-لا توجد في السياسة ثوابت .. ولكن هذا لايعني أن يكون السياسي (كل يوم في شأن) إلا إذا كان غير جاد ولا يؤمن بما يدعي .. واعني ب (كل يوم في شأن) سرعة التحول من موقف إلى موقف آخر نقيض خلال وقت قصير. حزب التجمع اليمني للإصلاح كان يدعي ان مشكلة صعدة من صناعة النظام وان الحوثيين لم يحاربوا إلا بعد أن ذهب النظام إلى ديارهم يحاربهم فيها، وان مشكلة صعدة سوف تنتهي بمجرد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح، وأن الحوثيين شركاء سياسيون للإصلاح والمشترك عموماً. ولأن الإصلاحيين لايؤمنون بما يقولون .. سرعان ما غيروا مواقفهم .. ذهبوا إلى صعدة والجوف لمحاربة الحوثيين ..و(يصالون) الحوثيين في حجة ويحرقون خيامهم في ساحة التغيير بصنعاء ويستعينون عليهم بالفرقة الاولى مدرع .. ويتبنى اعلام حزب الإصلاح حملة إعلامية منظمة لتشويه الحوثيين ووصفهم بأقذع النعوت والأوصاف .. ويتمنون لو يدور الزمن دورة عاصفة وسريعة حتى لا يروا على الأرض حوثياً، ولا حزب الحق ولا العدالة. - وكان حزب الإصلاح يزايد بشأن (القضية الجنوبية) ويعتبر (الحراك الجنوبي) حاملاً للقضية، وادعى أن الرئيس صالح هو سبب ظهور مشاريع مثل الجنوب العربي وفك الارتباط، واستعادة دولة الجنوب .. وزعم ان هذه القضايا سوف تزول بمجرد رحيل الرئيس صالح .. وزعم أيضاً أن دعوات الانفصال زالت تماماً بمجرد ظهور (الثورة الشبابية السلمية) التي قال إنها وحدت اليمنيين. والآن ماهو موقف حزب الإصلاح؟ الحراك الجنوبي (بقايا نظام) .. اصحاب مشروع صغير .. والحراك يقف وراء العنف .. أما الجنوبيون الذين شاركوا في الاعتصامات والخيام فقد أخرجوا منها بفضل الإصلاحيين الذين تبنوا سياسات الإقصاء وازدراء الحراك، والدفاع عن الاخطاء التي ارتكبها الإصلاح في الجنوب .. بما في ذلك الدفاع عن فتاوى التكفير والابادة الجماعية باسم الإسلام. - وكان الإصلاح يزعم ان تنظيم القاعدة فزاعة .. والارهاب اكذوبة .. ولما اكتشف أنه ينكر ماهو موجود في الواقع ويعلمه الغرب والشرق .. راجع نفسه قليلاً .. واعترف بأن الإرهاب مشكلة حقيقية وتنظيمات الارهابيين خطيرة .. ولكنه لكي يحافظ على موقفه المتعاطف مع الإرهابيين .. راح يصورهم أنهم مجرد صنائع رسمية وضحايا ومغرر بهم ومستخدمين من قبل (بقايا النظام) .. وهذا اسلوب يتضمن دفاعاً مخزياً عن الإرهاب والارهابيين الذين لايحمدون لحزب الإصلاح هذا الاسلوب الذي يرون فيه إساءة لهم وتقليلاً من قدراتهم وطعناً في اخلاصهم لقضية الارهاب.