انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    نتائج قرعة أندية الدرجة الثالثة بساحل حضرموت    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم.. رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    34 ألف شهيد في غزة منذ بداية الحرب والمجازر متواصلة    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    الرواية الحوثية بشأن وفاة وإصابة 8 مغتربين في حادث انقلاب سيارة من منحدر على طريق صنعاء الحديدة    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدد من مناضلي الثورة يتحدثون عن ذكرى الثورة ومشاركاتهم في الدفاع عنها
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2009

عندما نتحدث عن الثورة اليمنية المجيدة والخالدة.. ثورة 26 سبتمبر الأم عام 1962م ووليدتها ثورة ال 14 من أكتوبر عام 1963م.. نتحدث عن ما مثلته هذه الثورة من تحول في حياة الشعب اليمني وتحرره من براثن وجبروت نظام الإمامة الكهنوتي البغيض والمتخلف وانتصاره ودحر الاحتلال البريطاني من على أرضه الطاهرة.. والحديث عن الثورة ومسيرتها النضالية لابد له لكي تتكامل صورته أن نقف مع صانعي هذه الثورة وأبطالها ضد ظلم الإمامة البغيض والاستعمار.. وهنا عدد من اللقاءات التي أجرتها «الجمهورية» في محافظة أبين مع عدد من المناضلين :
المناضل حيدرة أحمد سعيد النقي أحد المناضلين البارزين من أبناء محافظة أبين الذين انخرطوا في النضال الوطني ضد الحكم الإمامي والاستعمار وهم في بدايات شبابهم تحدث إلى الصحيفة عن بدايات انخراطه بالعمل السياسي والوطني قائلاً:
- في البداية أوجه تهانيّ إلى القيادة السياسية بمناسبة ذكرى الثورة اليمنية المجيدة والمباركة ثورة ال 26 من سبتمبر عام 1962م بذكراها ال 47 وثورة ال 14 من أكتوبر بذكراها ال 46.. هذه الثورة المجيدة التي غيرت وجه اليمن المتخلف ونقلته إلى الحياة الانسانية الجديدة فالثورة يعرف قيمتها وأهميتها جميع أبناء الشعب اليمني الذين عانوا ويلات الظلم والقهر والاستعباد والحرمان من أبسط حقوق الانسان في ظل الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض والاحتلال البريطاني الذي جثم على حياته ومقدارته لأكثر من قرن.. ولهذا الثورة اليمنية هي من حق الشعب الذي وجد فيها تحرره وانعتاقه من الحكم الإمامي والاستعمار.. والدفاع عنها مسؤولية تقع على كافة أفراد الشعب ومنظماته وأحزابه خاصة ونحن نعيش اليوم أكبر مؤامرة ضد الثورة من أعدائها الداخليين والخارجيين الذين وجدوا في الديمقراطية ومناخ الحرية فرصة للانقضاض على الثورة ومنجزاتها ومكاسبها المحققة وعلى الدولة أيضاً أن تعمل على تحصين الثورة والدولة من كل الأخطار المحدقة بها وأهمها الفساد والفاسدون من خلال مواصلة البرامج الاصلاحية في الادارة والمال حتى تستطيع الدولة النهوض بأوضاع البلاد الاقتصادية والتنموية والاستثمارية فاليمن أرض الخير والموارد الغنية والرجال فقط نحتاج إلى العزيمة والعمل الجاد ومحاربة كل أشكال الفساد الذي لايقل خطورة عن كل المؤامرات التي يحيكها الأعداء المتربصون للانقضاض على الثورة والوحدة..
بداية الانخراط بالعمل الوطني
وعن سيرته حياته النضالية وبداياتها قال المناضل حيدرة أحمد سعيد النقي:
- في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي كان الواقع العربي يعج بالحماس والانتصارات الثورية التي كانت الثورة المصرية ثورة 23 يوليو الثورة العربية التي أججت الحماس في قلوب الشعوب العربية وكانت اليمن بشعبها متأثرة بهذا التحول الجديد خاصة وأن مصر كانت حاضنة للشباب العربي واليمني الذين قصدوها للعلم وتأثروا بمجريات الأحداث هناك بالاضافة إلى ما لعبه الاعلام المصري من أثر وخاصة إذاعة صوت العرب في هذه الفترة كنت أدرس في المدرسة المتوسطة بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في العام 2691م وكنت أتوق للانخراط في العمل السياسي والنضال وكان لي ذلك عندما ارتبطت بعلاقة بأستاذي المناضل الرئيس والشهيد سالم ربيع علي الذي قام باستقطابي للعمل النضالي حيث بدأ بإعدادي وتهيئتي لهذا العمل من خلال اعطائي في البداية مجموعة من الكتب والوثائق السياسية منها كتاب «شؤون الجنوب المحتل» للمناضل الرئيس قحطان الشعبي فتكونت لدي فكرة عن الثورة وكون الرئيس سالمين - كما أشرت سابقاً - كان يعمل معلماً وكنت أحد تلاميذه في المدرسة الابتدائية ورغم انتقاله بعد ذلك للعمل في مالية المحافظة إلا أن علاقتي به لم تنقطع، فكنت ألتقيه مع مجموعة من زملائه المعلمين وأصدقائه الذين كان لهم دور في تأسيس خلايا العمل الوطني والنضالي منهم المناضلون «ناصر صرح، وعبدالكريم، والقعطبي، وصالح النقي وعلوي عطا وغيرهم» فكنا نلتقي ونتحاور حول كثير من القضايا الوطنية المتعلقة بالاحتلال البريطاني وكيفية النضال ضد الاستعمار وتهيئة الظروف للعمل الفدائي ضد قوات الاحتلال البريطاني وكان الوضع بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر وماتتعرض له الثورة من مؤامرات الملكية مسيطرة على وجداني وأتابع الأخبار من الإذاعة أولاً فأولاً.
