قالت مصادر أمنية باكستانية إن سبعة أشخاص قتلوا يوم أمس الاثنين في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار بالمنطقة القبلية قرب الحدود مع أفغانستان، في ثاني هجوم من نوعه بالمنطقة خلال أقل من أسبوع. وذكر مسؤول محلي أن الصواريخ أصابت مجمعا للمسلحين بالجبال القريبة من وانا البلدة الرئيسية بمنطقة جنوب وزيرستان التي تقطنها قبائل البشتون. ووفق مسؤول آخر فإن القتلى كلهم من طالبان البنجاب وهو مصطلح يرمز إلى مقاتلين ينحدرون من كبرى أقاليم باكستان. وكانت أنباء أفادت بمقتل إلياس كشميري، وهو عضو كبير بالقاعدة، في هجوم مماثل بالمنطقة في الثاني من الشهر الجاري. وصعدت طالبان باكستان هجماتها على قوات الجيش والأمن منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في غارة أميركية قرب إسلام آباد الشهر الماضي. وأمس قتل 24 شخصا على الأقل في انفجارين منفصلين في شمال غرب البلاد. فقد أعلنت الشرطة الباكستانية أن قنبلة انفجرت في مخبز بمدينة نوشيرا ما أدى إلى مقتل 18 شخصا، وإصابة 35 آخرين وتبنت حركة طالبان باكستان الهجوم. وقبل ذلك بساعات أعلنت السلطات أن انفجارا وقع بمحطة للحافلات في ضواحي مدينة بيشاور أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ومن ناحيه أخرى قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان والولايات المتحدة اتفقتا على استئناف عمليات مخابرات مشتركة ضد الإسلاميين المتشددين كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين البلدين. وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من ضغط وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على زعماء باكستان المدنيين والعسكريين لاتخاذ خطوات حاسمة ضد الجماعات المتشددة التي تعمل في البلاد وذلك بعد اكتشاف أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتلته القوات الأمريكية كان يعيش في باكستان طوال سنوات. وقالت تهمينا جانجوا المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية لرويترز "ستكون هناك عمليات مشتركة. يمكن أن تكون تبادلا للمعلومات المخابراتية". وحين سئلت عما إذا كانت باكستان ستسمح لأفراد القوات الأمريكية بالقيام بعمليات مع نظرائهم الباكستانيين قالت إنها لا تريد الخوض في تفاصيل. لكنها استطردت "من الواضح أن مسألة السيادة لها أولوية بالنسبة لنا وكل شيء سيحدث من خلال التشاور". وأثار العثور على بن لادن في مجمع حصين لا يبعد سوى 50 كيلومترا عن العاصمة الباكستانية إسلام أباد شكوكا في إمكانية اعتماد واشنطن على باكستان كحليف في الحرب على الإرهاب. وأدت عمليات المخابرات المشتركة بين باكستان والولايات المتحدة منذ عام 2001 إلى اعتقال عدد من أعضاء القاعدة وطالبان في باكستان. لكن هذه العمليات جمدت منذ يناير كانون الثاني عقب اعتقال ريموند ديفيز المتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) لقتله بالرصاص اثنين من الباكستانيين. وأفرج عن ديفيز في نهاية الأمر بعد أن دفع دية لأسرتي القتيلين في باكستان.