الشيخ حسين اليزيدي : لبينا نداء الثورة وتوجهنا إلى صنعاء للدفاع عنها المناضل محمد علي عريم: ثورة 26سبتمبر كان لها اثرها الكبير على ساحة النضال الوطني في المناطق الجنوبية الحديث عن الثورة اليمنية المجيدة.. ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر يعني الحديث عن التحرر والانعتاق من براثن وجبروت الحكم الإمامي البغيض والمتخلف ودحر الاحتلال البريطاني الغاشم من أرضنا اليمنية الطاهرة،وحتى تكتمل الصورة لهذا الحديث عن الثورة لا بد لنا من وقفة مع أبطالها والمساهمين في اشعال جذوة الثورة وشعلتها الوضاءة.. «الجمهورية» التقت عدداً من هؤلاء الأبطال والمناضلين الذين خاضوا جبهات النضال في كل موقع من مواقع التصدي والشرف والاستبسال.. وهنا خلاصة لهذه اللقاءات التي أجرتها الصحيفة معهم نورد هنا تفاصيلها. إنجازات ملموسة المناضل الشيخ حسين عوض اليزيدي، من مواليد مديرية يافع جبل يزيد في العام 1947م متزوج وله «7» أبناء أربعة أولاد وثلاث بنات حالياً مغترب في المملكة العربية السعودية. في البداية تحدث الشيخ حسين اليزيدي عن ذكرى الثورة اليمنية الأم 26 سبتمبر 1962م قائلاً ذكرى الثورة اليمنية الأم .. ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في ذكراها السادسة والأربعين تأتي هذا العام وقد تحققت العديد من أهدافها ومبادئها النبيلة وعلى رأسها وحدة اليمن وتأتي والحمد لله وقد قطعت دولة الوحدة المباركة وقيادتها السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اشواطاً كبيرة في مجال النهضة والتنمية والبناء في كل المجالات فالأوضاع التي كانت تعيشها اليمن بعد الثورة أوضاع متردية وصعبة لحياة الناس والإنسان الذي عايش هذه الظروف والأوضاع يعرف تماماً كيف كانت حياة الإنسان اليمني بالأمس وكيف هي اليوم في تطور كبير ونحن المغتربين نشاهد هذا التطور المتسارع لكل جوانب الخدمات والتنمية في المدن والريف على حد سواء .. نراها في مشاريع الطرقات ومياه الشرب والكهرباء بالمستشفيات والوحدات الصحية في الاتصالات وغيرها من المشاريع التي عمت كل نواحي وقرى ومدن كل محافظات الجمهورية والذي كان إنجازها في هذه المناطق شيئاً من الأحلام والمستحيلات ولكن الحمد لله بفضل همة وعزم وإرادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي قاد سياسة الدولة في كل المجالات باقتدار ليمكن الوصول اليوم إلى هذا المستوى المتقدم من الانجازات والمكاسب التي أصبحت اليوم في متناول كل أبناء الشعب اليمني. أثر انتصار الثورة المصرية وعن مشاركته في الدفاع عن الثورة قال: في عام 1960م انتقلت من قريتي في جبل يزيد في يافع إلى عدن للبحث عن العمل وتوفير لقمة العيش لأسرتي فوجدت عملاً في أحد مطاعم مدينة المعلا في الدكة مطعم سالم عبدالواحد «الاقبال حالياً» ورغم صغر سني كنت متأثراً بالأجواء الوطنية والثورية التي كانت محيطة بنا في تلك الفترة حيث كان الناس يعيشون تحت الاحتلال البريطاني لكن فترة الستينيات كان الناس يعيشون فترة انتصار الثورة المصرية بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وكان الاعلام لإذاعة صوت العرب وأخبار الثورة المصرية وأخبار اليمن وخطابات جمال عبدالناصر الشغل الشاغل للناس في عدن.. يحتلقون حول الاذاعات لسماع نشرة الاخبار حتى جاء يوم انتصار الثورة في يوم الخميس السادس والعشرين من سبتمبر واذيع بيان الثورة وانتصارها على حكم الإمامة البغيض هللنا جميعاً بهذا