قيادي حوثي يواصل احتجاز طفل صحفي ويشترط مبادلته بأسرى حوثيين    وفاة وإصابة خمسة أشخاص في حجة وصعدة جراء الصواعق الرعدية    ما هو شرط زيدان لتدريب فريق بايرن ميونيخ؟    الارياني: الأسلحة الإيرانية المُهربة للحوثيين تهدد الأمن والسلم الدوليين ومصالح العالم    ثمن باخرة نفط من شبوة كفيلة بانشاء محطة كهربا استراتيجية    أكاديمي: العداء للانتقالي هو العداء للمشروع الوطني الجنوبي    إيران وإسرائيل.. نهاية لمرحلة الردع أم دورة جديدة من التصعيد؟    الكشف عن تصعيد وشيك للحوثيين سيتسبب في مضاعفة معاناة السكان في مناطق سيطرة الميلشيا    صمت "الرئاسي" و"الحكومة" يفاقم أزمة الكهرباء في عدن    غارات عنيفة على مناطق قطاع غزة والاحتلال أكبر مصنع للأدوية    السيول الغزيرة تقطع الخط الدولي وتجرف سيارة في حضرموت    مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    بالصور .. العثور على جثة شاب مقتول وعليه علامات تعذيب في محافظة إب    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل المرقشي:
شاركت في العمل الفدائي ضمن خلايا شكّلها الرئيس سالم ربيع علي وشاركت في الدفاع عن الثورة ضد الملكيين
نشر في الجمهورية يوم 27 - 09 - 2012

ونحن نعيش أفراح أعياد الثورة اليمنية الخالدة العيد الذهبي ال(50)لثورة ال 26من سبتمبر والذكرى ال(49) لثورة 14 من أكتوبر والعيد الوطني ال (45) ليوم الاستقلال الوطني المجيد ال 30 من نوفمبر 1967م..حيث وإن هذه الأعياد الوطنية يستقبلها شعبنا اليمني هذا العام وهو يعيش زخم الثورات الشعبية المتجددة والولوج صوب بناء اليمن الجديد الذي ظل يحلم فيه شعبنا اليمني العظيم منذ قيام ثورتي 26سبتمبر 62م و14أكتوبر 63م وضحى من أجلها بخير الرجال والمناضلين الشرفاء من أبناء هذا الوطن شماله وجنوبه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وها هي اليوم عزيمة المخلصين ومناضلي هذا الوطن تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة اليمنية المجيدة لبناء الغد المنشود وتحقيق الإنجازات والمكاسب الوطنية التي يستفاد منها وبدون استثناء هذا الشعب العظيم والصبور الذي ظل يتجرع عاماً بعد عام الجوع والفقر والحرمان من الخدمات الضرورية.
(الجمهورية) التقت بعدد من مناضلي الثورة اليمنية من أبناء محافظة أبين والذين كان لهم دور كبير وفاعل مع إخوانهم من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في الإسهام والمشاركة النضالية الوطنية وتحقيق هذه الثورة المباركة.
في البداية يحدثنا المناضل حيدرة ناصر صالح المرقشي أحد المناضلين الشرفاء الذين انخرطوا في مسيرة النضال الوطني في الشمال والجنوب حيث قال بهذه المناسبة: ونحن نعيش مرور(50) عاماً على قيام ثورة ال26من سبتمبر المجيدة يحق لنا أن نفخر بأن هذه الثورة العظيمة والخالدة جاءت في ظروف صعبة لأن الكل يدرك الوضع السائد حينها محلياً وإقليمياً ودولياً حيث كان الشطر الشمالي من الوطن يرزح تحت حكم الإمامة الكهنوتية المستبدة التي فرضت على شعبنا الجهل والتخلف والحرمان وأشكال العبودية والشطر الجنوبي حينها يعيش تحت وصاية الحكم الاستعماري البريطاني وأعوانهم في المشيخات والسلطنات ولهذا استطاع الشعب اليمني التخلص من العبودية والاستعمار من خلال قيام هذه الثورات العظيمة التي أعادت للإنسان اليمني كرامته وحريته والتفكير في بناء اليمن المنشود ومستقبل أفضل.. وحقيقة نحن كمناضلي الثورة اليمنية نشعر بأن أهداف الثورة التي ناضلنا من أجلها لم تتحقق حتى اليوم الكثير من أهدافها وخاصة ما هو متعلق بحياة الإنسان اليمني من الخدمات والرعاية والعيش الكريم والمواطنة المتساوية وبناء جيش وطني موحد وجيل متسلح بالعلم والمعرفة ووطن يتسع للجميع وقبل كل شيء دولة نظام وقانون والكل تحت مظلته ويحاسب كل من يخل بذلك ويقال للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت دون أي محاباة أو مجاملة، لقد مر من حياة الثورة اليمنية عمر طويل ونحن لم نحقق لهذا الشعب ما يصبو إليه وعندما نقارن ثورتنا بثورات بعض الشعوب نجد بأنها ثورات تحققت بسنوات قريبة ولكنها حققت طموحات شعوبها وتواصل مسيرتها.. ولهذا فإننا نأمل أن تصب كل الجهود المخلصة في هذا الوطن للسير نحو الآفاق المنشودة وأن نضع نصب أعيننا مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار وأن تعالج كل القضايا الشائكة ومنها القضية الجنوبية التي أصبحت اليوم من أهم القضايا المتداولة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وبدون حلها فإن اليمن الذي أعاد لحمته في ال22 من مايو 90م سوف يسير إلى المجهول وهذا لا يرضي أحداً منا نحن المناضلين الذين نعيش على قيد الحياة وكذا أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ونسأل الله أن يهدي الجميع إلى طريق الخير والصواب .
