في تطورات جديدة قامت طائرات هليكوبتر ومقاتلات تابعة لحلف شمال الأطلسي بالهجوم على نقطتي تفتيش عسكري في شمال غرب باكستان يوم أمس السبت وقتلت نحو 28 جنديا ما دخل بالعلاقات الأمريكية الباكستا نية المضطربة بالفعل إلى أزمة. وفي هذا السياق ردت باكستان بإغلاق طرق الإمداد الحيوي لقوات حلف شمال الأطلسي التي تقاتل في أفغانستان وهي الطرق التي تستخدم لنقل أقل قليلا من ثلث احتياجات الحلف من الإمدادات. ويعتبر هذا الهجوم هو أسوأ حادث منفرد من نوعه منذ أن تحالفت باكستان مع واشنطن في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على أهداف أمريكية. ويأتي الهجوم في وقت تشهد فيه بالفعل العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان حليفتها في الحرب على الإرهاب توترا بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أمريكية في غارة سرية على بلدة ابوت أباد الباكستانية في مايو أيار الماضي.. ووصفت باكستان الغارة بأنها انتهاك سافر لسيادتها. من جانبه أكد متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان استدعاء طائرات الحلف لدعم جنود أثناء حادث قرب الحدود مع باكستان وأنها مسؤولة «بشكل كبير على الأرجح» عن مقتل جنود باكستانيين. وأوضح البريجادير جنرال كارستن جيكبسون المتحدث باسم إيساف أن «مع تطور وضع تكتيكي تم استدعاء دعم جوي وهو ما تسبب بشكل كبير على الأرجح في سقوط ضحايا.» وأضاف «نحن على علم بسقوط ضحايا باكستانيين ولا نعرف العدد. ولا نعلم حجم الحادث.» وفي هذه الأثناء أدانت وزارة الخارجية الهجوم يوم أمس السبت. وأوضحت تيهمينا جانجوا المتحدثة باسم الوزارة أن «رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أدان بأشد العبارات هجوم حلف شمال الأطلسي/ قوة المعاونة الأمنية (ايساف) على الموقع الباكستاني. بناء على توجيهاته تبحث وزارة الخارجية المسألة مع حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدة.» وقدم قائد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون آر. ألين تعازيه لأسر الجنود الباكستانيين الذين «ربما قتلوا أو أصيبوا» خلال «واقعة» على الحدود الأفغانية الباكستانية يوم أمس السبت. وأكد مسؤولان عسكريان أن ما يصل إلى 28 من القوات الباكستانية قتلوا وأصيب 14 في الهجوم على نقطة تفتيش سالالا على بعد نحو 2.5 كيلومتر من الحدود الأفغانية. وذكرت الأنباء أن الهجوم وقع حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (2100 بتوقيت جرينتش) في منطقة بيضائي في مهمند، حيث تشتبك القوات الباكستانية في قتال مع متشددي حركة طالبان. وذكرت مصادر عسكرية أن نحو 40 جنديا باكستانيا كانوا متمركزين في الموقع. ووردت أنباء عن وجود ضابطين بين القتلى. وذكر مسؤولون أنه تم إيقاف شاحنات وناقلات الوقود المتجهة إلى أفغانستان في بلدة جمرود في منطقة خيبر القبلية قرب مدينة بيشاور بعد ساعات من الغارة. وأوضح مطهر زيب المسؤول الحكومي البارز لرويترز أن باكستان»أوقفت الإمدادات وعادت نحو 40 شاحنة وناقلة من نقطة التفتيش في جمرود.» وأكد مسؤول آخر أن الإمدادات توقفت لأسباب أمنية. وأشار إلى أن «هناك احتمالا لهجمات على إمدادات حلف شمال الأطلسي التي تمر بمنطقة خيبر القبلية المضطربة وبالتالي أعيدت باتجاه بيشاور لتظل آمنة.» ومن ناحيتهم قال مسؤولو حرس الحدود إن المعبر الحدودي عند تشامان في بلوخستان أغلق أيضا. ما يعكس حالة من الارتباك في الحرب بمنطقة حدودية غير جيدة الترسيم قال المسؤول بشرطة الحدود الأفغانية إدريس موماند إن قوات أفغانية ومن حلف شمال الأطلسي قرب الموقع صباح يوم أمس السبت اعتقلت عدة متشددين. وأضاف يقول: «لا علم لي بوقوع خسائر بشرية على الجانب الآخر من الحدود لكن الذين اعتقلوا ليسوا من طالبان الأفغانية» في تلميح إلى أن طالبان الباكستانية تعمل في أفغانستان.