حزب (الإصلاح) وبلسان بعض قياداته صار يعترف بأن الإرهاب بات حقيقياً وخطراً، بعد أن كانوا إلى وقت قريب ينكرون وجوده .. ويزعمون أنه مجرد (فزاعة) .. ويطلقون على تنظيم القاعدة وانصار الشريعة مسميات (حميدة) مثل: مسلحون .. مسلحون مفترضون .. ما يسمى بالإرهاب الذي يبالغ النظام في تضخيمه! واعتراف حزب الإصلاح بأن الإرهاب حقيقة وخطر، يعد تحولاً ايجابياً رغم أن دوافع الاعتراف ترجع إلى تقديرهم أنه ليس من المناسب انكاره أو التهوين من شأنه أمام الرأي العام والمعنيين في الداخل والخارج بينما هم على معرفة كاملة بالنشاط الإرهابي في اليمن. لكن عندما يعترف قياديون إصلاحيون بهذه الحقيقة الكبيرة يقرنونها بتضليل سياسي وإعلامي مكشوفين، حيث يتعسفون العبارات والوقائع لايجاد صلة مزعومة بين الإرهابيين ومن يسمونه (بقايا النظام)، كما حدث في الفترة الاخيرة عندما اشاعوا ولايزالون يشيعون اكذوبة تواطؤ (بقايا النظام) مع الإرهابيين في المكلا وأبين والبيضاء، وهم يدركون أن هذه الصلة ليست حقيقية، والتواطؤ مجرد شائعة صنعوها هم أنفسهم. وهذه الطريقة الإصلاحية في التعاطي مع إرهاب حقيقي وخطر، ليست جيدة لأنها تنطوي على (شفقة) غامرة على الإرهابيين باعتبارهم ضحايا بيد (بقايا النظام) .. وهذه الطريقة ايضاً ليست جيدة لأنها تفضح حزب الإصلاح .. في السابق زعم أن الارهاب مجرد (فزاعة) ولما شعر بالحرج أقلع عن (الفزاعة)، واليوم يزعم أن (بقايا النظام) على صلة بالارهابيين وتتواطأ معهم، والمقصود ببقايا النظام هو الحرس الجمهوري والأمن المركزي اللذان يقودهما اثنان من اقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ..ولم يلاحظ الإصلاحيون أن تلك المزاعم تتناقض كلية مع حقيقة معروفة للقاصي والداني، وهي أن الحرس الجمهوري والأمن المركزي هما المضطلعان بمهمة مكافحة الإرهاب، وان الإرهابيين يركزون هجماتهم على الحرس الجمهوري والامن المركزي، ويبررون ذلك بأن هاتين القوتين تحاربان (المجاهدين) الارهابيين، وانهما ادوات بيد أمريكا وسائر الصليبيين. تلك الطريقة الإصلاحية ليست جيدة للإصلاح، ويمكن الرد عليها بحقائق وليس بالكيد والتضليل السياسي والإعلامي، فلا نزعم أن حزب الإصلاح إرهابي، لكن صلاته بانصار الشريعة قائمة من خلال رجال دين معروفين، وهم قياديون في الحزب، هذا فضلاً عن ان ارهابيين قتلوا وآخرين في السجون وآخرين في الميدان، أعضاء في الحزب، وتخرجوا من جامعاته، وعملوا في مؤسسات تجارية ودينية تابعة للحزب .. وهذه الصلة بين الارهاب وقيادات ومؤسسات اصلاحية صلة حقيقية، مبنية على أسس دينية وثقافية واحدة وتوجهات سياسية مشتركة .. ولا تتوافر هذه العوامل والعناصر لدى أي طرف آخر يمكن التكهن بأي صلة بينه وبين الإرهابيين.