المشاركة بالمقاومة
وعن دوره النضالي يقول: التحقت بالعمل الوطني مع عدد من المناضلين من أبناء المنطقة من خلال مشاركتنا في البداية في المقاومة الشعبية التي شهدتها المنطقة حيث قمنا مع مجموعة بقيادة المناضل محمد علي بلعيدي بالاشتباك مع دورية عسكرية بريطانية كانت متوجهة عبر الطريق الساحلي بأبين الذي يرتبط بحضرموت وقمنا بالاشتباك مع هذه الدورية العسكرية واستطعنا قتل اثنين من أفراد هذه الدورية العسكرية البريطانية وقد أصيب حينها المناضل الفقيد صالح سعيد بلعيدي وبعد نجاح هذه العملية التي تمت عام 1954م تمكنا من الهروب من موقع العملية من خلال المرور بسلسلة جبلية ترتبط من منطقة المراقشة بأبين إلى جبال محافظة البيضاء في الاتجاه الشمالي. وقد علمنا بعد وصولنا البيضاء أن هناك تعزيزات عسكرية للاحتلال البريطاني وصلت إلى المنطقة بأبين بهدف القبض علينا وفي البيضاء استقبلنا عند وصولنا إليها المناضل صالح بن ناجي الرويشان كما أننا وجدنا هناك عدداً من المناضلين من أبناء المحافظات الجنوبية والذين هربوا قبلنا من أبين وهم رموز من القيادات النضالية منهم علي مسعود الربيدي وعمر سالم الدماني ومحمد ناصر الجعدي وعلي صلعان الكشميمي ومحمد المجعلي وعلي الصالحي.
الطيران البريطاني يضرب قرانا
ويواصل المناضل حيدرة صالح المرقشي: أثناء وجودنا في محافظة البيضاء تم ضمنا إلى القوات المسلحة في البيضاء حيث تحصلنا على راتب شهري خمسة ريالات (فرانصة) وتم توزيعنا للتدريب على استخدام بعض الأسلحة الخفيفة وبقاؤنا كمقاومة وكان يدربنا المناضل أحمد حسين الشرفي واستمر التدريب لمدة شهرين ومنها عدنا إلى مناطقنا متسللين عبر تلك الجبال وكان كل شخص منا مكلفاً بتحمل مسئولية خاصة في منطقته وكان عددنا حينها (30) فرداً توزعنا على قرى المراقشة والقرى المجاورة لها، وقد عرفت المخابرات العامة بالمنطقة مع قوات الاحتلال البريطاني بوجودنا في المنطقة فأبلغت قوات الاحتلال البريطاني التي بدورها أرسلت طائرات من نوع(باوفرني) ولها صوت مدوي وقامت بالقصف على مواقعنا وتمشيط المنطقة كلها وقد استشهد في هذا القصف عدد من الرفاق المناضلين وأصيب آخرون منهم الشهداء علي ناصر باقس وصالح أحمد الجوبري وصالح أحمد ومحمد محوري والشهيدة نور أحمد باقس كما تم في هذا القصف قتل العديد من الإبل والمواشي والأبقار ودمرت العديد من المساكن الخاصة بأبناء المنطقة وقد استمرت الطائرات البريطانية المغيرة على المنطقة والمناطق المجاورة من آل المحاورة وباقس والجعادنة في الوضيع.. كما قامت الطائرات أيضاً بإسقاط العديد من المنشورات في المنطقة التي تهدد الأهالي فيها بتسليم الذين قاموا بقتل الجنود البريطانيين وتسليمهم رهائن بدلاً عنهم حتى توقف الطائرات قصفها على المنطقة وكذا فك الحصار المفروض على المنطقة الذي استمر “15” يوماً ولكن الأهالي في القرى لم يستجيبوا لهذه الدعوات بل إن إخواننا في القرى البعيدة قاموا بإيصال المواد الغذائية إلى القرى المحاصرة من خلال طرق سرية مروا فيها.. ونتيجة لتواصل الحصار والحملات العسكرية على القرى قام بعض مشائخ وعقال المراقشة دون معرفة الثوار بتسليم رهائن للسلطنة الفضلية حتى يتم اقناع البريطانيين بإيقاف العمليات العسكرية حيث تم تسليم المناضل المرحوم/ محسن صالح بلعيدي والذي كان يشغل مهام وكيل محافظة أبين ثم سفيراً بعد قيام الوحدة اليمنية.. وبعد توقف قصف الطائرات البريطانية على مواقعنا وقرانا قررنا العودة مرة أخرى إلى محافظة البيضاء وفي طريقنا إلى البيضاء قمنا بضرب المواقع العسكرية في مكيراس وصيد السماء واستمررنا القيام بعمليات مباغتة وقطع الطرق مثل طريق الساحل والعرقوب وصيد يحيى بهدف قطع الامدادات العسكرية على مواقع الجيش البريطاني واستمرت هذه العمليات حتى قيام ثورة 26سبتمبر 1962م وإعلان قيام الجمهورية الوليدة في الشطر الشمالي من الوطن.
المشاركة في الدفاع عن ثورة 26سبتمبر
وأضاف المناضل حيدرة ناصر صالح أحمد البلعيدي حول مشاركته في نصرة ثورة 26سبتمبر قائلاً: عند قيام الثورة السبتمبرية ال26من سبتمبر المجيدة 1962م كان لنا الشرف في المشاركة مع إخواننا المناضلين من شمال الوطن وجنوبه في عدة معارك ضد فلول الملكية وكان من أهمها المعركة التي خضناها في مدينة بيحان وكان حينها قائدنا العسكري في الجبهة المناضل علي بن علي الرويشان وأذكر زاملاً قاله هذا القائد ونحن في الجبهة “ياعم صالح أمرنا بيدك رويشانية وأنا سلامي كلما هوك صرف الشوط”.
ويقصد بعمه صالح المناضل الداعم للثورة والثوار صالح بن ناجي الرويشان الذي كان حينها محافظاً للبيضاء وقد استشهد في هذه المعركة أحد رفاقنا من أبناء المنطقة بأبين في المعركة الشهيد ناصر صالح بلعيدي كما أصيب عدد من المناضلين وكانت معركة عنيفة استمرت قرابة 4ساعات استطاع فيها المقاتلون الجمهوريون تلقين فلول المرتزقة من الملكيين درساً قاسياً لن ينسوه طالما ظلوا على قيد الحياة. وظللنا مشاركين في حماية الثورة السبتمبرية الوليدة حتى تم تكليفنا مع آخرين من المناضلين بالعودة إلى جنوب الوطن للعمل الفدائي.
