طريق تاريخي يصل مصر بالسودان اشتهر بتجارة الإبل ، ويبدأ من دارفور وينتهي عند إمبابة في محافظة الجيزة المصرية، كان للطريق دور دينى بحركة الطرق الصوفية خلاله من دول غرب أفريقية مرورا بالسودان وانتهاء بمصر. طريق أو درب الأربعين حاليا يبدأ من أسيوط في صعيد مصر ويمتد حتى الواحات الخارجة ثم يسير جنوبا مارا بواحة سليمة وبئر النطرون، ويستمر حتى يصل إلى الفاشر في غرب السودان وتقطعه القوافل في أربعين يوما ، وقد ذكر المؤرخون درب الأربعين في معظم ما كتب عن مصر. كانت قوافل الجمال تستغرق أربعين يوما حتى تصل إلى محطتها الأخيرة في مصر وينعقد لبيعها في سوق الجمعة. وقد لعب طريق (درب الأربعين) دورا دينيا مهما، حيث إن المتصوفين كانوا يسلكون هذا الطريق، فيقال إنه سمي بالأربعين نظرا لمرور (40) من الطرق الصوفية منه وإليه خاصة أولياء الطريقة الشاذلية نسبة إلى أبي الحسن الشاذلي ومريديه وهو من شاذلة في المغرب، ومن المعروف أنه دفن في البحر الأحمر في منطقة صحراء «عيذاب» في رحلة إلى الحج ويقام له المولد كل عام في محل دفنه. وهناك قصص وحكايات عن المعجزات التي كانت تحدث أثناء مرور هؤلاء الصوفية من درب الأربعين فهناك من كان يأتي سيرا على الأقدام من المغرب والمناطق المجاورة، لذلك فإن أهمية درب الأربعين في مصر ليست فقط في كونه طريق تجارة الجمال أو تجارة الكارم أو حلقة اتصال بالصوفية القادمين من شمال غرب إفريقيا، بل أنه كان طريقاً يسهل وصول كل الثقافات المختلفة ولذلك فقد لعب درب الأربعين دورا مهما في التجارة بوجه عام والثقافة الإنسانية بوجه خاص. كما كان طريق الصحراء الغربية هو أهم الطرق التي ربطت مصر وبلاد النوبة ومنها غربا إلى الواحات، وقد ذكر الحسن بن الوزان أن واحة الخارجة كانت هي الباب الحقيقي إلى بلاد غرب إفريقيا، وكذلك الواحات التي كانت شبكة طرق للقوافل أساسا تتحرك عليها تجارة مرور بعيدة المدى بين أقاليم متباعدة ومتباينة. و ترجع أهمية «درب الأربعين» التاريخية إلى سنين طويلة عرفها التاريخ منذ القرن الثامن عشر، فعبر المحيط الهندي وجنوب آسيا والشرق الأقصى ومحاذاة الساحل الغربي لإفريقيا، حيث أثرى التجار العرب تلك المنطقة من خلال التواصل مع سكان المنطقة الذين روجوا منتجاتهم وتجارتهم في تلك الفترة ما بين الذهب والفضة وريش النعام والعطور والحرير والتوابل.