اليوم وهتفنا فرحين بانتصارها متجمهرين تحيا الثورة، تعيش الثورة وكان لنداء الرئيس عبدالله السلال بدعوة كل الأحرار والمناضلين لنجدة الثورة والدفاع عنها من تآمرات الملكيين أثر كبير في نفسي فقررت بصفة شخصية دون ايعاز من أحد للذهاب إلى صنعاء والمشاركة في الدفاع عن الثورة وفعلاً حزمت أمري وأمتعتي لتنفيذ هذا القرار في اليوم التالي. مع الثائر محمد بن عيدروس ويتابع: غادرت من عدن باتجاه لحج ومنها انطلقت سيارة لوري إلى الراهدة ومنها إلى تعز وجلست فيها أياماً قليلة بعد أن عرفني أحد الأشخاص بمكان سكن السلطان محمد بن عيدروس العفيفي سلطان يافع بني قاصد والذي هرب إلى شمال الوطن عام 1961م بعد أن قصفت الطائرات البريطانية منزله في منطقة القارة بمديرية رصد بمحافظة أبين نتيجة معارضته لسياسة الاحتلال ومقاومته قيام محميات اتحاد الجنوب العربي.. والسلطان محمد بن عيدروس شخصية وطنية مناضلة ومحبوبة من قبل جميع المواطنين قارع سياسة الاحتلال بكل شجاعة ولم يخف وضحى بكل مايملك من أجل أن يتحرر وطنه من المستعمرين وهذه كلمة حق لهذه الشخصية الوطنية. وقد توجهت إلى مكان سكنه وأنا فرحان لأنني وجدت من سوف يساعدني للذهاب إلى صنعاء بكل تأكيد حتى أحقق أملي بالمشاركة في واجب الدفاع عن الثورة وفعلاً قابلني السلطان محمد بن عيدروس بحفاوة ورحب بي وسألني عن علومي وأخباري ومطالبي التي جئت من أجلها،فقلت له والله أنا جئت من أجل الذهاب إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن الثورة فقال لي ولكن أنت صغير قلت له أنا قادر على المشاركة فقال بارك الله فيك وشعورك الوطني ولكن سوف تنتظر يوماً أو يومين وسوف نرسلك مع مجموعة من الرجال ولكني لم انتظر واصررت على المغادرة سريعاً فما كان منه إلا أن كتب لي رسالة إلى وكيله في صنعاء محمد علي منصر الشعيبي القومي اليهري وإلى علي سعيد بن رباح وتحركت من تعز إلى الجديدة ومنها عبر نقيل مناخة إلى صنعاء والتقيت بالشعيبي وسلمته الرسالة وبدوره أمن لي السكن مع عدد من الموجودين منهم عبدالله الحروي في معسكر القوات الجوية في منطقة العرضي إلى جانب بعض الجنود من قوات المظلات من مناطق الحجرية وذمار ثم أخذنا سعيد بن رباح مع مجموعة من أهل يافع من أبناء مرفد العر والضالع وكان على رأسهم الشيخ علي صالح المرفدي وكثير من الأفراد من عدد من مناطق اليمن وجدنا الكل متأهباً وجاء للدفاع عن الثورة وهذا ماجعلني أشعر أن الثورة في قلوب كل أبناء اليمن عزيزة على قلوبهم. الانطلاق إلى الجبهة وبعد ثلاثة أيام من وصولنا جاء سعيد بن رباح إلى مجموعتنا وكان عددها «100» فرد وقال استعدوا اليوم سوف ننقلكم إلى مجموعات المقاتلين في الجبهة وأخذنا لمقابلة الشيخ المناضل أحمد المجعلي الذي بدوره أخذنا إلى العرضي للتسليح بعد أن رحب بنا ووجهنا لنستلم السلاح. وعند خزافة السلاح أرادوا أن يعطونا بنادق شيكية فرفضنا وقلنا نريد بنادق عليمان فتدخل ضابط مصري وقال اصرفوا لهم بنادق جرمني وتم صرف لكل واحد منا بندقية لنا نحن العشرة أذكر منهم محمد حسين القعيطي وحسن بن حسن القعيطي وغالب محمد المحرمي وأخيه علي غالب والسيد حسين محمد الهاشمي ومنصور وعلي محمد الحدي والشيخ حسين عوض اليزيدي وقد تم ضمنا الشيخ المجعلي إلى «70» شخصاً من المراقشة إلى فضل وأهل ذثينة اذكر منهم المناضل عبدربه محمد سواد وهو رجل محنك وعاقل المهم تجد الناس من كل مكان جاهزين لنصرة الثورة جاءوا من كل حدب وصوب يحملون أرواحهم