حزب التجمع اليمني للإصلاح لا يرغب في تحمل كلفة قياداته المتهمة بالإرهاب، وهي كثيرة .. في مثال عبدالمجيد الزنداني قال الحزب مؤخراً إن (النظام السابق) له دور في تكوين الملف الخاص بالزنداني، وهذا من أعجب ما قيل حتى الآن، ذلك لأن اتهامات الإدارة الأمريكية للزنداني بنيت على معلومات استخباراتية حول النشاط الإرهابي للزنداني صاحب التجربة العريقة في هذا المجال، والاجراءات التي اتخذتها الخزانة الأمريكية بحق الزنداني، وكذلك مجلس الأمن لم تبن على ما نشره الإعلام اليمني عن الزنداني .. كما أن من يسميه حزب الإصلاح (النظام السابق) تحمل كلفة النشاط الإرهابي للزنداني، وأحرج نفسه أمام العالم بالدفاع عن الزنداني ورفض تسليمه .. وطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بأدلة الاتهام بحق الزنداني لكي يحاكم أمام محكمة وطنية.. وهذا ما طالب به الزنداني لاحقاً ويطالب به حزب الإصلاح اليوم. لقد كان الزنداني قبل هجمات سبتمبر 2001م الإرهابية يطوف العالم في أيام، ومنذ ذلك الوقت لم يغادر اليمن، وهو وحزبه يعرفون السبب، والمرة الوحيدة التي تنسم فيها هواء غير يمني كانت عندما خرج بصحبة الرئيس علي عبدالله صالح إلى مكة لحضور القمة الإسلامية، وقد تحمل الرئيس ثمن تلك الصحبة إحراجاً وعتاباً أمريكياً. ❊ ان ملف الزنداني من صناعة الزنداني نفسه، ولم تفعل تلك الجهات الدولية سوى جمع أوراق الملف الذي اتهم بموجبه بأنه ممول للارهاب، واتخذت اجراءات بحتة مثل تجميد الارصدة في البنوك وتقييد حريته في الانتقال.. لقد كان يصلي الفجر في السعودية والعصر في قطر والمغرب في افغانستان والعشاء في باكستان، ولكنه بعد افتضاح أمره صار حبيس صنعاء وجامعة الايمان وانتهى به الأمر مؤخراً إلى أحد مجاهل مديرية أرحب خائفاً، ومع ذلك لم يقلع عن هوايته المحببة .. حيث يصدر من هناك فتاوى التكفير والحض على الارهاب .. وقيل أيضاً أنه اصبح عراب (انصار الشريعة) .. وانه هو الذي ابتكر نظام هذه الجماعة التي تتكون من تحالف القاعدة والجهاديين السلفيين، وهو ينجح في هذا المجال بحكم تخصصه وخبرته الطويلة نظرياً وعملياً. ما كنت أود التطرق إلى هذا الموضوع، لكن كيف للمرء ان يصبر على بيان طافح بالاكاذيب يصدره حزب الاصلاح يحمل فيه (النظام) اختراع (ملف للزنداني)، والحزب نفسه يعرف ان (النظام) تحمل تكاليف ملف الزنداني في حين كان حزبه يتخلى عنه. ❊ حزب الاصلاح في بيانه حول الزنداني ردد العبارات الهزيلة نفسها التي كان يرددها النظام وهو يدافع عن الزنداني دفاعاً فاشلاً .. قدموا لنا أدلة تدين الزنداني لكي نحقق ونحاكم الشيخ امام محكمة يمنية .. وهذا الأسلوب الهزيل في الدفاع عن رجل مثل الزنداني لم يجد في اخراج الزنداني من دائرة ممولي وداعمي الإرهاب طيلة السنوات العشر الماضية التي كان النظام فيها ينبري للدفاع عنه باعتباره مواطن يمنياً، ولن يجدي الاصلاح اتباع الاسلوب نفسه حتى لو استمر فيه إلى ما بعد عشر سنوات من الآن.. ففي هذه الاثناء لايزال الزنداني يواصل في تورطه في دعم ورعاية الارهاب ويوفر أدلة جديدة ضده .. فلا مخرج للاصلاح من الورطة إلا (بطرد) الارهابيين من صفوفه واعلان البراءة منهم .. والأمر لا يتعلق بالزنداني وحده .. وحزب الإصلاح يعرف الآخرين كما يعرفهم منتدى مكافحة الإرهاب واحداً واحداً.