الانطلاق للدفاع عن الثورة
ويتابع المناضل حيدرة النقي حديثه عن مجريات الأحداث التي أعقبت انتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر وماتعرضت له الثورة من مؤامرات الملكيين وانقضاضهم على صنعاء وحصارها بهدف إسقاط الثورة قائلاً:
قررت الذهاب إلى شمال الوطن والدفاع عن صنعاء منفرداً دون استشارة أحد ورغم عدم معرفتي بالطريق إلى تعز إلا انني قررت الذهاب إلى لحج وهناك كما قال يحلها ألف حلال.. وفعلاً وصل لحج وحالفني الحظ بعد ساعات بالحصول على سيارة وصلت إلى تعز.. وهناك التقيت بمجموعة من ردفان على رأسهم المناضل سعيد صالح سالم والشيخ سيف مقبل والشيخ محمد صالح الضمبري فالتحقت بهم حيث جلسنا مايقرب شهراً في فندق مجاور للسفارة الأمريكية وكانت الاستضافة على حساب حكومة الثورة.. بعد هذا الشهر توجهنا مع مجموعة كبيرة من أبناء ردفان إلى منطقة «عبس» ومنها إلى المحابشة لتعزيز المجموعة التي سبقتنا من ردفان المتواجدين في جبهة القتال بالمحابشة ومقاومة ودحر فلول الملكيين حيث استطاعت قواتنا صد محاولات الملكيين لاختراق الجبهة ورددناهم على أعقابهم منهزمين.. بعد ذلك وصلتنا أوامر من القيادة إلى صنعاء عبر طريق الحديدة «مناخة» وكان معي المناضلون الشيخ سيف مقبل وسعيد صالح وآخرون وفي صنعاء التقينا بعدد من أبناء محافظة أبين الذين كانوا متواجدين في صنعاء منهم المناضلون/قاسم صالح شمباء وحسين علي مدهش والشاقي بن يحيى وهود صالح حيث تم تجهيزنا معاً في حملة عسكرية للتوجه إلى شبام كوكبان وجبال مسور حجة وكانت هذه الحملة تحت قيادة المناضل الكبير/حسين العمري والمناضل/محسن الجبري وعدد كبير من أبناء البيضاء وآل غثيم حيث تابعنا مطاردة فلول الملكيين وأنزلنا بهم الهزائم وكانت هذه المجابهات آخر هذه المواجهات بعد فك الحصار عن صنعاء وأتذكر أنه بعد انتهاء الحملة العسكرية عدنا إلى صنعاء وأقيم حفل استقبال للمقاومين حيث قمت خلال هذا الحفل بإلقاء كلمة نيابة عن رفاقي من أبناء الجنوب المحتل نقلتها إذاعة صنعاء في حينه وقد طالبت في الكلمة بدعم الثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني وطبعاً بعد القضاء على فلول الملكيين وتحصين ثورة سبتمبر عدت إلى الجنوب لمواصلة العمل الوطني.
المشاركة في ثورة 14 أكتوبر
ويواصل: وعندما عدت إلى الجنوب عام 3691م كانت ثورة 14أكتوبر قد انطلقت من جبال ردفان فانخرطت في صفوف التنظيم السياسي «الجبهة القومية» وبعد عام 4691م التحقت بدورة تدريبية وقد تم تدريسنا من قبل الاخوة المصريين وكان معي في الدورة مجاميع من ومحافظة أبين عددهم حوالي «06» مناضلاً منهم حسن حيدرة محوري الحنشي، والشهيد محمد أحمد الحيد وناصر المسعودي وقد استمرت الدورة شهراً ونصفاً وبعد انتهاء الدورة عدنا من تعز إلى البيضاء وكان معنا في طريق العودة المناضلون «سالمين ومحمد علي هيثم وعلي ناصر محمد وعلي السلامي» كقيادة للجبهة القومية وأثناء وصولنا إلى البيضاء قام أحد العملاء بزرع ألغام في المنزل الذي كنا نسكن فيه وكان يقع وسط المدينة وهو مبنى للثقافة والاعلام وتابع لحكومة الثورة وقد استشهد في حادث التفجير للمبنى ثلاثة من المناضلين الذين كانوا معنا وهم: صالح جرادة وأخوه حيدرة جرادة وهم من أبناء المراقشة وآخر من دثينة لاأذكر اسمه وبعد هذا الحادث قامت القيادة بإعدادنا وتسليحنا وتشكيل خلايا الهجوم على معسكرات القوات البريطانية منها معسكر في مكيراس الذي قمنا بالهجوم عليه بعد عودتنا من البيضاء حيث كبدنا العدو خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد ولم يتأثر أي فرد من المجموعة التي قامت بالهجوم.. ثم توجهنا إلى منطقة «السوادية» وهناك مكثنا عشرة أيام استعداداً حسب تعليمات قيادة الجبهة القومية للعودة إلى جبهة المنطقة الوسطى في محافظة أبين وتحديداً جبهة «فحمان» حيث أقرت القيادة أن يكون المناضل محمد ناصر الجعري قائداً لجبهة فحمان وقد عادت قيادة الجبهة القومية إلى تعز.. وعند وصولنا إلى جبل فحمان بعد الرحيل إليه سيراً على الأقدام استمرت أربعة أيام.. وقد تم وضع خطة لجبهة فحمان للقيام بالعمليات الفدائية على مواقع الاحتلال وأعوانه منها أن قمنا بالهجوم على مبنى مايسمى ب«البرلمان» لمنطقة دثينة بمودية لأن الضباط البريطانيين يتواجدون فيه حيث تم اطلاق الهون على المبنى وبعد أن أطلقنا القذائف واشتبكنا مع من في المبنى أصيب أحد المناضلين وأسر آخر هو المناضل علي حسين العبادي واستمرت عمليات جبهة فحمان حتى جاءت الأوامر بانتقاله إلى العمل بالتنظيم السري حيث كونت مجموعات وكنت ضمن مجموعة يقودها المناضل صالح محمد النقي وتتكون المجموعة من سالم أحمد العاطفي وعلي أحمد مجور وصالح علي فهيد وقد قامت مجموعتنا بتنظيم عدد من الشباب والشخصيات الاجتماعية من أجل إعدادهم للمشاركة في الثورة ضد الاستعمار كما كانت لي أيضاً مشاركات مع المجموعات الفدائية في محافظة عدن ولحج في العمليات الفدائية وقد شاركت في إحدى المعارك ضد قوات الاحتلال في عدن حيث أصيب في هذه العملية المناضل محمد سالم مدرم وكان معي المناضلان علي صالح مشاقم وعلي صالح العود واستمرينا في النضال والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى نيل الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 7691م وأذكر أنني التقيت قبيل الاستقلال مباشرة بالمناضلين علي صالح عباد مقبل وعثمان يوسف اللذين عملت تحت قيادتهما وكانت الفرحة تعم قلوبنا بهذا النصر.
