في البدء أتقدم بالتعازي لأسرته الكريمة وعلى الأخص ولده/ سامح ولكافة أبنائه وإخوانه وأقاربه ومحبيه وأصدقائه.. أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي من منتسبي إدارة أمن م/ عدن. ربطتني بالفقيد الراحل علاقة حميمة وصادقة وزمالة وترك بصماته في نفسي كأخ كبير وكقائد يوجه بأفكاره المتوقدة أعمالنا الشرطوية، ومازالت مآثره مشرفة ويقتدي به من يعرفه ويعتز كل واحد منا حين يسمع مواقفه النبيلة والشجاعة. غاب الراحل العزيز بجسده ولكنه سيبقى حاضراً في ذاكرتنا لأنه ترك سجلاً حافلاً بنضاله في مواقع المسؤولية الأمنية والاجتماعية والوطنية. وقد كان الفقيد عضواً في جبهة التحرير وكان مناضلاً جسوراً وكأحد الفدائيين من أقرانه الذين اعتقلوا في الحرب الأهلية في (6 نوفمبر) قبل الاستقلال ولم تر عيناه نور الاستقلال لاعتقاله ضمن (فدائي جبهة التحرير). كما أسهم أبو سامح في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وفرض هيبة النظام والقانون من خلال تلك المهام الصعبة التي اوكلت إليه في بداية عمله يونيو 1971م، ابتداءً من نائب قائد شرطة ونائب مدير الخدمات والشؤون الاجتماعية حتى تعيينه بقرار وزير الداخلية رقم (18 لسنة 97م) مديراً لشرطة البحرية بأمن م/ عدن ومن ثم مساعد مدير الأمن لشؤون الموانئ والمطار اعتباراً من (نوفمبر 2007م). وتميز بالتعامل الصادق والتواضع وتسهيل أمور المواطنين بعيداً عن التعقيدات الروتينية، عمل بروح نقية طاهرة تمقت العصبية أو المناطقية وكانت رؤاه وقراراته تنسجم تماماً بما لا يخالف الأنظمة والقوانين وكان متمسكاً بالجوانب الإنسانية والأخلاقية وعمل على خلق منظومة علاقة بين أجهزة الأمن ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ومنتديات المحافظة انطلاقاً من قناعاته التي تهدف نحو شراكة المجتمع مع الأمن لإنجاح العمل الأمني وتحقيق الأمن والأمان وتوطيد دعائم السلم الاجتماعي واستتباب السكينة العامة بالمحافظة كما صدر أمر إداري في مايو 2009م بناءً على قرار وزير الداخلية (332 لعام 1998م) بشأن إصدار اللائحة التنظيمية لادارة أمن المحافظات استنادا الى الصلاحيات المخولة لمدير الأمن في التكليفات كلف مساعد مدير الأمن لشؤون الموانئ والمطار الفقيد سمير عبدالله بالقيام مؤقتاً بمهام رئيس لجنة الصندوق والتكافل الاجتماعي بأمن م/ عدن. تعامل مع المسؤولية بأنها تكليف وليست تشريفا وهذا ما أكسبه المزيد من الاحترام وثقة أبناء الوطن وبالأخص أبناء محافظة عدن. ولا ننسى أنه كان رجلاً وحدوياً جسوراً لا يعرف المهادنة ولا يخشى لومة لائم في مواقفه وآرائه إعلاء لكلمة الحق. وكل ما كتبته لن يفي فقيدنا المناضل/ سمير عبدالله علي رحمة الله عليه فقيد الأمن والأمان فقيد المجتمع المدني المتحضر فقيد الوطن بكل آرائه وأفكاره وتواضعه ودماثة أخلاقه. فسمير رجل عشنا معه وتعلمنا منه الصدق والصبر والتسامح وحب الآخرين ولا يسعني إلا ان أرفع يدي مبتهلاً لرب العزة والجلال ليغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وجميع محبيه الصبر والسلوان.. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). صدق الله العظيم مدير إدارة العلاقات والتوجيه المعنوي م/ عدن