إسقاط طائرتين بريطانيتين
ويتابع المناضل حيدرة البلعيدي سرد ذكريات النضال وإسهاماته الوطنية في ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر وحول واحدية الثورة اليمنية قائلاً:
لقد تم تكليفنا بالعودة مرة أخرى إلى جنوب الوطن لمقاومة الاستعمار البريطاني حيث قام المناضل الشهيد سالم ربيع علي “سالمين” بتشكيلنا إلى خلايا تنظيمية للقيام بالعمل الفدائي وهذا كان قبل قيام ثورة 14أكتوبر 1963م بفترة وجيزة، كما تم تكليف المناضل الوطني المرحوم/ ناصر علوي السقاف قائداً عسكرياً للمنطقة الوسطى وكان معنا ضمن هذه الخلايا المناضل الفقيد محمد علي هيثم وكذا الرئيس السابق علي ناصر محمد والمناضل الفقيد محمد عبدالله المجعلي ومحمد فضل الصلاحي وعلي محمد الصالحي وأحمد صالح القنبلة وكان معنا أيضاً من أبناء ردفان في المنطقة الوسطى غالب علي الغزالي وآخرون لم يسعفن ذكرهم وقد كلفنا بعمليات عسكرية في مودية في عام 64م والذي شارك فيها عدد من ثوار الجبهة القومية وقد اعتقل فيها المناضل علي حسين أحمد ولم يصب أي فرد من الثوار وبعد المعركة عدنا إلى جبل فحمان وعند صباح اليوم أغارت علينا الطائرات البريطانية وتم حينها إسقاط واحدة من الطائرات المغيرة على موقعنا في جبل نجرات في مودية من قبل الثوار المتمركزين في الجبل أذكر منهم علي محمد امصلاحي وحيدرة عوض المطول المحوري ومعهم أكثر من خمسة أفراد كانوا في نفس الموقع حيث أنهم كانوا يشكلون الفرقة الأولى من الحراسة في ظهر الجبل وتأمين انسحاب الثوار وفي نفس الليلة تحركت الفرقة الثانية إلى المدرع بقيادة المناضل محمد عبدالله المجعلي وجاءت طائرة عسكرية بريطانية أخرى تهاجم موقعهم وثم إسقاطها من قبلهم في منطقة الملاح بالمنطقة الوسطى وقد تم نقلنا من هذا الموقع إلى منطقة ديمنه ونتيجة لمراقبتنا من قبل المخابرات البريطانية وعملائهم بالمنطقة جاءت طائرة بريطانية تغير علينا منذ الصباح الباكر ولكن الحمد لله لم يصب حينها أحد من الثوار وحفاظاً على أرواحنا غادرنا المنطقة مرة ثانية إلى البيضاء التي شكلت مع محافظة تعز الحضن الدافئ لكل مناضلي المحافظات الجنوبية الذين هبوا للدفاع عن الثورة السبتمبرية او 14 أكتوبر المجيدين.
تدربنا بمعسكر صالة بتعز
- واختتم المناضل حيدرة ناصر صالح البلعيدي ذكرياته النضالية بالتأكيد حول واحدية الثورة اليمنية حيث إن الثورة السبتمبرية هب للدفاع عنها عدد كبير من شباب المحافظات الجنوبية واستشهد وجرح فيها العديد منهم وظل بعضهم يدافاع عنها حتى تحقيق النصر بعد حصار السبعين يوماً الذي فرضه الملكيون على صنعاء وعاد البعض منهم للجنوب لمواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني المحتل.
كما أننا نحن أبناء المنطقة الوسطى الذين انسحبنا من جراء قصف الطيران البريطاني وصلنا إلى البيضاء خلال المرة الأخيرة وتم إرسالنا إلى معسكر صالة في مدينة تعز الحالمة حاضنة الثوار والمناضلين وكان معنا القائد العسكري للمنطقة الوسطى بأبين المناضل الفقيد ناصر علوي السقاف ونائبه الشهيد محمد فضل الصلاحي وتم تدريبنا في معسكر صالة بتعز على مختلف الأسلحة العسكرية واستمر التدريب حوالي ستة أشهر وبعد انتهاء فترة التدريب عدنا إلى المنطقة الوسطى بأبين أواخر عام 64م وكان في استقبالنا القائد العسكري بالمنطقة السيد ناصر علوي السقاف أحد قيادة العمل الفدائي بالجبهة القومية الذي عاد حينها من مصر العربية وكذا نائبه الشهيد أحمد بن أحمد الفقيرية الذي استشهد في عدن وقد تم تكليفنا حينها بالعديد من العلميات العسكرية في كل مناطق ومدن زنجبار وجعار والوضيع واحور وبعض المواقع العسكرية والطرقات التي يتمركز فيها جنود الاستعمار البريطاني وقد استمررنا بهذا العمل الفدائي حتى تحقق الاستقلال الوطني المجيد في ال 30 من نوفمبر 1967م كما أنه من خلال الحديث عن معسكر صالة بتعز حيث استقبل هذا المعسكر لتدريب العديد من مناضلي الثورة اليمنية في الشمال والجنوب وبالأخص مناضلي الجبهة القومية وجبهة التحرير ومن الفصائل والطلائع الأخرى الثورية بالجنوب.