الثورة اليمنية واحدة
وعن واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في وجدان الشعب اليمني قال المناضل حيدرة النقي:
إن الشعب اليمني واحد لايمكن لأي انسان في هذه الأرض أن يقول غير ذلك، وللأمانة والتاريخ أن الثورتين سبتمبر وأكتوبر هما ثورة واحدة فثورة 14 أكتوبر هي امتداد لثورة سبتمبر وكمناضلين لانرى الأمور كما يراها السياسيون فاليمن اليوم بحمد الله وشكره موحد والوحدة بالنسبة لنا هدف من أهداف الثورتين شمالاً وجنوباً وهي حق كل اليمانين لايمكن التنازل عنها مهما كانت التحديات.
ونواصل أحاديثنا مع مناضلي الثورة ونلتقي بالمناضل الشيخ حيدرة ناصر صالح بلعيدي والذي كان له اسهامات مشرفة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر حيث بدأ حديثه قائلاً:
- أوجه شكري وتقديري لصحيفة «الجمهورية» الغراء على دورها الوطني المشرف في الساحة الوطنية واهتمامها الدائم بالمناضلين والبحث عنهم والحديث عن مساهماتهم ومشاركتهم في النضال الوطني، وعودة إلى سؤالكم حول مشاركتي في النضال الوطني ونصرة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر أقول أنا من مواليد عام 5391م بخبر المراقشة بمحافظة أبين وهي منطقة مدت الثورة بالرجال المناضلين الذين اجترحوا النضال فمنهم من سقط شهيداً ومنهم مازال حياً اليوم يتبوأ المناصب القيادية ومنهم مازال بعيداً عن الأضواء يعيش قانعاً بالحياة.. وقد بدأت نشاطي الوطني والنضالي من خلال المشاركة بالتمردات القبلية التي كانت تقوم في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين والتي كانت توجد فيها قيادة للبريطانيين يتواجد فيها ضباط عسكريون لقوات الاحتلال وكانت تصل بين الحين والآخر أرتال للقوات البريطانية مرشات من السيارات العسكرية والمصفحات إلى المنطقة للاستطلاع حيث قمت مع مجموعة من المناضلين بقيادة المناضل/محمد علي صالح بلعيدي بوضع كمين لمرشة عسكرية بريطانية كانت متوجهة عبر الشريط الساحلي لأبين إلى محافظة حضرموت واعترضناها واشتبكنا معها وأطلقنا عليها الرصاص واستطعنا أن نقتل اثنين من أفرادها واصابة العديد من الجنود وقد نجحت العملية نجاحاً كبيراً لم نكن نتوقعه بعد انسحابنا بعد العملية إلى جبل المراقشة وقد أصيب حينها في هذه العملية الفقيد صالح علي مطهف بلعيدي وبعد مكوثنا فترة قصيرة في جبال المراقشة تسللنا عبر السلسلة الجبلية حتى وصلنا إلى محافظة البيضاء بعد أن وصلتنا معلومات بوصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة للقضاء علينا.. وعند وصولنا إلى محافظة البيضاء استقبلنا هناك المناضل صالح بن ناجي الرويشان وعدد من المناضلين من أبناء المحافظات الجنوبية الذين هربوا إلى البيضاء قبلنا ومنهم رموز قيادية لحركات التمرد ضد الاحتلال منهم علي معور الربيزي وعمر سالم الدماني ومحمد ناصر الجعري وعلي صلعان الكشيميمي ومحمد عبدالله المجعلي وعلي محمد فضل الصالحي وعدد من الثوار الآخرين الذين لم تسعفني الذاكرة على ذكرهم الآن.
