهاء المدمر وبمكر الثعالب يجران اليمن للفوضى والتخريب والحرب الأهلية والشغب للعيش في حياة بشعة فوق أكوام الجثث وأهرام الجماجم وتلال الخراب. وتحول الشباب اليمني الطاهر إما إلى قاتل أو مقتول في غباء سياسي غير مسبوق وعمالة وانحطاط وعبر المال القطري المدنس الى أدنى مستنقعات العمالة بالمتاجرة في الشعوب والأوطان وان كان هذا ليس بغريب عن شخص كالضابط الدموي علي محسن صالح الذي نهب مستودعات السلاح بعد حرب 1994م هو وسفير اليمن بالقاهرة عبدالولي الشميري في عملية نهب غير مسبوقة وبتخطيط لا يقوم به إلا عصابات المافيا، وتخزينها في تعز لتسهيل الاتجار بها مع فصائل تنظيم (القاعدة) في شمال أفريقيا والقرن الافريقي. لقد وعى محارب الساموراي درس حكيم الزن في تلك الحكاية اليابانية القديمة ولكن لم يع علي محسن صالح الحكاية وذهب لتجنيد صغار السن من الشباب في الساحات لصالح ما يسمى الفرقة الأولى وتنظيم (القاعدة) لإقحام البلد في حرب أهلية. ولكن هذا الشعب لم يفتح سجلات المحاسبة فقد علمه علي محسن صالح لسنوات في طوابير البحث عن الغاز والنفط والديزل وهو يقوم بتهريبه عن طريق بعض العصابات المنظمة والمعروفة بمص دماء هذا الشعب، وما من عام يمر إلا ويشهد شهر رمضان أزمة في المواد البترولية ومشتقاتها ونشاهد أبناء تعز في طوابير بحثا عن الغاز وأخرى للنفط والديزل التي يتم تهريبها تحت جنح الظلام إلى القرن الافريقي للاستفادة من فوارق الأسعار وهذا الشعب يدفع الفاتورة من جهده ودمه وشبابه ومع ذلك وحتى هذه اللحظة والشعب اليمني محتفظ بسيفه في غمده ينحني للوطن يراقب غباء المتاجرين بحاجاته اليومية والضرورية ومصالحه ولم يخرج سيفه لمحاسبة عصابات التهريب والحروب المعروفة لنا جميعا أفعالها ونشاطاتها التي أضرت بالاقتصاد الوطني.. والشعب صابر وهذا هو الفردوس.