ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دافينشي.. عبقري عصر النهضة وصاحب أشهر لوحة في العالم
نشر في 14 أكتوبر يوم 26 - 10 - 2011

ليوناردو دافينشي (1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدارس الفن بإيطاليا امتد لأكثر من قرن بعد وفاته. وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح، البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي.
يعتبر النموذج المثالي الذي يمثل عصر النهضة بسبب مؤلفاته حيث أنه قام بتأليف ثلاثة كتب: الأول عن فن التصوير الزيتي الذي يعرف حاليا باسم (نظرية التصوير)، والكتاب الثاني عن التشريح والكتاب الثالث في الميكانيكا، ولكن الكتابين الثاني والثالث مفقودان الآن ولم يصل إلينا منهما سوى بعض الصفحات، أما كتاب (نظرية التصوير) فهو متوفر في جميع أنحاء العالم بجميع اللغات، ويظهر في هذا الكتاب مدى حب الفنان العبقري ليوناردو لفن التصوير الزيتي ونلاحظ ذلك في الفقرة 8 من هذا الكتاب وهي بعنوان (من يحط من قيمة التصوير، لا يحب الفلسفة ولا الطبيعة) والفقرة رقم 9 بعنوان (المصور سيد كل أنواع الناس والأشياء).
البدايات في فلورنسا
ولد ليوناردو في بلدة صغيرة تدعى فينشي قرب فلورنسا بتوسكانا ابناً غير شرعي لعائلة غنية فأبوه كاتب العدل وأمه فلاحة تطلقت من زوجها بعد ولادة طفلها بمدة قصيرة ماجعله يفتقد حنان الأم في حياته.
في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل مايمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون (فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن إيطاليا).
كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة بشكل مثير ولافت، فقد كان وسيما لبق الحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع. ففي حوالي سنة 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا دل فروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف من قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت.
في سنة 1472 أصبح عضواً في دليل فلورنسا للرسامين، وفي سنة 1476 استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد (فيروكيو) حيث كان يساعده في أعماله الموكلة إليه منها لوحة (تعميد السيد المسيح) حيث قام بمساعدة (فيروكيو) برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 يوفوزاي فلورنسا (Uffizi، Florence).
في سنة 1478 استطاع ليوناردو الاستقلال بهذه المهنة وأصبح معلماً بحد ذاته. عمله الأول كان رسماً جدارياً لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى بالإيطالية (بالالزو فيكيو) (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها. وأول أعماله المهمة كانت لوحة توقير ماغي (The Adoration of the Magi) التي بدأ بها سنة 1481 وتركها دون إنهاء ، والتي كانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو فلورنسا.
أعمال أخرى ارتبطت بجملة أعماله خلال شبابه
لوحة بينوس مادونا 1478 ملاذ القديس بطرسبرغ (Benois Madonna).
تمثال لوحة جينفيرا دي بينتشي (Ginevra de' Benci) الموجود في المتحف الوطني واشنطن.
بعض الأعمال غير المنجزة مثل القديس جيروم 1481 بينا كوتيسا - الفاتيكان (Saint Jerome in Pinacoteca، Vatican).
الانضمام لدوق ميلانو
سنة 1482 التحق ليوناردو بخدمة لودوفيكو سفورزا دوق ميلانو بعد أن صرح له عبر رسالة بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز وبناء جسور متنقلة ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة ل المنجنيق وأدوات حربية أخرى.
وعين آنذاك بصفة مهندس أساسي كما كان أيضاً معمارياً وساعد الرياضي المشهور الإيطالي لوكا باتشولي في عمله المشهور ديفينا بروبورتيوني 1509 (Divina Proportione).
معظم الدلائل أثبتت أن ليوناردو كان معلماً ولديه تلاميذ في ميلانو حيث من المفروض أنهم المقصودون ضمن رسائله المتعددة المعروفة ب(أبحاث حول الرسم).
أهم أعماله خلال تواجده في ميلانو كانت لوحة (عذراء الصخور) التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية:
الأولى رسمها من سنة 1483 - 1485 وهي موجودة في متحف اللوفر. والثانية رسمها من سنة 1490 - 1506 وهي موجودة ضمن المعرض الوطني - لندن.
لوحة العشاء الأخير
لوحة العشاء الأخير إحدى أعظم إبداعات ليوناردو كانت باكورة أعماله وأخذت منه جهداً جباراً وهي عبارة عن لوحة زيتية جدارية في حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه غراتسيه ميلانو (Maria delle Grazie).
استخدامه التجريبي للزيت على الجص الجاف الذي كان تقنياً غير ثابت أدى إلى سرعة دمار اللوحة، وبحلول سنة 1500 بدأت اللوحة فعلاً بالتهالك والتلف.