ذكريات الثورة
ويسترسل المناضل/حيدرة البلعيدي في حديث الذكريات فيقول:
- بعد فترة من مكوثنا في البيضاء وكانت الثورة السبتمبرية قد انتصرت تم تسجيلنا جنوداً وكنا نحصل على راتب شهري وتم تدريبنا في أحد المعسكرات على استخدام الأسلحة الخفيفة التي تتوافق مع المقاومة وكان من يقوم بتدريبنا المناضل/أحمد حسين الشرفي وقد استمر التدريب لمدة شهرين وطبعاً هذا تم بالتنسيق مع قيادة الجبهة القومية التي أمرتنا بالعودة إلى مناطقنا في المحافظات الجنوبية حيث تم توزيع مهام ومسؤوليات لكل فرد منا يقوم بها في منطقته.. فعند عودتي ومجموعتي البالغ عددها«03» فرداً إلى قرى المراقشة والقرى المجاورة لها بمحافظة أبين من آل المحوري وأهل جعرة وآل الجبل وغيرهم وصلت معلومات إلى المخابرات العاملة في المنطقة والتي تعمل لصالح الاستعمار البريطاني بأننا عدنا قادمين من شمال الوطن وتمركزنا في جبال المراقشة وأننا نعمل على تنفيذ عمليات عسكرية تحت قوات الاحتلال البريطاني وعلى الفور قامت قوات الاحتلال بإرسال الطائرات الحربية من نوع أبوزتين ولها صوت قوي قامت هذه الطائرات بقصف مواقعنا وقصف قرانا وتمشيط المنطقة كلها من قبل الطائرات المغيرة وقد استشهد في الهجوم البريطاني الشهيد/علي ناصر باقصّ والشهيد/صالح أحمد الجويدري والشهيد/صالح أحمد الزنور والشهيد/محمد أحمد عبدالله محوري والشهيدة/نور أحمد باقس كما تم قتل العديد من الحيوانات إبل وأبقار وغيرها وتدمير المساكن الخاصة بالمواطنين وقد استمر هجوم الطائرات وقصفها المتواصل لعدة أيام وشمل مناطق المراقشة والقرى المجاورة لأهل المجاورة وباقيناس والجعادنة في مديرية الوضيع كما قامت الطائرات البريطانية بإسقاط المنشورات على قرى المنطقة والتي طالبت فيها الأهالي باسم السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي بتسليم الثوار الذين قاموا بقتل الجنديين البريطانيين أو تسليم رهائن بدلاً عنهم حتى تتمكن القوات البريطانية من وقف قصفها الجوي على قرانا وفتح الحصار المفروض على قرانا والذي فيه تم ايقاف كافة المواد الغذائية المتجة إلى قرى المراقشة وكذا القرى المجاورة لها واستمر ذلك قرابة خمسة عشر يوماً ولكن كان اخواننا من القرى المجاورة لنا يقومون بإيصال المواد الغذائية لنا بصورة سرية وقد تم اعتقال البعض منهم نتيجة تعاونهم مع الثوار.
تسليم الرهائن
ونتيجة لهذه الضغوطات العسكرية والاقتصادية المفروضة على قرى المراقشة قام بعض مشائخ المراقشة دون رضا الثوار بتسليم رهائن للسلطنة الفضلية لكي يتم اقناع البريطانيين بإيقاف العمل العسكري المفروض على منطقة المراقشة وكذا إنقاذ ماتبقى من ماشية ومصادر الحياة خاصة ان الطائرات البريطانية لم تترك أي شيء إلا وقامت بقصفه من خلال تدميره وإحراقه حتى يرضخ أبناء المنطقة لمطالبها وعدم مقاومتها وقد تم اقناع الانجليز من قبل السلطنة الفضلية بإيقاف عمليتها العسكرية.
كما انه أيضاً تحركت مرشة عسكرية من حامية أوضيع متجهة لغرب؟؟ يقودها السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي وردد حينها شعاره قائلاً «هذه السنة زامي مع الشيطان وكل عاصي بانكسر انيابه» وقد رد عليه أحد الجنود من أفراد مرشته العسكرية اسمه محمد أحمد شميلة حيث قال: «ذي حل في هيواد متعصي مالب عليه اشعاب إلا به لا باتجيبه لامعك موتر ودبابة».
بعد ذلك وصلت المرشة مسيرها إلى أطراف منطقة المراقشة وقد أقنع المواطنون السلطان ناصر عبدالله الفضلي بأنهم سوف يسلمونه رهينة مقابل عودة المرشة العسكرية إلى موقعها بالوضيع وقد سلموه حينها الرهينة الفقيد المناضل محسن علي صالح بلعيدي والذي كان يعمل بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة سفيراً في إحدى الدول الشقيقة.
عودتنا مرة أخرى إلى شمال الوطن
وبعد وقف القصف العسكري من قبل الطائرات البريطانية على مواقعنا وقرانا توجهنا عبر الجبال إلى محافظة البيضاء وبقينا في معسكر العرضي بالبيضاء وكنا نقوم بحسب تكليفات قيادة الثورة المتواجدة في البيضاء منهم محمد ناصر الجعري وأحمد حسين الشرفي بضرب المواقع العسكرية الحدودية مثل مكيراس وحيد السماء وكان توزيعنا على شكل مجاميع وهذا كان قبل قيام ثورة 62 سبتمبر الخالدة.. كما كنا نقوم أيضاً بحسب التكليفات بعمليات مباغتة وقطع الطرق مثل طريق العرقوب وطريق الساحل حيد يحيى وطريق حيد الصنيف بهدف قطع الامدادات العسكرية على مواقع الجيش البريطاني في المواقع العسكرية واستمر ذلك العمل العسكري حتى قيام ثورة 62 سبتمبر 2691م وإعلان الجمهورية.
بعد قيام ثورة 62 سبتمبر 2691م
وعند قيام ثورة الأم ال62 من سبتمبر المجيدة شاركنا مع اخواننا في المحافظات الشمالية في معارك ضد فلول القوات الإمامية وكان من أهمها المعركة التي وقعت في حدود مدينة بيحان وكان قائدنا العسكري في الجبهة حينها المناضل علي بن علي الرويشان وأذكر له زاملاً قاله هذا القائد ونحن في الجبهة «ياعم صالح أمرنا بيدك رويتنا ثبه وبيحان أنا سلامي كلما هوك صرف المشوك في المريكاني» ويقصد بعمه صالح المناضل الداعم للثورة والثوار صالح بن ناجي الرويشان الذي كان حينها تقريباً محافظاً للبيضاء وقد قتل علينا في هذه المعركة ناصر صالح امصعيدي كما أصيب العديد من المناضلين وقد كانت معركة عنيفة استمرت قرابة 4 ساعات استطاع فيها الجمهوريون تلقين المرتزقة درساً كبيراً لم ينسوه.
