أبي كنت لي دفقة من حنان *** وكنت الموجه في كل آن عرفت بقربك معنى الحياة *** ومعنى الأبوة في الكائنات فرحت أحلق بالأمنيات *** ملاكا ذكي الشذى والسمات فهل ضقت ذرعاً بهذي الدنا *** ولم تبق وقتاً طويلاً هنا قطعت مع الله عهد الوفاء *** ولم تلتمس للجروح الشفاء رحلت سريعاً لرب السماء *** أبيت البقاء بسجن الإماء أبي في رحيلك قبل الأوان *** طعمت حياة الشقا والهوان تركت صبياً يعاني الشقاء *** يقاسي الأمرين لأجل البقاء تركت يتيماً ومن غير زاد *** يعاني ويشقى بسوق المزاد إلى الله يدعو إليه المآب *** وما ضاع في الله داع أناب ويهتف. يا رب أني يتيم *** أعاني، أقاسي، وقلبي أليم إلهي أغثني زماني عصيب *** وكن لي معيناً لكي لا أخيب ولولا رجال من الصالحين *** لكنت طريداً من الضائعين أراهم أحسوا بمأساتنا *** لذا همْ أتوا لمؤاساتنا رجال إذا ما الأسى جاءنا *** تراهم ينوبون آباءنا رجال كرام أجابوا الكتاب *** فطوبى لعبد دعي فاستجاب وهذي هدايا همو ها هنا *** أراها تزين ما حولنا فشكراً لمن قدم الأعطيات *** وجاء هنا يرسم البسمات