تأثرت بخطابات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
- أما المناضل الشيخ حسين عوض اليزيدي وهو من أبناء مديرية يافع جبل اليزيدي والذي فضل الاغتراب بعد انتهاء مهمته الوطنية في الدفاع عن الثورة اليمنية السبتمبرية وقد تحدث عن ذكرياته النضالية لنا خلال زيارته للوطن سابقاً حيث قال: كم أنا سعيد بعد غربة طويلة عن الوطن أن أعود لزيارة الأهل بعد هذا العمر الطويل وحول سفر الذكريات وانطلاق البداية لدوري النضالي المتواضع مع بقية المناضلين من الشمال أو الجنوب حيث وأنه في عام 1960م انتقلت من قريتي في جبل اليزيدي بيافع إلى عدن للبحث عن عمل وتوفير لقمة العيش لأسرتي فوجدت عملاً في أحد المطاعم بمدينة المعلا في الدكة “مطعم سالم عبد الواحد” مطعم الاقبال حالياً ورغم صغر سني كنت متأثراً بالأجواء الوطنية والثورية التي كانت محيطة بنا في تلك الفترة حيث كان الناس يعيشون تحت نير الاحتلال البريطاني في هذه الفترة وكان الجميع يعيش أفراح انتصار الثورة المصرية بقياد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر كنا نتابع إذاعة صوت العرب وأخبار اليمن وخطابات جمال عبد الناصر وكان المواطنون يتجمعون في المقاهي والميادين العامة الكل ينصت لإذاعة صوت العرب وصنعاء حتى يوم الخميس الأغر صبيحة ال26 من سبتمبر 1962م حيث أعلنت إذاعة صنعاء بيان الثورة السبتمبرية وتبعتها وسائل الإعلام في مختلف دول العالم مؤكدة قيام الثورة وإعلان قيام الجمهورية الوليدة وكان ذلك اليوم تاريخياً فنحن منتظرون هذا اليوم الموعود بفارغ الصبر وخرجنا إلى الشوارع بعفوية غير مبالين بقوات الاحتلال البريطاني هاتفين( تحيا الثورة- تحيا الثورة) ورافعين صور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر “طيب الله ثراه” كما كان لنداء الرئيس الراحل عبد الله السلال بدعوة كل الأحرار والمناضلين لنجدة الثورة والدفاع عنها من تآمرات الملكيين أثر كبير في نفسي وغيري من الشباب فقررت بصفة شخصية دون إيعاز من أحد الذهاب إلى صنعاء والمشاركة في الدفاع عن الثورة حينها حملت حقيبتي واتجهت إلى صنعاء تلبية لنداء الواجب الوطني الذي على عاتق كل وطني شريف يهمه تحقيق هذه الثورة الخالدة وإنهاء الحكم الإمامي المستبد المتربص بهذا الشطر من هذا الوطن وتحقيق حلم وطموحات الأمة في القضاء على هذا النظام وقيام الجمهورية.
- قررت بصفة شخصية الذهاب للدفاع عن الثورة
ويواصل المناضل الشيخ حسين عوض اليزيدي حديثه عن ذكريات النضال الوطني:
غادرت من عدن باتجاه لحج ومنها انطلقت بسيارة “لوري” إلى منطقة الراهدة ومنها تعز وجلست فيها أياماً قليلة بعد أن عرفني أحد الأشخاص بمكان سكن السلطان الثائر محمد بن عيدروس العفيفي سلطان يافع بني قاصد والذي هرب إلى شمال الوطن عام 1961م بعد أن تمرد على الاستعمار البريطاني حيث قصفت الطائرات البريطانية منزله في منطقة القارة ، مديرية رصد بمحافظة أبين بسبب مواقفه الوطنية ومعارضته للسياسة البريطانية ومقاومته قيام محميات أتحاد الجنوب العربي، والسلطان محمد بن عيدروس العفيفي شخصية وطنية مناضلة ومحبوبة عند أبناء الجنوب حيث أعلن موقفه الصريح وقاوم سياسة الاحتلال بكل شجاعة رافضاً كل الإغراءات وضحى بكل ما يملك من أجل أن يتحرر وطنه من المستعمر البريطاني وهذه كلمة حق وأنصاف تقال بحق هذه الهامة الوطنية والشخصية الاجتماعية والسياسية “رحمة الله عليه”.
وعند توجهي إلى مكان سكنه كانت الفرحة تهزني لأني وجدت من يساعدني للذهاب إلى صنعاء بكل تأكيد حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله وهو المشاركة في الدفاع عن الثورة والجمهورية الوليدة وفعلاً قابلني السلطان محمد بن عيدروس بحفاوة وترحاب وسألني عن مطلبي الذي جئت من أجله فقلت له: والله أنا جئت من أجل الذهاب إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن الثورة والجمهورية حيث قال لي: لكن أنت صغير قلت له أنا قادر على المشاركة فقال: بارك الله فيك وبأمثالك مبدياً إعجابه باندفاعي وشعوري الوطني وطلب مني الانتظار فما كان منه إلا أن كتب لي رسالة إلى وكيله في صنعاء محمد علي منصر اليهري وإلى المناضل علي سعيد بن رباح من أبناء يافع أيضاً وتحركت من تعز إلى الحديدة ومنها إلى نقيل مناخة وصولاً إلى صنعاء والتقيت بالشعبي وسلمته الرسالة وبدوره أمن لي السكن مع عبدالله الحروي في معسكر القوات الجوية في منطقة العرضي إلى جانب بعض الجنود من قوات المظلات ثم أخذنا سعيد بن رباح مع مجموعة من أبناء يافع والضالع وكان على رأسهم الشيخ علي صالح المرفدي وكثير من الأفراد من مختلف مناطق اليمن وكان الكل متأهباً للدفاع عن الثورة والجمهورية.
