هي الفردوس في كتب السماء .. وهي الجنة في الأرض .. عدن .. جنة حقيقية .. ليس بالثمار والأشجار.. ولا بالخضرة والأنهار .. إنها جنة بالإحساس والمودة .. ومشاعر الرحمة والمحبة .. محبة في الله .. وحب الإنسان لأخيه الإنسان .. إنها جنة عدن .. جنة الحب والسلام! عدن ليست كأي مدينة .. عدن ليست صنعاء ولا حضرموت ولا يافع ولا أبين .. عدن (عين اليمن) .. أهلها كأهل الجنة .. أرق قلوباً وألين أفئدة .. أما العدني فليس هو كل من ولد في عدن .. العدني الصحيح هو كل من سكن عدن .. وأصبح يرى أهل عدن كأنهم أهله .. كما أصبحت عدن بالنسبة له هي الدنيا! ولكن كيف يتفق كلامنا هذا مع ما نراه من حال عدن اليوم؟! لنعلم أولاً أن حال عدن اليوم ليس وليد اللحظة .. البداية كانت صبيحة يوم الاستقلال الوطني يوم خروج الإنجليز من عدن عام 1967م .. في أول احتفال وطني رفع شعار (تصفية الجهاز الإداري للدولة حتى العظم) .. وعلى إثر هذا الشعار الرهيب تم تصفية الجهاز الإداري للدولة من أبناء عدن.. وتحديداً من الوظائف القيادية العليا.. كأنهم بقايا الإنجليز ومخلفات الجيش البريطاني.. ذلك الشعار الرهيب مازال أثره باقياً حتى يومنا هذا! تعالوا إلى قوائم التوظيف لأبناء عدن التي جاءت قريباً من العاصمة صنعاء لإلحاقهم بوظائف في مرافق عمل في مسقط رأسهم في عدن .. تقول لي إحداهن بأنها ذهبت بفتوى التعيين إلى مدير المؤسسة في عدن المفروض أن أعمل بها فيقول لي مدير المؤسسة باستخفاف "هاتي تعليمات من صنعاء ومن الرئاسة".. وتذهب العدنية البائسة ليس إلى دار الرئاسة وإنما إلى دارها لتستكمل عشر سنوات انتظار للوظيفة بعد تخرجها من الجامعة!. إنه شعار تصفية الجهاز الإداري للدولة من أبناء عدن.. ليس فقط من الوظائف القيادية والعليا بل هو اليوم من كل الوظائف! أتدرون لماذا .. لأن عدن باتت اليوم غارقة في طوفان بشري من كل بقاع أرض اليمن .. ملؤوا شوارعها وأرصفتها .. وكل وظائف العمل في مرافقها ومؤسساتها.. حتى لم يبق لأهل عدن موقع قدم في مرفق عمل أو بقعة على الساحل أو في الشارع أو على الرصيف! ليس هذا فحسب .. بل هناك من يتلمظ لالتهام عدن كاملة .. ولتصبح ملكية خاصة (سكني تجاري).. من أجل ذلك أنطلق الرصاص في شوارع عدن .. وأعمال التخريب والتقطع وقطع الطرقات .. ترى هل يفعل ذلك أهل عدن .. كلا .. العدني الصحيح لا يطلق الرصاص في عدن .. إذن من؟! إنه الشعار الرهيب .. الذي مازال يعمل حتى اليوم على تصفية أهل عدن ليس من الجهاز الإداري للدولة بل من عدن بكاملها .. وذلك حتى تخلص للشياطين كل عدن .. ولكن هل تقبل الجنة أن يسكنها شيطان؟! [email protected]