على أكفهم غير آبهين بما يمكن أن يلاحقوه من مخاطر.. الجميع جاهز للانطلاق إلى الجبهة. الحرب ضد الملكيين وانطلقنا بإحدى السيارات صوب جبهة القتال لمواجهة فلول قوات الملكيين باتجاه منطقة اسمها الضبعات التي كانت توجد فيها قيادة العمليات التي وصلنا إليها فقامت القيادة مباشرة بتوجيهنا إلى منطقة تنعم التي كانت إحدى جبهات المواجهة مع قوات الملكية فتم تمركزنا في موقع فوق قمة جبل تنعم كل المجموعة البالغة «80» فرداً بقيادة المناضل أحمد المجعلي وكانت أيضاً إلى جوارنا مجموعة مصرية مكونة من «400» فرد بقيادة القائد المصري أحمد طلعت فاستمرت المواجهات أياماً فلم تتمكن قوات الملكيين من تجاوز خطوط دفاعاتنا وانزلنا بقوات الملكيين خسائر كبيرة في جنودهم واسلحتهم وعتادهم واستمرت هذه المواجهات في جبهات القتال أياماً طويلة وأشهراً امتدت إلى نحو عام كامل نهاية نوفمبر 1962م وحتى ديسمبر 1963م. مواقف لاتنسى وعن أبرز المواقف التي مرت بالقوات المدافعة عن الثورة والجمهورية اشار الشيخ اليزيدي أن هناك هجمات كبيرة ركزت على مواقعنا أدت بعضها إلى استشهاد أفراد من قواتنا وإصابة بعضهم ولحسن حظي لم أتعرض إلى أية اصابات رغم اصابة العديد من رفاقي ففي احدى الهجمات التي شنتها قوات الملكيين كانت هجمة شرسة امطرت مواقعنا بوابل من طلقات الأسلحة الرشاشة المتوسطة والمدفعية والهاونات استمرت لساعات احدثت في مواقع المجموعات المتمركزة على قمة جبل تنعم وأثناء المعركة كلفت مع مجموعة من الرفاق لنقل جثث القتلى والمصابين من مواقع القتال إلى صنعاء فأنا خلال تواجدي في اطار المجموعة المقاتلة لم أتعرض لحسن الحظ ولطف الله سبحانه لأية اصابة حيث نقلنا من جانب المجموعة المصرية المقاتلة إلى جانب شهيد ومصابين اثنين ومن مجموعتنا اصيب صالح كلس في رجله ويده ومحمد حسين القعيطي هو الآخر أصيب في ساقه وكانت الاصابات بسبب الشظايا المتطايرة من القصف وقد انزلناهم إلى صنعاء وعدنا إلى مواقعنا واستمررنا في الجبهة لمدة عام كامل من نهاية شهر نوفمبر 1962م وحتى ديسمبر 1963م بعد أن اندحرت قوات الملكيين وكسرت شوكتهم وولوا فارين يجرون ذيول الهزيمة وبعد فترة عدنا إلى صنعاء وقد تصادف مع عودتنا الاحتفال بعيد الثورة والذي اقيم في ميدان التحرير عام 1963م وشارك فيه الرئيس الخالد.عبدالله السلال وبعد فترة تم تكريمنا وتم صرف لنا مصاريف مادية لكل فرد منا «25» ريالاً فرنسياً ومنحنا اجازة وقد عدت أنا إلى قريتي بيافع وبعد فترة من عودتي وصلتني رسالة من الشيخ. أحمد المجعلي بواسطة الأخوين المناضلين محمد محسن شيخان اليزيدي ومحمد حسن خضر يطلب مني المجيء إلى ردفان بعد أن تفجرت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م ولكنني اعتذرت عن الذهاب إلى ردفان لأسباب وظروف قاهرة في أسرتي اعاقتني من المشاركة في الثورة ولكني وعدت بعمل الواجب من مساندة الثوار في جبهات القتال بتأمين قوافل الامدادات المختلفة السلاح واعداد المقاتلين وغيرها من المسائل وفعلاً استمررت في ذلك إلى أن تم دحر الاحتلال البريطاني من على أرضنا في الثلاثين من نوفمبر 1967م. من حالة الانقسام إلى الوحدة المباركة هذا الصراع أدى إلى اقتتال واعتقالات وسحل للشخصيات الوطنية وغيرها من الممارسات جعلتني أحزم حقائبي ولكن هذه المرة نحو اراضي الغربة إلى المملكة العربية السعودية التي ظللت فيها سنوات طويلة لا أزور البلاد إلا فيما ندر حتى جاءت الوحدة المباركة وعدنا