لا يخفى على أحد أن هناك أخطاء لأحزاب (اللقاء المشترك) وهي أخطاء متراكمة على مدى سنوات كان لها التأثير الواضح في تشويه مفهوم الولاء الوطني ولا ينبغي كذلك أن نعفي السلطة من الأخطاء ولا يجوز أن نحمل الأخطاء كلها (اللقاء المشترك ) فقط، بل إن للسلطة أخطاء ولو كانت بسيطة وهذا شيء طبيعي وملازم لمعظم الأنظمة الديمقراطية في العالم وينبغي لأحزاب (اللقاء المشترك) في اليمن أن يكون لها دور أساسي ومهم جداً في كشف مثل تلك الأخطاء وبالتالي عرضها على الرأي العام ويلزم عليها بذل الجهود والسعي والعمل الجاد للمساهمة مع السلطة في وضع الحلول العقلانية لها وبالحوار، لا باللجوء إلى الشارع واستغلال البسطاء من الناس وتحريضهم ضد السلطة والنظام. وكذلك لا نريد من المعارضة أن تفتح عينها اليسرى فقط وترى السلبيات، ولكن عليها أن تفتح عينها اليمني لترى وتنظر إلى الإيجابيات والمنجزات العظيمة التي تحققت على مستوى الوطن اليمني الكبير طولاً وعرضاً وكان من أهمها إعادة تحقيق وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وكذلك حرية التعبير والصحافة .. الخ. وينبغي على أحزاب ( اللقاء المشترك ) أن تعيد النظر في مفهوم الولاء الوطني والوحدة الوطنية وأن تأخذ بعين الاعتبار التعامل مع قضايا الوطن بمسؤولية أكبر ومفهوم أوسع ومراجعة الخطط السياسية والإستراتيجية تجاه الشعب وجعل مصالح الشعب فوق مصالحها الحزبية إضافة إلى الوطن والمواطن نصب عينيها بعيداً عن المكايدات السياسية والمزايدات الحزبية الضيقة وأخيراً التعامل مع القضايا الوطنية بأساليب أكثر رقياً ووفقاً للقانون والدستور وعلى أحزاب المعارضة ( اللقاء المشترك ) أن تدرك أن حوالي ثلثي الشعب هم من الأميين، والمعارضة يجب فهمها على إنها ركيزة أساسية من ركائز العملية الديمقراطية ووجودها هو خيار إستراتيجي ومهم لتعزيز الشراكة بين كافة القوى الوطنية. ولكن مع الأسف فالمعارضة اليمنية الحالية لا تحمل برامج تنموية ولا تعمل على تأسيس أية رؤية مستقبلية تعزز من تلك الشراكة، بل تعمل بمبدأ: ( أنا ومن بعدي الطوفان ). ولهذا لابد للمعارضة الحقيقية أن تواكب الجديد وأن تعمل في إطار الثوابت الوطنية، إذا أرادت أن تكون معارضة إيجابية وفعالة وعملية وكذلك لابد لنا من وقفة جادة ومسؤولة تجاه ما يحصل من أخطاء سواء كان من قبل (اللقاء المشترك) أو السلطة وبالتالي معالجتها المعالجة الصحيحة بعيداً عن المكايدات السياسية والمزايدات والمصالح الحزبية الضيقة. وأحياناً ترتكب السلطة خطأ بسيطاً جداً فتستغله المعارضة لمصالحها الحزبية دون مراعاة للمصالح الوطنية العليا وتحمل السلطة كل شيء ولم تسع أحزاب (المشترك) للمشاركة الفعالة والمسؤولة كمعارضة حقيقية وطنية لتساهم في حل هذه المشكلة أو تلك وتؤدي دورها كما ينبغي. وأخطاء (اللقاء المشترك) إذا ما نظرنا إليها كثيرة وتمس مصالح الوطن والثوابت الوطنية والقومية. ولهذا نقول لأحزاب (اللقاء المشترك) والسلطة معاً اتقوا الله في أنفسكم وطبقوا القوانين على الجميع واتركوا الشعب يمارس حياته الطبيعية، وندعو أحزاب (اللقاء المشترك) إلى الاشتراك في إدخال السعادة والفرحة إلى قلوب أبناء هذا الشعب، لا أن يشترك في إدخال اليأس والتعاسة فيهم، والمساهمة في البناء والعطاء، لا في المكر والدهاء، والتفريق بين ديمقراطية البناء وديمقراطية العناء ، كما نوجه الدعوة للحاكم كذلك للالتفات إلى مطالب الشعب ومظالمه وللسعي في تحسين الظروف المعيشية لأبنائه وأن يحسن من أدائه ويراجع حساباته.. ووفق الله الجميع إلى ما فيه خير الوطن وسعادته وأمنه واستقراره.