العودة إلى الجنوب
وقد تم تكليفنا بالعودة مرة أخرى إلى الجنوب من قبل القيادة لمناوشة الاستعمار البريطاني المحتل وعملائه حيث قام المناضل الشهيد سالم ربيع علي «سالمين» بتشكيلنا إلى خلايا تنظيمية للعمل الفدائي وهذا كان قبل قيام ثورة 41 اكتوبر بفترة وجيزة كما تم تعيين المناضل الوطني الفقيد ناصر علوي السقاف قائداً عسكرياً للمنطقة الوسطى فحمان وقد كنا ضمن الخلايا التي تحت قيادته العسكرية وكان معنا ضمن هذه الخلايا المناضل الوطني الفقيد محمد علي هيثم وكذا الرئيس السابق علي ناصر محمد والمناضلون محمد عبدالله المجعلي ومحمد فضل الصالحي وعلي محمد الصالحي وعلي مقفع وأحمد صالح القنبلة وكان أيضاً معنا من أبناء ردفان في المنطقة الوسطى غالب علي الغزالي وآخرون، وقد كلفنا بالقيام بعدة عمليات عسكرية موجعة منها القيام بمعركة برلمان ولاية مودية في عام 4691م والذي شارك فيها العديد من ثوار الجبهة القومية واعتقل علينا حينها المناضل علي حسين أحمد ولم يصب أي فرد من الثوار في هذه المعركة وبعد نجاح العملية العسكرية وعدنا إلى مواقعنا في جبل فحمان وعند صباح اليوم الثاني أغير علينا..
إسقاط الطائرات المغيرة
الطائرات البريطانية تقصف جبل فحمان
قامت الطائرات البريطانية خلال صباح اليوم الثاني بقصف مواقعنا في جبل فحمان وقد تم حينها اسقاط واحدة من الطائرتين المغيرتين على مواقعنا في جبل فحمان في مودية من قبل الثوار المتمركزين في الجبل منهم المناضل علي محمد امصالحي وحيدرة عوض المطول المحوري ومعهم أكثر من خمسة من الذي شاركوا في سقوط الطائرة كونهم كانوا يشكلون الفرقة الأولى من الحراسة في ظهر الجبل وتأمين انسحاب الثوار إلى الجبل. كما انه وفي نفس الليلة تحركت الفرقة الثانية إلى الملح بقيادة المناضل محمد عبدالله المجعلي وجاءت طائرة عسكرية بريطانية تهاجم موقعهم وتم اسقاطها من قبلهم في منطقة الملح وقد انتقلنا من هذا الموقع إلى جبل ملاحة في دثينة ونتيجة لمراقبتنا من قبل المخابرات وعملائهم بالمنطقة حيث جاءت الطائرات البريطانية تضربنا منذ الصباح ولكن الحمد لله لم يصب أحد من الثوار، وبعد اكتشاف مواقعنا وحفاظاً على أرواح الثوار غادرنا المنطقة عبر السيلة في البيضاء إلى الشمال.
عام 4691م في تعز
وبعد وصولنا إلى شمال الوطن هذه المرة تم ارسالنا إلى معسكر صالة في مدينة تعز الحالمة حاضنة الثوار وكان معنا القائد العسكري للمنطقة الوسطى بأبين المناضل ناصر علوي السقاف ونائبه الشهيد محمد فضل الصالحي وقد تم تدريبنا في معسكر صالة بتعز على مختلف الاسلحة العسكرية وكذا التدريب الخاص لقوات الصاعقة واستمر ذلك التدريب حوالي ستة أشهر وبعد انتهاء فترة التدريب عدنا إلى المنطقة الوسطى تقريباً أواخر عام 4691م وكان في استقبالنا القائد العسكري للمنطقة السيد ناصر علوي السقاف الذي عاد من مصر وكذا نائبه الشهيد أحمد بن أحمد الفقيرية الذي استشهد في عدن وقد تم تكليفنا حينها بالقيام بالعديد من العمليات العسكرية في كل من زنجبار وجعار والوضيع واحور وبعض المواقع العسكرية وكذا الطرقات حيث تتمركز فيها القوات البريطانية واعوانهم واستمر عملنا بهذه العمليات العسكرية حتى عام 7691م في إطار المحافظة ضمن المجموعات العسكرية.
اسقاط المناطق في أبين
لقد كان لنا اسهام متواضع مع بقية مناضلي الجبهة القومية في إسقاط المناطق في محافظة أبين حيث وانه خرجتا بمسيرة كبيرة قادها ثوار الجبهة القومية في المنطقة الوسطى لإسقاط مدينة مودية ومنها تحركنا أيضاً لإسقاط مديريات الوضيع ولودر بعد ذلك توجهنا إلى منطقة شقرة الساحلية.
ووجدنا هناك العديد من المناضلين وعلى رأسهم سالم ربيع علي «سالمين» وآخرين حيث تحركنا يوم 72 اغسطس 7191م في اتجاه مدينتي زنجبار وجعار كبرى مدن محافظة أبين وتم اسقاطها بيد ثوار الجبهة القومية في ذلك اليوم وخرجت المسيرات من قبل المواطنين مباركة ومؤيدة لسلطة الجبهة القومية ورافعة الاعلام على مباني المؤسسات الحكومية والمنازل وصور الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وأعلنت حينها الاحكام الشعبية وتكوين حرس شعبي وفرق متجولة واستمر الحكم بيد ثوار الجبهة القومية حتى إعلان الاستقلال الوطني المجيد في ال03 من نوفمبر 7691م.