وقد جرت محاولات خلال سنة 1726 لإعادتها إلى وضعها الأصلي إلا أنها باءت بالفشل.
سنة 1977 جرت محاولات جادة باستخدام آخر ماتوصل إليه العلم والحاسوب آنذاك لإيقاف تدهور اللوحة وبنجاح تم استعادة معظم تفاصيل اللوحة رغم أن السطح الخارجي كان قد بلي وزال.
خلال إقامته الطويلة في ميلانو قام ليوناردو برسم العديد من اللوحات إلا أن أغلبها فقد أو ضاع كما قام بإنشاء تصاميم لمسارح وتصاميم معمارية ونماذج لقبة كاتدرائية ميلانو إلا أن أضخم أعماله في ذلك الوقت كان النصب التذكاري ل (فرانشيسكو سفورزا) (Francesco Sforza) وهو والد (لودوفيكو) ضمن فناء (قلعة سفورزيكو) كانون الأول ديسمبر 1499. لكن عائلة سفورزا كانت قد اقتيدت على يد القوى الفرنسية العسكرية وترك ليوناردو العمل دون إكمال حيث حطم بعد استخدامه كهدف من قبل رماة السهام الفرنسيين فعاد ليوناردو إلى فلورنسا سنة 1500.
فلورنسا مرة أخرى
سنة 1502 التحق ليوناردو بخدمة تشيزري بورجا دوق منطقة رومانيا ابن البابا إسكندر السادس وكانت وظيفته رئيس المعماريين والمهندسين التابعين للدوق حيث أشرف على عمل خاص بالحصن التابع للمنطقة البابوية في مركز إيطاليا.
في سنة 1503 أصبح عضواً ضمن مجموعة من الفنانين مهمتهم تقدير المكان الأمثل لتمثال (دايفيد) المشهور من الصلصال والرخام الذي قام بنحته الفنان مايكل أنجلو سنة 1501 - 1504 في فلورنسا.
كما خدم ليوناردو في حرب ضد بيزا كمهندس، وفي نهاية العام بدأ ليوناردو بتصميم زخرفة لقاعة (فيتشيو) الضخمة حيث كان موضوع الزخرفة هو معركة أنغياري نصر فلورنسا ضد بيزا.
قام بالعديد من الرسومات وأنجز الرسم التمهيدي بالحجم الطبيعي على القاعة عام 1505 لكنه مع الأسف ترك عمله دون إنجاز كما أن الرسوم كانت قد زالت بحلول القرن السابع عشر ولم يبق من عمله هذا إلا بضع مخطوطات وبعض الرسوم المنقولة عن الأصلية.
ومن أعماله المثيرة للاهتمام آنذاك كانت رسومه لشخصيات متعددة (صور لشخصيات تبرز الوجه) ولم ينج منها إلا لوحته الخالدة والأكثر شهرة على الإطلاق لوحة الموناليزا( 1503 - 1506)الموجودة ضمن متحف اللوفر، وتعرف أيضا باسم الجيوكندا وهو من المفترض اسم العائلة الخاص بزوج السيدة.
ومن المعروف تأثر ليوناردو بهذه اللوحة وشغفه بها حيث لم يكن ليسافر دون اصطحابه لهذه اللوحة معه.
أسفاره الأخيرة ونهاية حياته
سنة 1506 سافر ليوناردو إلى ميلانو بدعوة من حاكمها الفرنسي شارل دامبواز، وخلال السنوات اللاحقة أصبح رسام القصر المعتمد للملك لويس الثاني عشر في فرنسا.
وأصبح يتنقل بين ميلانو وفلورنسا كثيراً فغالبا ما كان يزور أنصاف أشقائه وشقيقاته ويرعى ميراثه.
انهمك في ميلانو بمشاريعه الهندسية وعمل على تصميم ما إلا أن مخططات المشروع ودراساته تم الاحتفاظ بها.
من سنة 1514 إلى سنة 1516 عاش ليوناردو في روما تحت ضيافة البابا لاون العاشر في قصر بيلفيديري بالفاتيكان وأشغل نفسه بالتجارب العلمية.
في سنة 1516 سافر إلى فرنسا ليكون في خدمة الملك فرانسيس الأول.
أمضى سنواته الأخيرة في تشاتيو دو كلو قرب أمبوس (Château de Cloux) حيث توفي سنة 1519 عن عمر يناهز 67 عاماً.
إبداعاته الفنية
على الرغم من أن ليوناردو كان قد رسم عدداً ضئيلاً نسبياً من اللوحات وأغلبها قد فقد أو لم يتم إنهاؤها، لكن ليوناردو كان فنان عصره ومبدعه وذا تأثير واضح على مدى قرن من بعده.
