كلما حلت بأبين مصيبة أو كارثة أو فتنة أو مؤامرة ، تخرج علينا من جديد أبين جديدة من بين الركام وهي أكثر تحدياً وتألقاً وشموخاً وكبرياء لأنها أبين، منها خرج أبطال الثورة اليمنية ومنها انطلقت شرارات النضال التحرري وهي الأم الحنون الحاضنة لكل أبناء اليمن، قدمت في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة النصيب الأكبر من الشهداء الأبرار رضوان الله ورحمته عليهم !! صحيح أن الكارثة اليوم في أبين ليس لها مثيل في هذا العصر الرديء الذي يتشدق صباح ومساء بالديمقراطية وحرية التعبير ، إنها بحق الطامة الكبرى وأم الكوارث، خططت وأعدت لها ونفذتها جماعات وعناصر هم بشر مثلنا ولكنهم نازيون فاشيون مجرمو حروب أكلة لحوم اليتامى والنساء والشيوخ جوازهم المروري كتاب الله وهو منهم براء!! زنجبار الجريحة المنكوبة لن ينكسر عودها وصمودها أو ينالوا من ذلك الموقع الخلاب الجميل الرابضة فيه بين أهم واديين (حسان وبنا) ويقف ضلعها المثلث البحر العربي شامخاً في صورة جميلة لا مثيل لها في المعمورة . الماء والأرض والزراعة والثروة السمكية .. ماذا فعلت زنجبارأبين ؟؟ ما هي تهمتها ؟! ثم ماذا فعل مركز الأبحاث الزراعي القلعة البحثية الأولى في الشرق الأوسط ذات الستين عاماً من العمر ، أليس هذا المركز العملاق هو الذي كان له السبق في دعم مناطق عربية وأفريقية بآلاف المشاتل والأبحاث الزراعية وهي اليوم مناطق سياسية كبيرة .. في الجبل الأخضر بعمان أو في زنجبار في تنزانيا أو في قلب كينيا .. أليس هذا المركز العظيم الذي نفذ التجربة الأولى لزراعة قطن التيلة المشهور عالمياً في دلتا أبين وأثبت للأشقاء المصريين والسودانيين والأصدقاء الهنود عظمة العالم الأبيني اليمني؟! أليس هذا المركز العملاق هو من دعم الجامعات الكندية والأمريكية والأوروبية والعربية بتجاربه وأبحاثه العلمية التي تدرس اليوم هناك وهو الذي منح أكثر من خمسمائة ميدالية ذهبية وستمائة ميدالية فضية تقديراً لدوره العظيم في البحث العلمي؟!. ما ذنب هذا المركز لكي تناله أيادي النازيين ويصبح في خبر كان؟! إنها بكل الأديان السماوية كارثة للإنسانية والبشرية. إن البنوك التي سرقت وأحرقت يمكن أن تعوض لكن كيف لنا أن نعوض التاريخ والعلم والأبحاث؟!! لماذا كل هذا الحقد والكراهية النازية على أبين، هل لقوى التحالف الفاقد للهوية والضمير ثأر قديم على أبين؟! هؤلاء الذين ينادون اليوم- بلغتنا العربية- بالسلم والعدالة والشرف لم يجدوا سبيلاً آخر لتصفية حساباتهم السياسية مع الوطن وأبين إلا بهذا الأسلوب الفاشي الجهنمي!! الكثير منا عاش محطات كثيرة، ذهبت أنظمة وجاءت أخرى وذهبت زعامات وجاءت أخرى .. منذ الاستقلال الوطني عام 1967م وحتى معارك حرب صيف1994م بالرغم من ضراوتها إلا أنه تم الحفاظ على ما تحقق للجماهير المناضلة في أبين.. لكننا نسمع اليوم تجار السياسة يطلقون سيلاً من التصريحات البليدة لمنح شرعية لما جرى من حلفائهم!! إن القضية اليوم لم تعد شأناً وطنياً فحسب، بل هي قضية إنسانية للبشرية جمعاء. إنني أدعو الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية ومراكز البحوث في العالم ومنظمات حقوق الإنسان وكل من يحمل قطرة دم نقي وضميراَ أن يزوروا أبين ليطلعوا على حجم الكارثة الإنسانية!!. وتحية لقبائل أبين الشرفاء الوحدويين الذين أفشلوا مخططات(المشترك) ووقفوا .. برجولة وشرف مع الوحدات العسكرية البطلة التي تلقن إرهابيي القاعدة ضربات موجعة..