يوم ال03 من نوفمبر 76م
اتذكر انه في ذلك اليوم كنت حراسة مع المناضل ناصر علي والشهيد حسين عبدالله ناجي الذي سمي مستشفى ناجي في أبين باسمه وكنا أول سيارة ضمن المسيرة الواصلة إلى عدن وكان في استقبالنا الشهيد الرئيس سالم ربيع علي وتوجهنا صوب المهرجان في مدينة الشعب حيث تم رفع علم الجمهورية وإعلان الاستقلال الوطني المجيد وقد القى المناضل الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي خطاباً سياسياً في هذا المهرجان الكبير يوم الاستقلال الوطني وخروج آخر جندي بريطاني مستعمر من هذا الجزء من الوطن اليمني الحبيب.
ولكن للامانة نحن الثوار المناضلين كنا نحلم في هذا اليوم بإعلان وحدة الوطن اليمني ورفع العلم اليمني الواحد والذي كان حلماً يراود كل مناضلي الثورة اليمنية والذي ناضلنا من أجل تحقيق أهداف الثورة اليمنية الخالدة ولكن الحمدلله لقد تحققت الوحدة اليمنية على أيدي المناضلين الشرفاء من أبناء الوطن وفي مقدمتهم فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله..
الدفاع عن الثورة
أما المناضل الشيخ/حسين عوض اليزيدي وهو من مواليد مديرية يافع جبل يزيد في العام 7491م.. متزوج وله «7» أبناء أربعة أولاد وثلاث بنات وهو حالياً مغترب في المملكة العربية السعودية.. في البداية تحدث إلى الصحيفة الشيخ حسين اليزيدي عن الثورة اليمنية الأم ثورة ال62 من سبتمبر 2691م في ذكراها ال74 وأهميتها في نفوس وأفئدة عموم الشعب اليمني ومامثلته من اشراقة جديدة بقضائها على نظام الحكم الإمامي المستبد والمتخلف والتحديات الجديدة التي تقف في وجه الثورة اليوم قائلاً :
أولاً قبل الدخول في تفاصيل مرحلة الثورة والمشاركة في الدفاع، عنها لابد لنا ان نتوجه بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الأم السابعة والأربعين إلى قيادتنا السياسية الوحدوية فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى كافة جماهير شعبنا في كل ربوع اليمن بأن تواصل الثورة اليمنية مسيرتها في البناء والتنمية والوحدة والديمقراطية وان تعمل بالتفاف كل أبناء الشعب اليمني أمام كل المؤامرات التي تعمل على العودة بنا بحركاتها التمردية والتخريبية إلى نظام الحكم الإمامي البائد الذي لفظه شعبنا وأقام ثورته وجمهوريته الفتية التي تصدت في أولى أيامها لمؤامرات الملكيين ومن يدعمهم وطردت فلولهم في كل جبهات القتال التي حاولت في حصارها القضاء على الثورة في حصار ال07يوماً وهزم المقاتلون جحافل وفلول الملكيين والمرتزقة شر هزيمة وكذلك المتآمرين على دولة الوحدة من الانفصاليين الذين حنوا اليوم إلى عودة نظامهم التشطيري اللعين والذي انتصر في عام 4991م الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه على مؤامراتهم الأولى الانفصالية وهم اليوم لن يجدوا إلا الويل والخسران، فالوحدة أصبحت ملك الشعب فالثورة اليوم بحاجة إلى التفاف كل الشعب بكل فئاتهم الاجتماعية وأحزابهم ومنظماتهم اليوم خلف القيادة السياسية للدفاع عن الثورة والوحدة مهما كانت المؤامرات.. اليوم الكل يعرف كيف كانت الأوضاع وحياة الشعب في عهد الإمامة من تخلف وجهل وحرمان من أبسط أمور الحياة وكيف جاءت الثورة بعد هذا النظام المتخلف لتغيير الاوضاع وتبني البلد وتطوره وكيف كانت الأوضاع في عهد النظام الشمولي من الفرقة والشتات والقهر وكيف هي أوضاع البلاد والعباد بعد الوحدة فهل يعقل للانسان ان يرضى بعودة التخلف والجهل والقهر والاستبداد في حياته؟ هذا من المستحيلات اننا نطالب هؤلاء كما دعاهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار والكلمة السوية تحت سقف القانون والنظام والدستور والحفاظ على الوحدة الوطنية وغير ذلك فالخروج عن هذه الثوابت يعتبر خيانة وطنية.
