هل بلغ بنا الحال أن نسلّم بالأمور بخنوع وأن نطلق العنان لدموعنا التي هي ما تبقى لنا من حطام الدنيا لنبكي على القامات والهامات التي تتهاوى بعد افتراس الأمراض لها، دون أن ينقذها أي منقذ، وعلى الأقل من جهة العمل لهذا أو ذاك الذين بذلوا قصارى جهدهم وجل حياتهم وداهمهم الموت بعد المرض الذي ربما لو عولجوا منه لكان الشفاء أقرب إلى بقائهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد. المتألقة المثقفة المخلّقة حقاً الأستاذة السيدة نبيل حمود آلمني أن أقرأ خبراً عنها وأنها تعاني تضخماً في عضلة القلب، وأنها لا تقدر على الحركة إلا بالكاد.. آلمني النبأ وهاتفت نجلها النجم الإعلامي والتلفازي أيمن وضاعف من حزني نبرته الهادئة حيث أكد لي أنهم تركوا المنزل الأول في الدور الرابع، واستأجروا آخر في الدور الأرضي لصعوبة حركة النبيلة وعدم قدرتها على صعود السلالم، وحتى ذهابها إلى الحمام يتطلب استناداًَ، لأن قلبها لم يعد يقوى على التحمل والحركة. نبيلة حمود هذه السيدة الأنيقة المبدعة المبتسمة ثغراً وقلباً لم تجد من يسند قلبها ولا توجعاتها.. وكأنها لم تفعل شيئاً في هذا الوطن. نبيلة حمود.. محمودة الفعل والقول والسلوك.. تناساها أهل الشأن ولم يقدموا لها، ربما حتى قيمة الإسعافات والأدوية، خاصة وأدوية القلب غالية وتوزن بالذهب، إن جاز التعبير، فهل نتركها نهباً للمرض، ونحن نرى الملايين تصرف هنا وهناك في سبيل أشياء خرساء، لا يمكن مقارنتها بإنسان أعطى وضحى ولم يجد حتى حقه في العلاج بالخارج، وقد رأينا معاناة كثيرين لعل آخرهم الأستاذ الكابتن/ معتوق خوباني الذي كَلّ قلبه وهو في خدمة الرياضة والتربية والحركة الوطنية ولم يلتفت إليه احد سوى ذلك الشهم المغترب الضالعي الذي أسنده بمليون ونصف المليون ريال ليسافر إلى الهند ولا من داعم رسمي أبداً ... إن نبيلة حمود تقع مسألة إنقاذها الفوري على وزارة الإعلام وهي المعنية قبل غيرها بتوفير منحة طبية سريعة لهذه الإنسانة التي خدمت الوطن حتى هدها المرض ولا كأنها قدمت للوطن شيئاً ذا أهمية! نبيلة حمود ..لو تأخر إسعافها للخارج فسنخسرها مثلما خسرنا كثيرين ولعل آخر زميل لها هو المخرج المبدع المرحوم/ أكرم محسن الترب الذي داهمه المرض وكان خير سند للنبيلة في مجال العمل والعشرات من المذيعين الذين نتشرف بسماع أصواتهم عبر أثير إذاعة عدن ..نعم لا نريد أن نخسر هذه القائمة بتقاعسنا وبخل مسئولينا فلقد صارت المقابر مفتوحة لأهل المنابر والله المستعان!.. تحركوا يا أولي الأمر وعالجوا نبيلة حمود في أقرب وقت وإلا فلن يكون كلامنا إلا لعنة الله على المتخاذلين وناكري التضحيات في ظل هذا الزمن الذي لا يفرق بين الصح والخطأ.. نسأل الله أن يمن عليك بالصحة والشفاء والعافية يا أم أيمن ولعلها تنفرج في الوقت الحرج إن شاء الله فأهل الخير كثيرون في الداخل والخارج والقلوب الرحيمة لن تخذلك يا أختنا الغالية..!