وأنا أقرأ خبراً عن المبدعة الجميلة "أم أيمن" صاحبة أحلى وأجمل وأفصح وأبلغ صوت في إذاعة وتلفاز عدن - السيدة / نبيلة حمود .. متعها الله بالصحة والعافية، وعندما كنت أنظر لواقع حال عدن ومبدعيها الأفذاذ، وكيف صار الوفاء معهم معدوماً في هذا الزمان، تألمت لما آلت إليه نبيلة التي ملأت الدنيا ثقافة وإعلاماً وأكسبتنا أشياء جميلة نعتز بها حتى اليوم، تألمت من فعل المسؤولين الذين لا يكلون ولا يملون من تطبيب أنفسهم لأدنى وعكة تلم بأحدهم، لكنهم اليوم يستكثرون ذلك على من أعطت جل حياتها للإذاعة والتلفزيون والناس وعدن عامة .. ويا لهول أن يتنكر المسؤلون للإبداع ليستكثروا منحة علاجية لها على وجه السرعة، وحتى حركتها تقيدت وصارت تنقل إلى الإذاعة "على محفة" لأداء رسالتها مؤخراً.. يا لبشاعة المواقف الرخيصة في هذا الزمن الذي أكسبناه رداءتنا وخيبتنا وظلمنا .. فلقد تبرع شباب محبون لنبيلة حمود بكرسي متحرك .. إنه فعل جميل ومحسوب لهم، بارك الله فيهم، ولا هنئت حياة بخلت على نبيلة بما تستحقه قانوناً وأخلاقاً ومجتمعاً. أقول .. وأنا أقرأ هذا الخبر المؤلم .. تفاجأت برسالة هاتفية صباح يوم أمس الأربعاء من المهندس الخلوق حسن سعيد قاسم - نائب مدير المياه السابق الذي افتقدنا أدواره المهمة بعد ما صار من لغط وافتراء في إدارة المياه .. وبعد أن خسرناه والمدير العام المقتدر عبدالله عبدالفتاح .. تسلمت الرسالة التي تفيد بوفاة ابن عدن المعطاء الرجل الخلوق والوطني الخدوم السيد محمود عبدالله عراسي في صنعاء، والذي سيصل جثمانه إلى عدن اليوم (أمس) لمواراته الثرى الطاهر في مقبرة القطيع إن شاء الله وتضاعفت الصدمة في لحظة واحدة، لحظة حزن على امرأة هي كل عدن الجميلة ورجل هو إرث وعطاء المدينة الذي لا يذكر اسمه إلا ويثنى عليه بدون استثناء. رحمك الله يا محمود .. فأنت خلدت اسمك ونفسك وأسرتك بأعمالك الطيبة التي حفرت على الصخر، ولن ننساك يا خالد الذكر لأنك آويتنا بعد أن كنا بلا مأوى .. وأمنتنا في بيوت مشيدة، ولولاك ما كنا فيها اليوم .. فنم قرير العين يا غالي علينا والعزاء لأسرتك وأشقائك وأبنائك وكل محبيك .. إنا لله وإنا إليه راجعون. ولنبيلة حمود .. نسأل الله أن يسخر لها من ينقذ حياتها .. آمين.