الانطلاق إلى جبهة القتال
ويواصل الشيخ حسين اليزيدي ذكرياته بعد هذا العمر الطويل قائلاً:
بعد ثلاثة أيام من وصولنا جاء المناضل سعيد بن رباح إلى مجموعتنا وكان عددها قرابة “100” فرد وقال استعدوا اليوم سوف ننقلكم إلى مجموعات المقاتلين في الجبهة وأخذنا لمقابلة الشيخ المناضل أحمد المجعلي الذي بدوره أخذنا إلى العرضي للتسليح بعد أن رحب بنا ووجهنا لاستلام السلاح وعند خزانة السلاح أرادوا أن يعطونا بنادق شيكية الصنع فرفضنا وقلنا نريد بنادق جرمل فتدخل ضابط مصري وقال اصرفوا لهم بنادق جرمل وتم صرف بندقية لكل واحد منا وكان عددنا عشرة أفراد أذكر منهم المناضلين محمد حسين القعيطي وحسن بن حسن القعيطي وغالب محمد المرسي وأخاه علي غالب والسيد حسين محمد الهاشمي ومنصور وعلي محمد الحدي وقد ضمنا الشيخ المجعلي إلى 70 شخصاً من أبناء المراقشة من آل فضل بأبين وأهل دثينة أتذكر منهم المناضل عبدربه محمد سواد وهو رجل شجاع ومتزن وكان من خلال أحاديثنا تجد الروح والعزيمة والإخلاص والكل مندفع لكي ينال الشهادة في سبيل انتصار الثورة متناسين كل شيء لأن الثورة كانت حلمنا الكبير كشباب مخلص وقد انطلقنا بإحدى السيارات صوب جبهة القتال لمواجهة قوات الملكيين باتجاه منطقة اسمها “الضبعان” التي كانت توجد فيها قيادات العمليات العسكرية بعد وصولنا قامت القيادة العسكرية بتوجيهنا إلى منطقة “تنعم” التي كانت إحدى جبهات المواجهة مع قوات الملكية فتم تمركزنا في موقع فوق قمة جبل تنعم كل المجموعة البالغ عددها “80” فرداً بقيادة المناضل أحمد المجعلي وكانت أيضاً إلى جوارنا مجموعة من الجنود المصريين مكونة من «400» فرد بقيادة القائد المصري أحمد طلعت فاستمرت المواجهات أياماً فلم تتمكن قوات الملكيين من تجاوز خطوط دفاعاتنا وانزلنا بقوات الملكيين خسائر كبيرة في جنودهم وأسلحتهم وعتادهم واستمرت هذه المواجهات في جبهات القتال أياماً طويلة وأشهراً امتدت إلى نحو عام كامل من نهاية نوفمبر 62م وحتى ديسمبر 63م.
الرئيس السلال يكرمنا بميدان التحرير
وحول أبرز المواقف في ذاكرة المناضل الشيخ حسين عوض اليزيدي يقول:
أتذكر أن هناك هجمات كبيرة ركزت على مواقعنا أدت إلى استشهاد أفراد وإصابة آخرين ففي إحدى الهجمات التي شنتها قوات الملكيين كانت هجمة شرسة أمطرت مواقعنا بمختلف الأسلحة المدفعية والرشاشة واستمرت لساعات صوب المجموعات المتمركزة على قمة الجبل تنعم وأثناء المعركة كنت مع مجموعة من المناضلين لنقل جثامين الشهداء والمصابين من مواقع القتال إلى صنعاء من مجاميعنا المقاتلين وكذا من الجنود المصريين شهيد وإثنان مصابان أما المصابون على ما أتذكر من مجاميعنا هم صالح بحلس الذي أصيب في رجله ويده ومحمد حسين القعيطي هو الأخير أصيب في ساقه من خلال الشظايا المتطايرة من القصف المدفعي لقوات الملكيين وقد اسعفناهم إلى صنعاء وعدنا إلى مواقعنا واستمررنا في جبهة القتال لمدة عام كام وبعد أن اندحرت قوات الملكيين وولوا فارين تاركين خلفهم الهزيمة والعتاد في مواقعهم وبعد فترة عدنا إلى صنعاء وقد تصادف مع عودتنا الاحتفال بعيد الثورة والذي أقيم في ميدان التحرير عام 63م وشارك فيه الرئيس الراحل عبدالله السلال وبعدها بفترة تم تكريمنا من قبل الرئيس السلال وتم صرف لنا مصاريف مادية لكل فرد منا “25” ريالاً فرنسياً وتم منحنا إجازة وقد عدت أنا إلى قريتي بيافع وبعد فترة من عودتي وصلتني رسالة من قائد جبهة ردفان المناضل أحمد المجعلي بواسطة المناضلين محمد محسن شيخان اليزيدي ومحمد حسن خفر وطلب مني المجيء إلى ردفان بعد أن تفجرت ثورة 14 أكتوبر 63م وقد اعتذرت عن الذهاب إليهم لظروف أسرية ولكني أكدت لهم أنني سوف أساند الثورة بكل ما أمكن في المنطقة وبعد أن تحقق الاستقلال الوطني المجيد في ال 30 نوفمبر 67م حملت حقيبتي ولكن هذه المرة صوب الاغتراب في المملكة العربية السعودية لتوفير لقمة العيش لي ولأسرتي ومن حينها لم أعد إلى الوطن إلى بعد أربعين عاماً من الغربة وإن شاء الله تكلل هذه الزيارة بالتوفيق وأعود مرة أخرى وقد تحقق للوطن والشعب ومناضليه كل ما نصبو إليه من خير ورفعة وازدهار.