نزور البلد بشكل طبيعي.. فالوحدة نعمة وبركة حلت على اليمنيين بعد طول انتظار لهذه الوحدة التي كانت حلماً بعيد المنال والذي ينبغي على جميع اليمنيين احزاباً وشخصيات وطنية ومنظمات مجتمع مدني أن تحافظ على هذه النعمة من الزوال لأنها اذا زالت والعياذ بالله سوف تعود اليمن إلى زمن الاحتراب والفرقة والشتات فالأوضاع العربية والدولية اليوم تنذر بالخطر ،نجنب بلادنا من الأخطار بالوحدة الوطنية والحوار والتفاهم على نقاط الخلاف بالطرق السليمة والتقاط دعوات فخامة الرئيس.علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يدعو للحوار والعمل المشترك لبناء اليمن وصنع مستقبلها الجديد ولا طريق غير ذلك. وتتابع حديث الذكريات مع من اسهموا وشاركوا في اذكاء جذوة الثورة وشعلتها وانتصارها المؤزر وهنا وقفة استرسالية في شريط الذكريات مع المناضل.محمد علي عريم أحد الشخصيات القيادية في الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة أبين والمشاركين البارزين الذين خاضوا المعارك في جبهات النضال ضد الاستعمار البريطاني وهو من مواليد عام 1936م في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حاصل على عدد من الأوسمة والميداليات منها وسام ثورة 14 أكتوبر و30 نوفمبر ووسام الشجاعة وميدالية حرب التحرير. انتصار ثورة يتحدث المناضل محمد علي عريم «أبو خالد» في البداية عن أهمية ذكرى ثورة 26 سبتمبر في ذكراها السادسة والأربعين قائلاً انها ذكرى انعتاق الشعب اليمني في شطرنا الشمالي حينها من براثن الحكم الإمامي المتخلف الذي جثم على كاهل شعبنا عقوداً طويلة من الزمن وحرمه من أبسط حقوق العيش وواصلت انتصاراتها وخياراتها النبيلة من نصر إلى نصر رغم حلقات التآمرات التي احيكت للقضاء عليها وهي اليوم وقد تحققت الوحدة اليمنية تواصل مسيرة تحولاتها النهضوية التي ينبغي أن تسير على خطى الوحدة الوطنية والتوافق بين كل مكونات العمل السياسي في الوطن حتى تسير خطوات البناء والتنمية على ايقاع متناغم يحقق التطور ليمننا الحبيب. العمل الوطني يتحدث عن بداية انخراطه بالعمل السياسي والوطني حيث كان يعمل في عام 1959م في مجال التدريس في احدى مدارس مدينة زنجبار ومع انتصار ثورة يوليو الناصرية كان عدد من الشباب في المنطقة ممن لهم دور في العمل الوطني والسياسي الذين سنحت لهم الفرصة للذهاب إلى مصر للدراسة وتأثروا بالأفكار القومية لثورة يوليو ومن ثم عادوا إلى أبين وعملنا في سلك التدريس في مدرسة واحدة وهم من أطروني في حركة القوميين العرب وكان ذلك على يد المناضل الرئيس سالم ربيع علي «سالمين» والذي سلمني إلى ناصر علي صالح والذي ضمني إلى مجموعة من الإخوة هم: السفير عبدالله منصر همام ومنصور مطلاة وعبدالله عوض شيخ وآخرين.. وهذه المجموعة تشكل حلقة عمل يجري خلالها اعداد الأفراد سياسياً وثقافياً وغيرها من النواحي المتعلقة بأدبيات حركة القوميين العرب وبعد فترة الاعداد تم نقلي مع آخرين للعمل في اطار خلية ثم إلى خلية قيادية حتى صرت في مرتبة مسؤول خلية إلى جانب مجموعة من الرفاق منهم علي صالح عباد «مقبل» وحيدرة سعيد اللحجي وعبدالقادر سنان وصالح أحمد النينوة وسعيد ناصر سنان، وهؤلاء المجموعة من المناضلين هم أعضاء في المرتبة المسؤولة عن العمل السياسي الجماهيري في كل من منطقة زنجبار ونواحيها وقد قسمت المسؤوليات في المناطق على النحو التالي: محمد علي عريم «أبو خالد» منطقة زنجبار ونواحيها وصالح أحمد النينوة منطقة