حماس المشاركة في الثورة
وعن مشاركته في الدفاع عن الثورة قال الشيخ ياسين اليزيدي: في عام 0991انتقلت من قريتي في جبل يزيد في يافع إلى محافظة عدن للبحث عن عملاً وتوفير لقمة العيش لأسرتي فوجدت عمل في أحد مطاعم المعلا دكة وهو مطعم مشهور حالياً اسمه مطعم «الاقبال» لصاحبه سالم عبدالواحد وكنت حينها شاباً صغيراً لايتجاوز عمره أربعة عشر عاماً ولكن رغم صغر سني كنت متأثراً بالاجواء الوطنية والثورية التي كانت سائدة حيث كنا نعيش تحت الاحتلال البريطاني.. لكن فترة الستينيات كانت فترة انتصار الثورة المصرية فكان الناس يعيشون زخم هذا الانتصار وافتخارهم بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر وكانت الإذاعة هي مجال لمتابعة الناس التطورات والأحداث الجارية التي كانوا يتابعونها من خلال إذاعة صوت العرب والتي كانت تنقل الأخبار عن الساحة المصرية والعربية واليمنية وخطابات الرئيس جمال عبدالناصر كان الناس شغلهم الشاغل في عدن متابعة هذه الأوضاع تجدهم متحلّقين جماعات، جماعات حول الإذاعات في المطاعم ومقاهي الشاهي حتى جاء صباح يوم الخميس الأغر 62 سبتمبر وبينما الناس يتابعون الأخبار إذا ببيان الثورة، يصدح مجللاً معلناً عن انتصار الثورة على حكم الإمامة البغيض فهلّلنا جميعاً ورقصنا فرحين بانتصار الثورة وصرخنا بكامل أصواتنا: تحيا الثورة، تحيا الثورة وتسقط الملكية وكان ذلك اليوم عيد كبير ترى مشاعر الفرحة به في وجوه الناس وكان لنداء الرئيس عبدالله السلال بدعوة الاحرار والمناضلين في كل ربوع اليمن لنجدة الثورة والدفاع عنها من تآمرات الملكيين أثر كبير في نفسي فقررت بصفة شخصية دون تأثير أو إيعاز من أحد الذهاب إلى صنعاء والمشاركة في الدفاع عن الثورة.
وبالفعل حسمت أمري وحزمت امتعتي للمغادرة من عدن إلى صنعاء في اليوم التالي.
اللقاء بالثائر محمد بن عيدروس
غادرت في اليوم التالي مدينة عدن صباحاً بالسيارة اللوري إلى محافظة لحج ومنها إلى الراهدة ثم إلى تعز حيث جلست فيها أياماً قليلة بعد أن عرفني أحد الأشخاص بمكان سكن السلطان محمد بن عيدروس العفيفي سلطان يافع بن قاصد والذي هرب إلى شمال الوطن عام 1691م بعد ان قصفت الطائرات البريطانية منزله في منطقة القادة بمديرية رصد بمحافظة أبين نتيجة مواقفه الوطنية ومعارضته الصريحة لسياسة الاحتلال ومقاومته قيام محميات إتحاد الجنوب العربي.. و السلطان محمد بن عيدروس العفيفي شخصية وطنية مناضلة ومحبوبة من قبل جميع المواطنين وكان مقارعاً لسياسة الاحتلال بكل شجاعة ولم يخف وضحى بكل مايملك من أجل ان يتحرر وطنه من المستعمرين وهذه كلمة حق أقولها عن هذا الرجل والله من وراء القصد..
وقد توجهت إلى مكان سكن السلطان بتعز وكنت لأنني وجدت من سوف يساعدني على الذهاب إلى صنعاء بكل تأكيد حتى احقق أملي بالمشاركة في واجب الدفاع عن الثورة، وفعلاً قابلني السلطان محمد بن عيدروس فور وصولي إلى منزله بحفاوة كبيرة ورحب بي وسألني عن اخباري ومطالبي التي جئت من أجلها.. فقلت له : والله أنا جئت إلى عندك من أجل ان تساعدني للذهاب للمشاركة في الدفاع عن الثورة.. فقال لي : ولكن ياإبني انت صغير والمشاركة في القتال وجبهات القتال مسألة صعبة وليست هينة فقلت له: أنا قادر على المشاركة مهما كانت المصاعب.. فقال : بارك الله فيك وفي شعورك الوطني ولكن سوف تنتظر يوماً أو يومين وسوف ارسلك مع مجموعة من الرجال ولكن لم انتظر واصررت عليه في المغادرة سريعاً فما كان منه إلا ان كتب لي رسالة إلى وكيله في صنعاء محمد علي منصر الشعيبي وإلى علي سعيد بن رباح وارسلني مع واحد إلى مكان السيارات لنقلي إلى صنعاء حيث تحركنا من تعز في الصباح إلى الحديدة ومنها عبر نقيل مناخة إلى صنعاء والتقيت بالشعيبي وسلمته الرسالة وبدوره أمن لي السكن مع عدد من المناضلين الموجودين في صنعاء منهم عبدالله الحروي وكان السكن معسكر القوات الجوية إلى جانب بعض الجنود من قوات المظلات من مناطق الحجرية وذمار ثم أخذنا بعد فترة إلى مكان آخر في نفس المعسكر حيث يوجد عدد من أهل يافع من أبناء منطقة مرفد العر والضالع وكان على رأسهم الشيخ المناضل علي صالح المرفدي وكثير من الأفراد من عدد من المناطق اليمنية لقد وجدت الكثير من الأفراد الذين جاءوا إلى صنعاء وهم يحملون نفس الهدف.. المشاركة في الدفاع عن الثورة لأنها شعور عظيم مغروس في القلوب.
الانطلاق إلى جبهة القتال
وبعد ثلاثة أيام من وصولنا جاء الأخ/سعد بن رباح إلى مجموعتنا وكان عددها قد تزايد وصار«001» فرد فقال لنا: استعدوا اليوم سوف ننقلكم إلى مجموعات المقاتلين في الجبهة الأمامية وأخذنا لمقابلة الشيخ المناضل/أحمد المجعلي الذي بدوره أخذنا إلى العرضي للتسليح بعد أن رحب بنا ووجهنا إلى مسئول التسليح من أجل تسليمنا الأسلحة المقررة لكل فرد والذخائر أيضاً أرادوا أن يعطوننا بنادق شيكية فرفضناها وقلنا له: نريد بنادق كليمان فتدخل على الفور ضابط مصري وقال اصرفوا لهم بنادق جرمني وتم صرف لكل واحد منا بندقية وكان عددنا عشرة أذكر منهم المناضلين/محمد حسين القعيطي وحسن بن حسن القعيطي وغالب محمد المحرمي وأخيه علي والسيد حسين محمد الهاشمي ومنصور وعلي محمد الحدي والعبدلله حسين عوض اليزيدي وقد تم ضم مجموعتنا من قبل الشيخ/المجعلي إلى مجموعة مكونة من «07» شخصاً من المراقشة وأهل دثينه أذكر منهم المناضل/عبدربه محمد سواد وهو رجل محنك وعاقل فكان الجميع جاهزين لنصرة الثورة جاءوا من كل حدب وصوب غير عابئين بما يمكن أنه يتعرضوا له من مخاطر وأهوال في جبهات القتال.
