- قرأت في الأخبار أن عضواً في مجلس النواب (استغرب) حضور رجال الدين في حرب 1994م بفتاوى التكفير والجهاد ضد الحزب الاشتراكي ومن ورائه الشعب في الجنوب، وعدم اصدار فتاوى في الحرب الدائرة بين الإرهابيين من جهة والجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى .. استغرب الرجل صمت رجال الدين حيال جرائم الإرهابيين، ونقول لصاحبنا: إذا كانوا صامتين فقل الحمدلله .. لأنهم لو رفعوا اصواتهم بالفتاوى حول الحرب الدائرة اليوم في أبين فستكون في صالح الإرهابيين كما في حرب 1994م، لأن هؤلاء بنظرهم مجاهدين. وفي الحقيقة أن كلمة (صمت) فيها نظر .. لأن كثيراً من رجال الدين من صنف الديلمي والزنداني والحميقاني قد تكلموا في هذا الشأن، وزعموا أن الحرب بين الإرهابيين من جهة والجيش والمواطنين من جهة أخرى هي حرب بين طائفتين مسلمتين ولابد من الصلح بينهما .. وأن دماء المجاهدون (لايجوز أن تسفك بأيادي يمنيين نيابة عن أمريكا) وقد قال قائلهم في لقاء تلفزيوني يمني: هؤلاء مجاهدون ضد أمريكا فلنتركهم يقاتلونها، وأضعف الإيمان عدم مقاتلتهم نيابة عن أمريكا. - صاحبنا (يستغرب) سكوت رجال الدين عن افعال تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة، وكأنه يجهل أن (جماعة انصار الشريعة) هي من صناعة رجال دين تحرجوا من القتال تحت راية تنظيم القاعدة فابتكروا الاسم الناعم (أنصار الشريعة) ليجمع القاعدة والجهاديين معاً. وهم أيضاً ليسوا صامتين، صحيح أنهم لايفتون بكفر الجيش والمواطنين، لكنهم في الوقت نفسه يدافعون عن الإرهابيين دفاعاً (عصرياً) .. إذ يقولون إن الغارات التي تشن على الإرهابيين (قتل خارج القانون) .. أي أن الجيش والمواطنون يرتكبون جرائم (قتل خارج القانون) .. رغم أنهم يدركون أنها حرب بين طرفين، والارهابيون هم من ابتدأ هذه الحرب ويصر على الاستمرار فيها، أما الجيش والمواطنون، فلم يذهبوا لقتال أحد بل يدافعون عن النفس.. القتل خارج القانون جريمة، ولكن هذه حرب بين طرفين في معركة فرضها الإرهابيون. - ولا حجة لصاحبنا في (الاستغراب) .. ألا يلاحظ الدعم الذي يحصل عليه (انصار الشريعة) من كل جهة، وما أكثر المجاهرين بتعاطفهم مع (انصار الشريعة) .. ألم يعلم أن جمعتين من جمع شارع الستين في صنعاء خصصتا لشد إزر (انصار الشريعة) .. الأولى (جمعة كلنا أبين) و الثانية (جمعة الوفاء لأبين) والحقيقة (كلنا انصار الشريعة) وأوفياء لانصار الشريعة! ألم يسمع الشيخ صادق الأحمر وهو يعلن أن الحوار مع (انصار الشريعة) من لوازم الحوار الوطني القادم؟ الم يقرأ أن محمد قحطان وغيره من الإصلاحيين يتحدثون عن الحوار مع الإرهابيين؟ ألم يقرأ في إعلام الإصلاح أن الإرهابيين ( مفترضين .. وما يسمى .. وما يعتقد .. والفزاعة)؟ولما يضطروا لذكر الإرهابيين يقولون (قاعدة صالح .. قاعدة النظام) .. وأخيراً .. هذا طارق الفضلي يعتبر ان ما يجري بين الإرهابيين من جهة والجيش والمواطنين من جهة اخرى، حرباً على أبناء الجنوب بينما هي حرب على الإرهابيين الذين نجزم أن عدد الجنوبيين فيهم إقل من العشر.