جعار حيث كان من مهام وواجبات هذه المسؤوليات على المناطق أن تقوم بالاشراف على النشاط السياسي والحزبي على هذه المناطق وهذه المجموعات كانت تعمل بين أوساط الشباب والتجمعات مثل النوادي الرياضية والتي كانت تعد المجال الواسع لنا في التأثير بالناس وايصال الأفكار القومية وحث الشباب على الثورة والنضال ضد الاحتلال البريطاني. الكفاح المسلح ويواصل المناضل أبو خالد ذكريات الثورة حيث قال: كان لانتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م الأساس في تأجيج الحماس في أوساطنا وانتصارها كان له أثره الكبير على ساحة النضال الوطني في المناطق الجنوبية والشرقية مماساعد على تفجيز ثورة 14 أكتوبر 1963م الخالدة من على قمم جبال ردفان الشماء ومع انتصار الثورة السبتمبرية انخرطت جميع القوى والتيارات السياسية في الساحة..وهنا في محافظة أبين وخاصة مدينتي زنجبار وجعار والمحيط الجغرافي الذي كنا نعمل فيه خرجت الجبهات الشعبية والتظاهرات الطلابية الهاتفة بالثورة السبتمبرية وانتصارها على حكم الإمام وتحركت الأعمال الفدائية ضد قوات الاحتلال وأعوانه في المنطقة بتوجيه من قيادة العمل السياسي في عدن وكان ينضوي في صفوف هذه الحركات والتنظيمات السياسية منها حركة القوميين العرب والناصريين والجمعية اليافعية والقطاع الطلابي والمرأة والضباط الأحرار في الجيش والأمن العام وهؤلاء جميعاً يمثلون مناطق اليمن بشكل عام وليس مناطق معينة فقط في الجنوب وهذا ماأعطى بعداً ونجاحاً للعمل السياسي والعسكري الذي بدأناه وكان التحاقي بالعمل الفدائي بتوجيه من المناضل وقائد جبهة عدن سالم ربيع علي حيث كلفت باستلام كل النشاط الذي كان يقوم به الشهيد عبود قبل استشهاده حيث تحملت المسؤولية وجمعت كل الخلايا والحلقات في المنصورة والشيخ عثمان والبريقة وتعرفت عليهم واطلعت على كافة ظروفهم وكان أبرز الهموم الأساسية هي مواصلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني وقواته وتكثيف العمليات العسكرية وقد تم مناقشة هذه الأمور مع قائد العمل العسكري بعدن سالمين حيث أكد توفير السلاح وبالفعل تم توفير السلاح وبدأنا تنفيذ العمليات العسكرية بدقة وتأمين وصول السلاح المرسل من خارج عدن والبعض الآخر من مستودعات الجيش والأمن من خلال الضباط والعسكريين المنتمين إلى الجبهة القومية..وكنا لا نعرف هؤلاء الضباط نتيجة السرية العالية التي كنا نتبعها وكان بالصدفة أن تعرفت على شخص من هؤلاء الضباط الذين كانوا يعملون في الاستخبارات العسكرية من أبناء يافع واسمه التنظيمي «حميد» وكذلك الضابط سالم الناخبي. أهم العمليات أهم العمليات التي اشتركت فيها كانت العمليات الفدائية في مدينتي المنصورة والبريقة من أشهر العمليات الناجحة التي اشتركت فيها مع مجموعات من القيادات الفدائية وقد اختارنا شخصياً سالمين وكانت العملية محددة بضرب مطار عدن الدولي بواسطة مدفع «ايه تي ون» وقد اشترك سالمين في هذه العملية بضرب أربع قذائف من المدفع وتم انسحابنا فور اتمام العملية إلى منطقة الدرين ولم يتم اصابة أي فرد من أفراد المجموعة رغم تعقب طائرة هيلوكبتر انجليزية لنا بعد العملية مباشرة..