كانا في الغرفة .... كلً منهما يتطلع في تقاسيم وجه الآخر ... الدموع تتحرك في عينيها فتحبسها ... وتغمض عينيها بشدة لتسيل تلك الدمعة في حلقها فتمضغها بشدة حتى تقاوم ملوحتها ... وتعاود النظر في عينيه العسلية التي تعشقهما منذ الأزل فيحدق النظر في عينيها سائلاً إياها ... أتريدين أن أبقى؟! . فتنقلها الحيرة وتحاول الدمعة الانسياب مرة أخرى .. فإن قالت نعم فالمستقبل سيضيع حتماً .... وأن قالت لا فكيف ستقابل لوم قلبها المتيم بهواه و بينما هي في حيرتها قطع صمتها صوت بوق السيارة فلم تنتبه له ولم تنتبه إلا على صوت حبيبها يناديها أأرحل ؟! اللحظة حانت .. فتركت قلبها جانباً وهزت رأسها بالموافقة ... فطبع على جبينها قلبه ووضمها إلى صدره .. وترك الغرفة متجهاً إلى تلك السيارة المتوجهة إلى المدينة ... وهي لم تع اللحظة بعد أن زادت نبضات قلبها .. اتسعت محاجر عينيها.. فأسرعت نحو النافذة .. فوجدته ينظر إلى النافذة وكأنه يتوقع أن تطل منها ... فلم تبتسم له هذه المرة كما تعود .... فلوح بيده ... وهناك في ذلك الخط الطويل المؤدي إلى المدينة كان يجري مسرعاً وهي تنظر إليه وزفراتها تتلاحق ... ودموعها فاضت فلم تعد تطيق حبساً .. نادته لا تتركني لكنه كان قد ابتعد ... غاب عن ناظرها . فلم تعد تقوى على الوقوف فسقطت منتحبة .... فلم تعد الحياة تساوي شيئاً بالنسبة لها من دونه . خرجت من تلك الغرفة ونظرت إلى الأعلى فوجدت الشمس مغادرة السماء فقالت لا ترحلي أيتها الشمس ... فأنا لا أطيق ليلاً بلاه الشمس غابت ولكن لها موعداً غداً مع السماء .. فتذكرت حينها وقالت ولي موعد غداً مع حبيبي ودخلت غرفتها فوجدت ملابسه ملقية على السرير ..... وفرشاة أسنانه ومعجونه هناك على الرف فكابدت دمعة أخرى .. وأخذت ترتب أدواته وبينما هي تصارع دموع عينيها لمحت قميصه ملقياً فاتحا ذراعيه كأنه يناديها فألقت بجسدها عليه واشتمت رائحة عطر جسده التي لا تقارن بأي عطور الكون وغطت في نوم عميق منتظرة لحظة اللقاء . 26 / 12 / 2008 م