قررت فرنسا خفض عدد موظفي سفارتها في طهران مؤقتا كإجراء احتياطي بعد مهاجمة وإغلاق السفارة البريطانية هذا الأسبوع، في الوقت الذي أدان مرجع ديني كبير في إيران مهاجمة السفارة البريطانية محذرا من أن هذا العمل قد يكلف البلاد «غاليا». فقد أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي في طهران بأن الحكومة الفرنسية قررت خفض عدد الدبلوماسيين في سفارتها في العاصمة الإيرانية، مشيرا إلى أن الإجراء يشمل قسما من الموظفين الدبلوماسيين وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين في طهران الذين سيطلب منهم المغادرة في الأيام المقبلة لكنه لا يشمل أفراد الجالية الفرنسية. ولم يشأ المصدر أن يحدد العدد الدقيق للأشخاص ولا للأجهزة المعنية بهذا الخفض للموظفين الذي يمكن أن يشمل أكثر من 15 شخصا من أصل ثلاثين يحملون جوازات سفر دبلوماسية في طهران، على أن يشمل هذا التدبير في الأساس الموظفين الإداريين وموظفي المركز الثقافي والمكتب الاقتصادي والمدرسة الفرنسية في طهران. وأشار المصدر الدبلوماسي الفرنسي نفسه إلى أن «السفارة لا تقلص مراكزها لكنها تخفض فقط بصورة موقتة قسما من موظفيها لأسباب أمنية واضحة». ويأتي هذا الإجراء في إطار ردود الفعل الأوروبية بعد أن أغلقت بريطانيا سفارتها في طهران وأجلت جميع موظفيها بعد تعرض مقر السفارة يوم الثلاثاء الماضي لهجوم من قبل متظاهرين قيل إنهم من قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني، كما أغلقت سفارة إيران في لندن ردا على ذلك، في حين استدعت بضعة بلدان أوروبية منها فرنسا سفراءها تعبيرا عن تضامنها مع بريطانيا. وعاد الدبلوماسيون الإيرانيون الذين طردوا من بريطانيا إلى مطار الإمام الخميني في طهران يوم أمس السبت واستقبلهم أنصارهم بالورود وبهتافات «تسقط بريطانيا» وسط تجمع من نحو مائة رجل وامرأة حمل بعضهم لافتات كتب على إحداها أغلقت سفارة الجواسيس إلى الأبد. وأبدت وزارة الخارجية الإيرانية أسفها بشأن اقتحام السفارة البريطانية الذي وصفته بأنه نتيجة لتنام تلقائي لمشاعر الغضب خلال احتجاج للطلبة، بيد أن بريطانيا اعتبرت من جانبها أن الحادث ما كان ليحدث لولا موافقة ضمنية من المؤسسات الحاكمة في طهران. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من أن يدعوا الخلاف الدبلوماسي مع بريطانيا يضر بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية، مشيرا إلى أن لندن تسعى لتوسيع نطاق المشكلة لتشمل دولا أوروبية أخرى. من جهة أخرى، انتقد أحد أبرز المراجع الدينية الإيرانية يوم أمس السبت الهجوم على السفارة البريطانية في طهران معتبرا أن الهجوم لم يتم بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية وقد يكلف البلاد «ثمنا غاليا». وجاء ذلك في بيان لناصر مكارم شيرازي المقرب من التيار المحافظ المتشدد المهيمن على النظام قال فيه ما من شك بأن بريطانيا هي أحد أقدم أعداء إيران لكن كان من الأجدى للثوار الشباب ألا يتجاوزوا القانون. وأضاف شيرازي أن أفعالا غير قانونية يقوم بها الشبان تحت تأثير الحماس قد توفر للعدو ذريعة لرد الفعل الذي من شأنه أن يكلف البلاد ثمنا غاليا، بحسب تعبيره، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذا العمل لم يتم بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.