التحقت بالعمل النضالي في وقت مبكر
المناضل العقيد في الأمن العام بأبين حسن بن حسن سعيد الملقب “حسن الصغير” أحد مناضلي الثورة اليمنية من أبناء مدينة جعار بمحافظة أبين والذي كان له دور مشرف في الدفاع عن الثورة السبتمبرية وكذا النضال الوطني في جنوب الوطن حيث قال:
لقد التحقت بالعمل النضالي الوطني في سن مبكر في عام 1966م حيث كنت أعمل مزارعاً لدى الشهيد المناضل الرئيس سالم ربيع علي “سالمين” وشريكه المزارع المرحوم علي محسن الفقير “رحمة الله عليهما” وهذا الأخير ابن عم سالمين وعندما غادر الشهيد سالمين إلى تعز انتقلت من مدينة زنجبار إلى جعار وسكنت في منزل المرحوم علي محسن الفقير كواحد من أفراد أسرته الكريمة وفي منتصف عام 66م التحقت بالعمل في إدارة كهرباء جعار كمراسل وكان حينها قد ارتبط بعلاقة مع بعض العاملين وبعض الشباب المتعلمين وكانوا يكبروننا سناً منهم المناضل الكبير فيصل يحيى النعمي والمرحوم الأستاذ محسن علي محسن الفقير ومجموعة من الشباب الآخرين الذين كانوا يشكلون الخلايا الطلابية السرية لمقاومة الاستعمار البريطاني الغاشم وكان حديثهم عن الثورة يثير في نفسي الحماس أسوة بالآخرين وكان المناضل فيصل النعمي يلتقي بنا ويعطينا بعض الإرشادات ويوضح لنا ما يجري على الساحة الوطنية حينها، وكانت هذه اللقاءات مفيدة جداً إذ ساعدت كثيراً في تنمية وعينا وإعدادنا سياسياً وثقافياً وحقيقة هؤلاء الشباب كانوا شعلة مضيئة من الحماس الوطني جعلتنا نشعر بأهمية العمل الوطني ضد الاستعمار البريطاني الغاصب والحكم الإمامي الكهنوتي المتسلط في الشطر الآخر من الوطن اليمني.
صنعت قنبلة وفجرتها من سينما جعار
ويواصل المناضل حسن بن حسن حديث ذكرياته النضالية قائلاً:
في مطلع عام 1967م كان هناك احتفال في مدينة جعار بمناسبة عيد اتحاد الجنوب العربي ففكرت بإفشال هذا الاحتفال المشئوم بالنسبة لنا كمناضلين حيث قمت بصنع قنبلة يدوية وفجرتها بالقرب من سينما جعار وكنت قبل أن أفجر القنبلة قد تأكدت من عدم وجود مواطنين في الموقع حتى لا يتأثروا من انفجارها فوجدت عدداً من الشباب اعرفهم منهم المرحوم أحمد علي صويلح وعبده سيف وشخص آخر اسمه مرزوق فأشعرتهم بمغادرة المكان إلا أنهم لم يأخذوا كلامي مأخذ الجد ولم يصدقوا حديثي لهم بذلك وبعد انفجار القنبلة هرب الجميع تاركين أحذيتهم وعمائمهم خلفهم هلعاً وخوفاً.
بعد ذلك توجهت إلى سوق جعار وشاهدت أفراداً من الشرطة يجوبون الشوارع بحثاً عن الشخص الذي القى القنبلة.. بعد سماع ذلك توجهت إلى منزل خالي عمر سالم وبعد بضعة أيام قام عمال الكهرباء بجعار بالإضراب عن العمل احتجاجاً على الممارسات العدوانية لإسرائيل على الشعوب العربية ومنها الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص وفي اليوم الثاني من الإضراب عاد العمال لممارسة عملهم بينما عدت أنا للعمل ثالث يوم فوجدت مشرف العمال بالكهرباء الحاج علي جميل يناديني ويقول بأنه سمع كلاماً بأني رميت القنبلة على السينما ونصحني أن عملاء الاستعمار قد أخذوا الحديث على محمل الجد فذهبت إلى منزل خالي عمر وطلبت منه مبلغ “ 3000” شلن وسألني إلى أين أنت ذاهب فقلت له أريد المبلغ من أجل السفر إلى مهمة خاصة ولم أخبره بأنني سوف أذهب إلى شمال الوطن.
معسكر التدريب في العرضي تعز
وحول مشاركته النضالية في الدفاع عن الثورة والجمهورية تحدث المناضل حسن قائلاً:
غادرت مدينة جعار باتجاه محافظة لحج وهناك وجدت حملة تسجيل متطوعين إلى فلسطين فسجلت معهم وتحركت هذه المجموعة المتطوعة وعددهم “ 600” فرد إلى تعز حيث نقلنا إلى ميدان التدريب في معسكر العرضي ومكثنا هناك بضعة أيام بعدها قالوا لنا لقد توقفت الحرب بين إسرائيل والعرب والرئيس جمال عبدالناصر قدم استقالته فخرجت الآلاف من الجماهير الغاضبة في تعز إلى الشوارع في مسيرات حاشدة معبرة عن رفضها لاستقالة الرئيس جمال عبدالناصر وفعلاً كان للشارع العربي أثر كبير في تراجع الرئيس ناصر عن الاستقالة وبعد فترة من وجودي في معسكر العرضي جاء من يقول لنا من يريد أن يعود إلى عدن فسوف نوفر له مواصلات ومن يريد أن يسجل في الجيش فعليه أن يحضر ضميناً وقد توقف المناضل حسن عن الحديث وابتسم وتابع حديثه متذكراً موقفاً على ذكر حكاية من يريد التسجيل في الجيش يحضر ضميناً حيث كان يردد المدرب حقنا ويقول رددوا بعدي أثناء المرش العسكري “شمال يمين” ويكرر هذه المقولة ونحن بعده نقول مافيش ضمين وطبعاً وافق البعض على إحضار ضمين، فيما أنا حالفني الحظ فوجدت المناضل حسين عبدالله حويصله الذي كان عضواً قيادياً في جبهة التحرير فكان الضامن لي بل إنني سكنت منزله بتعز حاضنة الثورة والثوار من أبناء الوطن فقد حاول اقناعي بالعودة لمواصلة الدراسة بحكم صغر سني فأصررت على البقاء وأخبرته عن الرئيس سالمين ورد عليّ أن سالمين ذهب إلى جبهة ردفان وهناك صعوبة في الوصول إليه فذهبت إلى اللجنة التي تقوم بتسجيل الأفراد للتأكد من استكمال إجراءات التسجيل فقالوا لي أنني صغير ونحن محتاجون ناساً كباراً لأننا في مرحلة خطرة للدفاع عن الثورة السبتمبرية تتطلب القادرين على المواجهة وتحمل مشقة العمل العسكري مهما كانت صعوبته وحاولنا إقناع المناضل حسين حويصله واصررت على أن يبذل جهده معي في إقناع اللجنة بقبولي وفعلاً نجح في مسعاه واستلمنا إجراءات الفحص الطبي وذهبنا بعد ذلك إلى شخص اسمه الشرجبي وهو صاحب مطابع في منطقة الجحملية في تعز والذي ضمن عليّ ومن ذلك اليوم صرت جندياً في الجيش.