مواجهة الملكيين
وبعد تجهيز الأسلحة والمعدات شحنت إلى السيارات التي انطلقت بنا صوب جبهة القتال لمواجهة فلول قوات الملكيين وكان الاتجاه نحو منطقة اسمها الضبيعات والتي كانت توجد فيها قيادة العمليات التي وصلنا إليها فقامت مباشرة بتوجيهنا إلى منطقة تنعم وهي إحدى مناطق جبهات المواجهة مع قوات الملكيين فتم تحركنا إلى هذه المنطقة وتمركزنا في موقع فوق قمة جبل تنعم كل المجموعة وعددها «08» فرداً بقيادة المناضل/أحمد المجعلي وكانت إلى جوارنا مجموعة مصرية مكونة من «04» فرداً بقيادة أحمد طلعت وكانت المواجهات مع القوات الملكية تتوغل باتجاه مواقع جبهتنا والجبهات المجاورة تتواصل بشكل شرس واستمرت أياماً متتالية ولكن صمودنا القوي وتعزيزاتنا العسكرية أفشل كل محاولات الملكيين بالتقدم نحو مواقعنا وقد ضاعفنا من ضرباتنا بالمدفعية الهاون والرشاشات المتوسطة التي كانت متواجدة مع أفراد كانوا معنا مدربين عليها مامكنا من إضعاف قوات الملكيين وأنزلنا بهم خسائر كبيرة في جنودهم وأسلحتهم وعتادهم واستمرت هذه المواجهة في جبهات القتال أياماً طويلة امتدت إلى نحو عام كامل حتى نهاية نوفمبر 2691م وحتى ديسمبر 3691م.
مواقف لاتنسى
وعن أبرز المواقف عن الثورة والجمهورية أشار الشيخ/اليزيدي إلى أن هناك هجمات كبيرة ركزت على مواقعنا أدت بعضها إلى استشهاد أفراد من المقاتلين المدافعين عن الجمهورية وإصابة بعضهم ولحسن حظي لم أتعرض إلى أية إصابات رغم اصابة العديد من رفاقي ففي إحدى المواجهات التي شنتها قوات الملكيين كانت هجمة شرسة أمطرت مواقعنا بوابل من طلقات الأسلحة الرشاشة المتوسطة والمدفعية والهونات استمرت لساعات أحدثت في مواقع المجموعات المتمركزة على قمة جبل تنعم وأثناء احتدام المعركة كلفت مع مجموعة من الرفاق لنقل جثث الشهداء والمصابين من مواقع الجبهات في نطاق مجموعاتنا المقاتلة إلى صنعاء حيث تم نقل القتلى من المصريين إلى جانب قتيل واثنين مصابين من مجموعتنا هم صالح كلس ومحمد حسين القعيطي وقد أوصلناهم إلى صنعاء وعدنا مرة أخرى إلى الجبهة واستمرينا في الجبهة لمدة عام كامل من شهر نوفمبر2691م وحتى ديسمبر 3691م بعد أن استطاعت المقاومة في جميع الجبهات دحر قوات المكليين وهزيمتهم شر هزيمة وولوا هاربين يجرون أذيال الهزيمة وكسرت شوكتهم.. وبعد فترة عدنا إلى صنعاء وقد صادفت عودتنا مع اقامة الاحتفال بعيد الثورة والذي أقيم في ميدان التحرير عام 3691م وشارك فيه الرئيس الخالد/عبدالله السلال وبعد فترة تم تكريمنا وصرفت لنا مرتبات لكل فرد «52 ريالاً فرنسياً» ومنحنا اجازة وقد عدت أنا إلى قريتي بيافع حتى تم استقبالي من قبل المواطنين الذين عبروا عن سعادتهم بمشاركتنا بالدفاع عن الثورة وبعد فترة من عودتي وصلتني رسالة من الشيخ المناضل/أحمد المجعلي بواسطة الأخوين المناضلين/محمد محسن شيخان ومحمد حسن حضر طلب فيها مني المجيء إلى ردفان بعد أن انفجرت ثورة 41اكتوبر عام 3691م ولكني اعتذرت عن الذهاب إلى ردفان لأسباب وظروف قاهرة في الأسرة حالت دون مشاركتي ولكني وعدته بالمشاركة بشكل آخر من خلال مساندة ثورة 41اكتوبر وثوارها من خلال تأمين وصول قوافل الامدادات والسلاح واعداد المقاتلين وغيرها من المسائل وفعلاً أمّنت العديد من القوافل الحاملة للسلاح حتى تم انتصار الثورة ودحر الاستعمار البريطاني من على أرضنا الطاهرة في الثلاثين من نوفمبر 7691م.
من الانقسام إلى الوحدة المباركة
ويختتم الشيخ/المناضل حسين عوض اليزيدي حديثه: أنه بعد الاستقلال لم أبق في الوطن فغادرت مهاجراً إلى السعودية بحكم الظروف والصراعات التي نشبت بين رفاق الدرب في الجبهة القومية ومكثت في السعودية حتى تحققت الوحدة فعدت إلى الوطن لأول مرة بفضل الوحدة اليمنية المباركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.