في بداية حياته كان فنه يوازي فن معلمه فيروتشيو إلا أنه شيئاً فشيئاً استطاع أن يخرج من كنف فيروتشيو ليحرر نفسه من أسلوب معلمه الصارم والواقعي تجاه الرسم، فكان ليوناردو في أسلوبه وإبداعه يخلق رسومات تلامس الأحاسيس والذكريات. من أعماله الأولى لوحة (توقير ماغي)التي كان قد ابتدع فيها أسلوباً جديدا في الرسم فجمع ما بين الرسم الأساسي والخلفية التي كانت مشهداً عبر عن بعد خيالي من أطلال حجارة ومشاهد معركة.
فأسلوب ليوناردو المبدع كان ظاهراً بشكل أكبر في لوحة العشاء الأخير حيث قام بتمثيل مشهد تقليدي بطريقة جديدة كلياً.
واستطاع ليوناردو تصوير ردة الفعل من هادئ إلى منزعج معبراً بذلك عن طريق حركات إيمائية.
من ضخامة الصورة وعظمة شأنها استطاع ليوناردو أن يسبق الكثيرين من عصره، واستلزمت هذه اللوحة مايقارب (22) عملية ترميم انتهت من عملية الترميم عام 1999 لتعود إلى بعض من رونقها الذي كانت عليه.
الموناليزا
الموناليزا يطلق عليها الجيوكندا وهي من أشهر أعمال ليوناردو على الإطلاق. وتأتي شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية فتعتقد تارة أنها تبتسم لك وتارة أخرى أنها تسخر منك، وعلى كل فقد استخدم ليوناردو تقنيتين مهمتين في هذه اللوحة حيث كان رائد هاتين التقنيتين ومعلمهما:
الأولى: سفوماتو (Sfumato) وتعني تقنية تمازج الألوان.
وهي وصف الشخصية أو رسمها ببراعة وباستخدام تحولات الألوان بين منطقة وأخرى بحيث لاتشعر بتغيير اللون مشكلاً بذلك بعدا شفافاً أو تأثيراً مبهماً، وتجلت هذه التقنية بوضوح في ثوب السيدة وفي ابتسامتها.
الثانية: كياروسكورو (Chiaroscuro) وهي تقنية تعتمد على الاستخدام الأمثل للضوء والظلال لتكوين الشخصية المطلوبة بدقة عالية جداً.
وتظهر هذه التقنية في يدي السيدة الناعمتين حيث قام بإضافة تعديلات عبر الإضاءة والظل مستخدما تباين الألوان لإظهار التفاصيل.
نظريات ومشاريع علمية (الرجل الفيتروفاني)
كعالم فإن ليوناردو دافينشي كان قد سبق من حوله من العلماء بأسلوب بحثه العملي وتدقيقه وشدة ملاحظته، حيث اعتمد بشكل كبير على الملاحظة والتوثيق مدركا أهمية مايفعله في نجاح بحثه العملي، ولسوء الحظ فإن فنه مثل علمه فلم يكمل أغلب أبحاثه وتركها غير منجزة إلا أنه قد تركها شبه مكتملة، وسهل ذلك لمن تبعه كل الصعاب ولم يترك لهم إلا موضوع التنفيذ.
ونظرياته كانت محتواة ضمن مجموعة عديدة من دفاتر الملاحظات مكتوبة بكتابة عكسية مشفرة يتم فكها عبر قراءتها من المرآة ما شكل صعوبة في اكتشافها وغالبا لم يتم نشرها في عصره.
أغلب مكتشفاته كان لها الأثر حتى على علومنا في العصر الحالي، فقد درس الدورة الدموية، وردة فعل العين، وتعلم تأثير القمر على المد والجزر، وحاول معرفة طبيعة المستحثات ويعد من أوائل علماء الحركة والماء ومخططاته حول شبكة نقل المياه من الأنهار تعد عملية وذات قيمة فيما لو طبقت، كما اخترع العديد من الآلات منها العملي ومنها غير العملي، مثل بزة الغوص تحت الماء وجهازه الخاص للطيران مع أنه غير عملي إلا أنه يعد أول أبحاث الحركة والهواء.
المنحوتات والرسوم المعمارية
لم تكتب النجاة لأي من منحوتات ليوناردو ومعظمها للأسف لم يتم إنجازه وأغلب تصاميمه المعمارية إما أنها لم تنجز أو أنها أنجزت بعكس ما أراد ورغب ولذلك لم يبق إلا المخطوطات التي بواسطتها نستطيع الحكم عليه حيث كانت تصاميمه ورسومه التمهيدية ذات إتقان وغنية بالتفاصيل والوضوح اظهرت تأثره الشديد بالفنون الرومانية.