دربنا ضباط يمنيون ومصريون
ويتابع المناضل حسن الصغير سرد ذكرياته النضالية قائلاً: مكثنا في معسكر العرضي بتعز نتدرب وكان يدربنا ضباط يمنيون ومصريون وبعد اكتمال التدريب تم ارسالنا إلى صنعاء وهناك استقبال كبير تم لنا من قبل القيادة العسكرية ورتبوا لنا على الفور أماكن للسكن فيها وكنا لا نملك شيئاً غير البدلة العسكرية وبطانية واحدة هي الفراش والغطاء في آن واحد.
أما بالنسبة للغذاء فكان كدم وشاهي فالوضع المعيشي كان صعباً جداً في صنعاء أكثر مما هو عليه في معسكر التدريب بتعز.
أجبرتنا الظروف السيئة أن نعبر عن احتياجنا بالخروج في مسيرة إلى مجلس الوزراء مطالبين بتحسين وضعنا المعيشي وتوفير احتياجاتنا الضرورية من غذاء مناسب وملابس عسكرية وبطانيات كافية وعند وصولنا إلى مبنى مجلس الوزراء قامت الحراسة الخاصة بمجلس الوزراء بمحاولة تفريقنا ولم تستطع وظهر علينا حينها رئيس الوزراء المناضل عبدالله جزيلان وقال لنا شكلوا لجنة من قبلكم وبعدها تم توفير طلباتنا.
ويستطرد في الحديث أن الثورة الجمهورية كانت حلم كل مناضل وكل يمني شريف وبالمناسبة كان يزورنا في المعسكر بين لحظة وأخرى لرفع معنوياتنا المناضل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب الذي كان أحد القادة الضباط في مدرسة الصاعقة الذي كانت جوار معسكرنا وكان يأتي معه وكان يأتي معه شخص آخر اسمه فيروز من أبناء منطقة الكود بأبين بعدها انتقلنا إلى معسكر المطار بالجراف ونظمت لنا دورة تدريبية استمرت ثلاثة أشهر وقد تم توزيعنا على الوحدات العسكرية وجاء توزيعي في فرقة الصاعقة وقد تزامن توزيعنا مع بدء انسحاب القوات المصرية من صنعاء والذي أدى إلى سيطرة الملكية على تلك المواقع لأن هناك مشكلة أساسية حدثت أثناء الانسحاب حيث لم يكن انسحاب القوات المصرية منسقاً مع الجيش اليمني مما أدى إلى تفاقم الوضع واشتداد حصار الملكيين على صنعاء وكان باعتقادي أن الأسباب الرئيسية لفرض الحصار على صنعاء لأن الملكية كانوا يراهنون على سقوط النظام الجمهوري واستيلائهم على العاصمة صنعاء ولأن قوات الجيش اليمني كانت في بدأ تأسيسها وبوحدات قليلة ورمزية في الصاعقة والمظلات والمدفعية وعدد من الألوية العسكرية وعندما رأت القيادة العسكرية بأن الزحف بدأ من قبل الملكية على المواقع التي تنسحب منها القوات المصرية عززت وحدات المدفعية والمدرعات ومعها تم نقلي إلى سلاح المدفعية في الكتيبة الأولى، وعملت على مدفع “66668” ملم في جبل نقم وكان قائد السلاح النقيب محمد المقبلي.. وأتذكر من زملائي حسن علي سليمان ومحمد الرصيني من أبناء مدينة جعار بأبين وأحمد صالح البيضاني وأحمد السنحاني والملازم حسن محمد أنعم والملازم درهم عبدالرحمن ودرهم نعمان وكنا قوة عسكرية قليلة العدد فالطقم العسكري مكون من “57” أفراد وفي بعض الأحيان ثلاثة أفراد وفي الأيام الأولى لبدء الحصار على صنعاء مررنا بظروف صعبة جداً وكانت مواقعنا تتعرض للقصف المدفعي والنيران الكثيفة من قبل قوات الملكية في اتجاه السواد حزيز وكنا في كل أيام الحصار ننتظر الموت في أية لحظة ولكن تلاحمنا كان أكثر صموداً وأقوى من كل الهجمات والمباغتات وإيماناً بأهداف الثورة والجمهورية كان أعمق من كل شيء.
