لا أجافي الحقيقة مطلقاً حين أقول أن الأزمة السياسية اليمنية دخلت منعطفاً خطيراً للغاية ينذر بكارثة وطنية وإنسانية وأخلاقية ستعصف بالمنطقة برمتها وليس اليمن وحده كما يعتقد البعض وهو شيء مؤلم ومؤسف نسأل الله أن يجنبنا سياقه المهلك والعياذ بالله. إنه منعطف مخيف شيطاني الأفق يا إخوتي.. قد يكون سبباً لإحراق الأخضر واليابس وضياع الجمل بما حمل فأين العقل والمنطق والضمير؟.. أين شرفاء اليمن الأخيار؟ أين إسلامنا، عروبتنا، إنسانيتنا التي ندعيها ونتغنى بها ليل نهار؟ والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الوقت الصعب.. في هذه المساحة الضبابية التي أيقظتنا من حلم جميل.. بهي كابتسامة شمس الضحى.. ماذا نحتاج في هذا الوقت الصعب والمؤلم حقاً؟.. من وجهة نظري المتواضعة والبسيطة أرى أننا نحتاج إلى الآتي: نحتاج إلى الحب والتسامح ونبذ العنف والكراهية والبغضاء من بين صفوفنا. نحتاج إلى إعادة صيغة الاحترام والتقدير فيما بيننا والالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية كفكر وسلوك ومنظومة بناء سياسي يلامس الحضارة بكل معانيها النبيلة. نحتاج إلى الخروج سريعاً من هذا المأزق وأجوائه الممرضة: فوضى مشاحنات شيطانية الأفق حتى في داخل الأسرة الواحدة ذاك يريد الأخ الرئيس والآخر يريد التغيير.. عمر يريد تنفيذ المبادرة الخليجية وزيد يريد خروجاً فورياً دون قيد أو شرط وآخر يريد انتخابات عاجلة ومبكرة وهو الأقرب إلى العقول و الصواب وحفظ ماء الوجه للتجربة الديمقراطية التي ولدت من رحم ياسمين الثاني والعشرين من مايو الأبي. إننا في هذا الوقت (العاصفة) يا إخوتي وأحبتي وأهلي وناسي في الناصري والاشتراكي والمؤتمر الشعبي وحزب الحق وغيرها من الأحزاب والتنظيمات السياسية والفعاليات الأخرى.. نحتاج إلى الحوار الأخوي المسئول بصدور رحبة لا تعرف الضيق من الآخر لأنه ليس بيننا من هو نبي أو حتى ولي من أولياء الله الصالحين.. لذلك لا داعي للمكابرة و المزايدة لأن الثمن سيكون غالياً. إننا في هذا المنعطف المليء بالتحديات والمخاطر التي ترهب العقول والأفئدة والضمائر الحية نحتاج إلى إلغاء الحواجز النفسية التي تباعد بين الجميع وترسخ العصبية والتطرف ومبدأ إلغاء الآخر وتسميم شخصه وتاريخه وهو أمر لا يقبله عقل أو منطق أو دين. إننا في هذا الوقت الصعب يا إخوتي في الأحزاب والتنظيمات والفعاليات الاجتماعية.. وفي المصانع والمزارع والمدارس والجامعات.. في كل سهل وجبل وواد.. هنا وهناك.. يا أبطال قواتنا المسلحة والأمن.. أيتها المشاعل النيرة.. يا ماجدات يمننا الحبيب.. إننا في هذه اللحظات.. رالأيام الرهيبة من حياتنا التي أصبحت مشلولة مع الأسف نحتاج إلى التواصل والتقارب بروح وطنية مسئولة وشفافة.. بحب واحترام أخوي خلاق يستحضر قيم شعبنا الثورية الأصيلة ومعدنه الحضاري النفيس بين الأمم وحكمته الممتزجة برؤية نبي كريم أشاد صلوات الله وسلامه عليه بوهجها الدافئ واشراقاتها الطيبة في حياة المسلمين وبالتالي الإنسانية. إننا في هذا الوقت المميت الذي يمزق نياط قلوبنا يا إخوتي وأحبتي هنا وهناك.. في الشرق والغرب.. في الشمال والجنوب في تعز الأبية.. في حضرموت الخير.. في صنعاء الأصالة.. في عدن التاريخ والريادة.. في كل محافظات بلادي الحبيبة.. يمني الكبير.. عنوان اعتزازي بنفسي.. شموخي وكبريائي.. في هذا الوقت الصارم.. الليل الطويل.. لا نحتاج للعداء والكراهية واللغة الانتقامية.. من ينتقم من من بحق الله؟!.. نحن لا نحتاج إلى هذه اللغة أبداً أبداً.. نحن بحاجة ماسة للغاية للولوج إلى فضاءات وواحات التسامح الخضراء الحبلى بالحب والنور وعقد الأخوة الضارب في جذور الهوية الوطنية والتاريخ الحضاري العتيق لشعبنا اليمني العظيم.. أصل العروبة ونبض التاريخ والمجد الإنساني. إننا بحاجة ماسة إلى أن نضحي ونتنازل جميعاً ونتخلى عن الأنانية بكل معانيها لتحقيق مصالح الوطن على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم نسف كل ما تحقق في واحات التجربة الديمقراطية بآفاقها الرحبة التعددية السياسية و الحزبية وحرية الصحافة ومبدأ احترام الرأي و الرأي الآخر بعيداً عن لغة (حبتي وإلا الديك).