قال وزير من حكومة السودان يوم أمس الأحد ان الجيش السوداني سيطر على منطقة أبيي المتنازع عليها ويعمل على تطهيرها من الجماعات المسلحة من الجنوب. واصبحت السيطرة على منطقة ابيي الغنية بالنفط والمراعي الخصبة نقطة النزاع الرئيسية بين شمال السودان وجنوبه قبل اعلان انفصال الجنوب في التاسع من يوليو تموز بعد الاستفتاء الذي اجري في يناير كانون الثاني. ويقول محللون ان الاقليم من اكثر المناطق المرشحة لتكون منطقة صراع بين قوات الشمال والجنوب بعد تصاعد العنف بالمنطقة في الايام الماضية. وقال أمين حسن عمر وهو وزير شؤون الرئا سة للصحفيين في الخرطوم «الجيش السوداني يسيطر على منطقة أبيي ويقوم بتطهيرها من القوات غير الشرعية». وأضاف ان الجيش السوداني لم يتحرك الا بعد ان نشر جيش الجنوب قوات بشكل غير مشروع في المنطقة المتنازع عليها في انتهاكات متكررة لاتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005. لكنه قال ان الحكومة السودانية ملتزمة باتفاق السلام غير ان الجنوب يريد ان يفرض بالقوة حلا من جانب واحد. وكانت الاممالمتحدة قالت في وقت سابق ان الخرطوم نشرت 15 دبابة في بلدة ابيي. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب انه سحب قواته بالكامل من بلدة ابيي بعد ان سيطرت القوات الشمالية عليها لكنه اعرب عن قلقه بشأن بقية قواته والمدنيين الذين يفرون من الاقليم. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان «ندعو الاممالمتحدة الى حماية المدنيين... نحن قلقون بشأن قواتنا. الاتصالات ضعيفة ولا يمكننا الوصول اليهم. واضاف «الناس فرت لانهم (الشماليون) ادخلوا فرقة كاملة وقصفوا القرى بالدبابات. وخاض شمال السودان وجنوبه حربا اهلية استمرت لعقود واسفرت عن مقتل نحو مليوني شخص. وتصاعد التوتر بعد ان اتهم الشمال الجيش الشعبي لتحرير السودان بمهاجمة قوات سودانية يصحبها جنود من قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام في دوكورا الى الشمال من بلدة ابيي مساء يوم الخميس. ونفى جيش الجنوب مسؤوليته عن الهجوم الذي قالت الاممالمتحدة انه وقع على قافلة من القوات الشمالية مع جنود من الاممالمتحدة في اطار اتفاق بين الجانبين يقضي بسحب قواتهما بالكامل من اقليم ابيي. وكان المفترض ان ينتهي الجانبان من سحب قواتهما من الاقليم هذا الاسبوع باستثناء قوة خاصة مشتركة تتكون من وحدات من كل جانب. ويدعم الشمال قبائل المسيرية العربية التي ترعى ماشيتها في ابيي بينما يدعم الجنوب قبيلة دنكا نقوك الجنوبية والتي تعيش في الاقليم طوال العام. وقال عمر ان ابيي كانت جزءا من الشمال حتى الموافقة على اجراء استفتاء يحدد الطرف صاحب السيادة على المنطقة وفقا لاتفاقية السلام الشامل عام 2005. وأدت نزاعات حول هوية الناخبين المسموح لهم بالادلاء بأصواتهم الى اعاقة الاستفتاء الذي كان مقررا في يناير كانون الثاني وتعثرت المحادثات حول وضع المنطقة. وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الشهر الماضي انه لن يعترف باستقلال جنوب السودان ما لم يتخل عن مزاعم السيادة على ابيي التي نص عليها في مسودة دستوره. وقتل 14 شخصا في وقت سابق هذا الشهر في اشتباكات بين القوات الشمالية والجنوبية في ابيي. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن الطرف المتسبب في بدء الاشتباكات. ولم يتفق الجانبان بعد على كيفية تقاسم ايرادات النفط وغيرها من الثروات قبل الانفصال.