سقوط طائرة الشهيد الديملي
وحول المواقف الصعبة والمؤلمة التي عايشناها خلال فترة حصار السبعين يوماً تحدث عنها المناضل حسن بن حسن الصغير بمرارة قائلاً:
نحن في موقعنا العسكري منطقة الحناء شاهدنا طائرة الشهيد الطيار الديلمي وهي تحترق في الجو والشهيد الديلمي يقفز من الطائرة وقد شاهدناه من خلال المناظير فوق الموقع الذي تسيطر عليه قوات الملكية وكان المشهد صعباً جداً فحاولنا أن نحشد قوة لإنقاذه فواجهنا صعوبات كثيرة جداً فتحركت قوات مدرعة في صنعاء بقيادة المناضل حسن العمري القائد العام للقوات المسلحة فوصلت هذه القوة المدرعة إلى قمة “تبة المشاة” وقد أطلق عليها فيما بعد اسم تبة العمري ثم قمنا بتشكيل مجاميع من نفس كتيبة المدفعية على شكل قوات مشاة وتحركنا للتمركز في تبة المشاة قبل ان يحتلها الملكيون ولو تأخرنا عن ذلك سنكون محاصرين تماماً، حيث قاد المناضل المرحوم اللواء عباس العماد قائد الكتيبة حينها هذه المجموعة وكنت بجانبه ننتقل من موقع إلى آخر وبشكل انتشار عسكري وكان ضرب النار مكثفاً علينا بالمدفعية والرشاشات المتوسطة عيار “50” وملم وقد أصابت طلقة نارية من عيار “50” بندقيتي وقسمتها وسقطت على الأرض وقفز لنجدتي النقيب حينها المرحوم عباس العماد وعندما اطمأن على سلامتي سلمني بندقيته نوع كلاشنكوف روسي واستمررنا بالزحف حتى أكملنا السيطرة على موقع تبة المشاة وقد سميت تبة العمري فيما بعد عندما تعرضت أحد المدرعات التي كان العمري قائد الجيش محاصراً فيها من قبل قوات الملكيين في إحدى المعارك بالموقع.. وأعود إلى القول إن النقيب المناضل البطل عباس العماد “رحمة الله عليه” سلمني بندقيته الشخصية وقال يكفيني المسدس معي وأنت بجانبي وكنت فخوراً جداً بأنني أواصل دفاعي عن الجمهورية، لكن مع غروب الشمس عاد علينا القصف الشديد لأن قمة الجبل “تبة المشاة” مكشوفة واستمروا بضربنا بالمدافع الهون ولم نستطع الصمود فيه، فعملنا خطة تمويه للعدو بأننا لازلنا متواجدين في الموقع وانسحبنا في تمام الساعة العاشرة مساءً إلى موقع قيادة الكتيبة بعد أن انسحبت القوة التي حاولت انقاذ الطيار الشهيد الديلمي، وهناك أمنا موقعنا كما أن هناك موقفاً آخر حصل لي عندما كنا في مواجهة مع قوات الملكيين وكان القصف علينا مكثفاً من جميع الاتجاهات حينها كنت أنا رقيب كتيبة وكنا نشن ضربات بالمدفع عيار “85” ملم وكان قائد الطقم الشهيد جازم عبدالرؤوف حينها حطت قذيفة مدفعية بالقرب منا وخفضنا رؤوسنا ولم أرفع رأسي إلا ورأيت رأس زميلي الشهيد جازم قد قصمته شظية ومسحت على رأسه بيدي ورأيت المخ الأبيض قبل أن ينزف وتسيل الدماء وهذه لحظة صعبة لا يمكن أن أنساها.
كما تذكر المناضل الشهيد حسين بن حسن ذكرياته ويقول إنه أثناء فترة الحصار للعاصمة صنعاء أصدرت القيادة قراراً بتعيين قائد سلاح الصاعقة عبدالرقيب عبدالوهاب رئيسياً لهيئة الأركان العامة حينها بدأت القيادة بحشد كافة القوات وتنظيمها وكذا جمع المقاومة الشعبية المتواجدة في صنعاء وتدريبهم وتسليحهم بعد أن تم تحديث مطار الجراف كمطار ترابي وكانت طائرة روسية الصنع تنقل رجال المقاومة من الحديدة وتعز وتهبط بهم في مطار الجراف كمطار ترابي وسط قصف مكثف ومستمر من قبل قوات الملكية من جهات بني حشيش وجبل الطويل ووصل القصف إلى مصنع الغزل والنسيج وكان أفراد من القوات الشعبية ينزلون من الطائرة قبل ان تتوقف وبعض الأفراد لم يتمكنوا من النزول من الطائرة فكانوا يعودون مع الطائرة نتيجة شدة القصف وخلال فترة الحصار جاء إلينا الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب رئيس هيئة الأركان العامة إلى موقع الحصار وأجتمع مع قيادة المدفعية وقام باطلاع على أطقم المدفعية مع قائد الكتيبة العماد وقال اضبطوا ساعاتكم على توقيت ساعتي وحدد موعد القصف المدفعي على العدو ومواقعه وتم تحديد نفس الوقت للكتائب الأخرى.
وبدأ القصف التمهيدي الذي كان الهدف منه ارباك العدو وتحطيم معنوياته ومواقعه للانتقال إلى مرحلة الهجوم على مواقع الملكيين وفتح الحصار على المدينة وتم تنفيذ ذلك من قبلنا بعدها بدأت القوات المهاجمة في منطقة عصر على خط الحديدة - صنعاء الهجوم وتمكنت القوات من احتلال بعض المواقع التي كانت تسيطر عليها قوات الملكيين والدخول إلى خبوه في نفس الوقت بدأت تزحف من بني مطر والحيمتين قوات أخرى لمهاجمة العدو للدخول إلى صنعاء وقد تم فتح خط طريق صنعاء الحديدة وهنا بدأت قوات الملكيين بالتقهقر والهزيمة.
تباينات في القيادة
إن فترة الحصار هي الفترة التي سيطر فيها الملكيون على المنافذ المؤدية إلى صنعاء أما قتال الملكيين فقد استمر حوالي 416 يوماً تقريباً أتذكر عندما فك الحصار وحدث ما حدث من تباينات بين القيادات العسكرية طلب البعض من قائد كتيبة المدفعية المرحوم المناضل اللواء عباس علي العماد ان يوجه السلاح ويضرب صنعاء وإلا سيتم ضربنا وكان الأمر بالنسبة لنا مذهلاً ولا يمكن تصديقه أو التصور بأن الأمور ستصل إلى هذا الحد فكيف تضرب صنعاء ونحن قاتلنا الملكيين حتى فتحنا الحصار عنها وقدمنا قوافل من الشهداء من رفاقنا الضباط والجنود والمقاومة الشعبية الذين هبوا من كل حدب وصوب للدفاع عنها مقدمين أرواحهم رخيصة لانتصار الثورة وثبات الجمهورية الوليدة وكان قائد كتيبة المدفعية المناضل العماد شجاعاً رافضاً هذا الأمر رفضاً قاطعاً وقالها بقوة لن أضرب صنعاء وسوف ندافع عن أنفسنا في حال توجهت نحونا أية ضربة من أي جهة.
واختتم المناضل حسين بن حسن “حسن الصغير” حديثه: ندعو الله العلي القدير ان يسكن شهداءنا فسيح جناته وان يحفظ من تبقى من المناضلين من أي مكروه ويجنب شعبنا اليمني شر الحاقدين إنه سميع مجيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.