وبعد ذلك تتابعت العمليات العسكرية التي اشتركت فيها بتوجيه من القيادة العامة للجبهة القومية ومنها العملية العسكرية الخطيرة التي قمنا بها في منطقة السيلة بالشيخ عثمان والعملية كانت عبارة عن كمين لأحد دوريات القوات البريطانية حيث تم ايصال أفراد الكمين إلى المكان المحدد وجرى اشتباك بيننا والبريطانيين ادى إلى اصابة أحد الفدائيين المشاركين في العملية واسمه جميل مشبط حيث بترت أصبع يده اليسرى وقد قمت بإسعافه إلى منزل أحد الأصدقاء في الجبهة بمنطقة القاهرة وكان متواجداً في المنزل في الطابق الثاني من المنزل حين اسعفه قياديون من الجبهة القومية منهم عبدالفتاح اسماعيل ومحمد سعيد عبدالله «محسن» وسيف الضالعي وفيصل عبداللطيف الشعبي وبعد يومين من اصابة رفيقنا مشبط قام بأخذ سلاحه رغم جراحه وتوجه لتنفيذ عمليات أخرى وبعدها نقل إلى قيادة جبهة المعلا. قصة استشهاد عبود ويتابع المناضل محمد علي عريم «أبو خالد» ذكرياته عن أيام الكفاح المسلح في عدن ضد قوات الاستعمار البريطاني ويشير إلى أهم حدث في العمليات الفدائية والتي استشهد فيها المناضل والفدائي الجسور مهيوب علي غالب «عبود» حيث كان ذلك في ال14 من فبراير عام 1967م عندما كانت هناك مسيرة كبيرة شهدتها مدينة الشيخ عثمان احتجاجاً على هذا اليوم الذي يصادف فيه قيام الاتحاد الفيدرالي..حيث حدث في هذه المسيرة الحاشدة والكبيرة اشتباك مباشر بين فدائي الجبهة القومية وقوات الاحتلال البريطاني والذين كانوا مدعومين بالدبابات وقد باشر البطل الشهيد عبود والذي كان مشهوراً بعملياته العسكرية الموجهة لقوات الاحتلال برمي قنبلة داخل دبابة بريطانية مما فجرها تفجيراً كاملاً ماجعل القوات البريطانية تنسحب من موقع تواجدها قرب المسيرة إلى الخلف لكن أحد الجنود البريطانيين القناصة والذي كان متمركزاً في منارة مسجد النور لحظ الفدائي عبود وقاسم باطلاق النار عليه مما أدى إلى اصابته في الحال وكانت هذه الواقعة حدثت بجانب مطعم دي لوكس المعروف بالشيخ عثمان وكنت أحد المتواجدين في الموقع وشاهدت الحدث بأم عيني.. وقد قامت القوات البريطانية مباشرة بأخذ جثته إلى مستشفى عبود تيمناً باسمه.. وتواصلت العمليات الفدائية في عدد من مناطق عدن ومنها نقطة رقم ستة في دار سعد حيث شارك فيها إلى جانب عدد من المناضلين منهم أحمد عنقوش والشاعر الشهيد/أحمد علي حجيري والذي كان يعمل حينها في معسكر شنيبون وكانت عملياتنا الفدائية مغطاة بحماية وتنبيه من عدد من القوات المسلحة والأمن المنخرطين في الجبهة القومية حيث كان يتم اشعارنا مسبقاً بتحركات القوات البريطانية أو عند نقاط التفتيش ولهذا كنا نقوم بتفريغ المنازل التي يكون فيها سلاح أو متفجرات إلى منازل ومواقع أخرى قبل مجيء البريطانيين. واحدية الثورة الثورة اليمنية هي ثورة واحدة نشأت وترعرعت وانطلقت موحدة بأهدافها وغاياتها السامية والمتمثلة بالتخلص من الحكم الإمامي البغيض من شطرنا الشمالي وطرد المحتل البريطاني من شطرنا الجنوبي حيث مثلت ثورة 26سبتمبر بالنسبة لي ولكل المناضلين والثوار في الجبهة القومية الرافد المعين الاساسي لثورة 14أكتوبر وهي الثورة الأم ولولاها لما قامت ثورة اكتوبر لأنها القلعة الحصينة للثوار يلجأون إليها وينطلقون منها وكانت هناك في تلك الفترة وحدة وطنية بين أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب والكل اسهم في الثورة اليمنية وكانت التنظيمات والأحزاب تضم في اطارها كل أبناء اليمن دون تمييز أو استثناء فالجبهة القومية على سبيل المثال لم تكن لأبناء الجنوب فقط حيث كان من أبرز قيادتها عبدالفتاح اسماعيل وسالم ربيع علي وعبدالعزيز عبدالولي وعشيش ومقبل والبيض وعلي شائع وعلي عنتر وعلي ناصر والحاج باقيس وغيرهم من القيادات التاريخية المناضلة.