أكد رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت الخميس أن لا عودة للحرب بين شمال السودان وجنوبه، وذلك بعد خمسة ايام من استيلاء جيش شمال السودان على مدينة ابيي الحدودية المتنازع عليها. وقال كير خلال مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان "لن نعود إلى الحرب مجددا، هذا لن يحدث". وجدد كير التزام جنوب السودان بالسلام، مضيفا "لقد تقاتلنا بما فيه الكفاية، لقد استطعنا تحقيق السلام". لكن كير دعا الرئيس السوداني عمر البشير كذلك إلى سحب القوات الشمالية من أبيي. وكانت قوات الجيش السوداني سيطرت على أبيي في 21 مايو/ أيار الجاري إثر مهاجمة قوات جنوبية لقافلة عسكرية منسحبة كانت تضم جنودا من الجيش السوداني وقوات الأممالمتحدة المنتشرة في المنطقة. يذكر أن منطقة ابيي ظلت تشهد مواجهات متفرقة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان منذ توقيع اتفاق سلام بين الجانبين عام 2005. وعلى الرغم من أن هذا الاتفاق أنهى عقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه (1983-2005)، إلا أن هناك العديد من القضايا الخلافية التي لا تزال عالقة وفي مقدمتها النزاع حول منطقة أبيي. 9 يوليو وشدد كير خلال المؤتمر الصحفي على أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة لن تعطل "استقلال الجنوب". وأضاف "جنوب السودان سيصير مستقلا في 9 يوليو/ تموز المقبل، بصرف النظر عما إذا اعترف الشمال بذلك أم لا". وكان مواطنو جنوب السودان صوتوا بأغلبية كبيرة في يناير/ كانون الثاني الماضي للانفصال عن جنوب السودان، وهو الحق الذي منحته لهم اتفاقية السلام الشامل. ويخشى مراقبون من أن يؤدي الخلاف بين شمال السودان وجنوبه بشأن أبيي إلى تجدد الحرب بين الجانبين، وذلك قبل حوالي سبعة اسابيع من الموعد المحدد لإعلان انفصال الجنوب. وكان اتفاق السلام الشامل نص على إجراء استفتاء في أبيي لتخيير سكان المنطقة بين البقاء في الشمال أو الانضمام للجنوب. لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب اختلفا بشأن من يحق له التصويت في الاستفتاء. فبينما ترى الحركة الشعبية أن التصويت يجب أن يكون قاصرا على قبيلة دينكا نوك الافريقية، يرى المؤتمر الوطني أن من حق قبائل المسيرية ذات الأصول العربية المشاركة في تحديد مصير المنطقة.