في كل لحظة تحرز وحدات قواتنا المسلحة التي تخوض قتالاً ضارياً وعنيفاً مع الجماعات الإرهابية المسلحة لتنظيم (القاعدة) بمحافظة أبين انتصارات كبيرة وتقدماً غير عادي على أرض المعركة وأجبرتها الألوية المتقدمة من مختلف الجبهات إلى جانب اللواء 25 ميكا على التقهقر والانكسار وهي تجر قتلاها وجرحاها وتشعر بالهزيمة المؤكدة، فيما لقنت الضربات المتقنة لسلاح الجو وسلاح القوى البحرية المسلحين دروساً موجعة في كل مكان يتجمعون فيه من زنجبار إلى جعار إلى شقرة وباجدار والكود والمسيمير وغيرها، وكذا المواطنون الشرفاء ومن أبناء القبائل الذين تصدوا لهم وخاضوا معهم قتالاً شرساً. واللافت في هذا المشهد أن يتقدم أفضل المشايخ والقيادات العسكرية خطوط القتال الأمامية في المواجهة ويسقط خيرة الرجال شهداء وجرحى، وعلى سبيل الذكر في معركة وادي حسان الشرسة في رمضان بين القبائل والإرهابيين سقط عدد من الشهداء من رجال القبائل والقيادات أمثال الشيخ عبدالمنعم النخعي والعميد أحمد عوض مارمي والعقيد مهطل والعقيد جمال النمي وآخرين رووا بدمائهم الغالية تراب أبين الطاهرة وفي مواجهة حي الري بجعار استشهد عبداللاه سند السعدي وأخوه والمرقشي وكذلك العرقوب. وفي هذه الحرب اللعينة ضد قوى الإرهاب التي استباحت أبين ودمرت كل منجزاتها وبناها التحتية الخدمية ومنازل المواطنين خسرت المحافظة المئات من أبنائها الأبرياء بينهم نساء وشيوخ وأطفال ووجهاء وعلى رأسهم الشيخ أبوبكر عشال الذي اغتيل قبالة منزله وإلى جانبه عبدالله السيد وجمال بدر في حادث إجرامي شنيع بمديرية مودية والطابور طويل لضحايا الإرهابيين من أبناء محافظتنا المغدور بها أبين. عموماً مؤشرات النصر تلوح في الأفق لتخرج أبين من محنتها ومصيبتها التي ابتليت بها وعلى أبنائها النازحين والمشردين في المحافظات والمتبقين في قراهم بالمديريات البعيدة عن مسرح المعركة أن يقفوا وقفة رجل واحد من الآن ولا يفرطوا بأرضهم بالتساهل والتهاون مع مثل هذه الفئة الضالة التي انسلخ من نفوسها الضمير والوازع الديني والقيم الأخلاقية والإنسانية وليس لديها غير لغة العنف والإرهاب وإهدار دماء الأبرياء وتتحدث بأدوات القتل والدمار والنهب والسلب، ويجب أن يعي أبناء أبين الذين أهينت كرامتهم وخربت محافظتهم هذا الخطر.. فماذا تبقى لهم وما الذي يخافون عليه وهم في هذا الحال المأساوي؟. ختاماً.. أبين ستحرر وستطهر من أسوأ عصابات الغدر والإجرام والمسألة مسألة وقت.. لكن هل نستوعب الدرس ونشمر السواعد لإعادة الاعتبار لمحافظتنا وإعادة التعمير وتضميد الجروح واجتياز التحدي الأكبر؟