معركة أنغياري
خدم ليوناردو في حرب ضد بيزا كمهندس وفي نهاية العام بدأ بتصميم زخرفة لقاعة (فيتشيو) الضخمة حيث كان موضوع الزخرفة هو معركة أنغياري نصر فلورنسا ضد بيزا، حيث قام بالعديد من الرسومات وأنجز الرسم التمهيدي بالحجم الطبيعي على القاعة عام 1505 لكن مع الأسف ترك عمله دون انجاز كما أن الرسوم كانت قد زالت بحلول القرن السابع عشر ولم يبق من عمله هذا إلا بضع مخطوطات وبعض الرسوم المنقولة عن الأصلية.
وقد أعلن وزير الثقافة الإيطالي فرانشيسكو روتيلي حل لغز يبلغ عمره 500 سنة حول إحدى روائع لوحات الفنان الإيطالي المشهور ليوناردو دافنشي في نهاية العام 2008 ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (ادنكرونوس) عن روتلي قوله خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة فلورنسا (بعد كل المجادلات، وصلنا إلى مرحلة البدء وفي غضون عام سنكون قد حللنا اللغز). وكان الوزير يشير إلى مكان لوحة (معركة أنغياري) وهي لوحة جدارية كبيرة تصور نصر جمهورية فلورنسا على ميلانو في القرن السادس عشر الميلادي.
يعتقد بعض الباحثين أن الجدارية التي يبلغ عرضها أربعة أمتار وطولها ستة أمتار ونصف المتر لا تزال محفوظة ومخبأة وراء جدار في قصر المجلس البلدي التاريخي في فلورنسا الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر.
وبعد أعوام من التأخير، أعطت السلطات الإيطالية إشارة البدء في استخدام معدات عالية التقنية لتحديد ما إذا كانت لوحة دافينشي مخبأة بالفعل في المبنى لكنه لم يتم تدشين أعمال التنقيب فعلياً . تبعاً لبعض الباحثين فإن اللوحة خبئت داخل الجدار عام 1563 فعندما خضعت فلورنسا لحكم أسرة ميديشي المتحالفة مع ميلانو أوكلت أسرة ميديشي إلى الرسام والمهندس المعماري الإيطالي المشهور جورجيو فاساري مهمة تجديد القاعة الرئيسة في المبنى القديم ورسم جداريات جديدة تحتفل ببطولاتهم. في الوقت الذي كان يفضل الميديشيون إزالة جدارية دافنشي بصورة كاملة، يرى الباحثون أن فاساري الذي كان من المعجبين بأعمال دافنشي قرر إخفاءها عن العيون.
يذكر أن مؤرخي الفنون يصفون جدارية معركة انجياري على أنها أحد أبرز وأهم أعمال دافنشي، عبقري عصر النهضة وصاحب الكثير من الروائع الفنية الفريدة مثل الموناليزا والعشاء الأخير.
أحداث أخيرة
عاد ليوناردو دا فينشي وبقوة سنة 2003 عبر رواية شيفرة دا فينشي لكاتبها دان براون، الذي أشغل الناس والإعلام بتفجيره قنبلة روائية تقول إن سلالة السيد المسيح ما زالت على قيد الحياة وذلك لأن السيد المسيح كان قد تزوج مريم المجدلية وأن الفاتيكان يسعى إلى قتل هذه السلالة بكل ما أتيح له من قوة لأن وجودها يعني انهيار المسيحية التقليدية ما أدى إلى معارضة الفاتيكان لهذه الرواية ولكاتبها دان براون فزادت من شهرة الرواية وكاتبها وسرعان ما تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي هو شيفرة دافينشي سنة 2006 بطولة توم هانكس وإخراج رون هاورد.
يذكر أن الفيلم لقي معارضة شديدة من الفاتيكان، ومنع من العرض في بعض الدول العربية.
قائمة بأعماله الفنية
عذراء الصخور
لوحة تعميد المسيح 1475-1472.
لوحة تعميد المسيح لوحة البشارة 1475.
لوحة جينفرا دي بينسي 1475.
لوحة العشاء الأخير 1498.
موناليزا - 1503 - 1505 / 1506.
لوحة القديس يوحنا المعمدان 1516-1513
تمثال جسم الإنسان
من أقواله
إن الطبيعة لطفت بنا لأنها جعلتنا نعثر على المعرفة حيثما أدرنا وجوهنا في هذا العالم.
إن الرجال الأجلاف ذوي الإدراك السطحي لا يستحقون سوى كيس يستوعبون به طعامهم ويخرجونه ثانية، لأنهم لايعدون إلا أن يكونوا قناة هضمية.
كثيرون هم الذين اتخذوا من الأوهام والمعجزات الزائفة وخداع البشر تجارة لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.