ممايسر الإنسان ان يسمع هذه الأيام صيحات متتالية وجهوداً رسمية وشعبية تبينت لنا أخيرا تنادي بالإقلاع عن القات وصولاً إلى التخلص منه وانتشال شبابنا من هذه الأزمة ومخاطرها الجمة عليهم وعلى البيئة والاقتصاد الوطني . واعتقد أن برامج التوعية بمخاطر القات وإضراره على الفرد والمجتمع هي من الأهمية بمكان ومن الضروري ان يتم توسيع دائرة الحديث عن هذه المشكلة باعتبارها تمس الفرد والبيئة وخاصة مع تزايد استخدام المزارعين لأنواع السموم والمبيدات المختلفة والتي تحدث الأطباء والمختصين بما تسببه من أمراض خطيرة ومستعصية يصاب بها نحو 40 % من شبابنا من سن 15 إلى سن 25و 30 عاما ، وبالتالي فإن الواجب يحتم علينا جميعاً أن نبذل قصارى جهدنا في التوعية ولكن ذلك لايكفي لوحده ولا يعفي الحكومة وأجهزتها المختصة من القيام بواجبها وتبني برامج عملية في إحلال الأشجار المثمرة وذات الجدوى الاقتصادية محل القات كي يتمكن المزارعون من العيش الكريم ودون أن يشعروا أنهم مستهدفون في رزقهم بل أن الدولة تراعي هذه الشريحة وتسعى لخدمتهم وإدخال سبل الأمن والرعاية والعناية بمن يعمل كي يخدم المصلحة الوطنية ويفيد الشباب اليمني بثمرة جهده والتعاون مع الدولة جنباً الى جنب للنهوض بالتنمية وأهمها التنمية الزراعية . استفسارات مقوت هل ( القات ) منشط للقدرات الجنسية مقو للخصوبة ؟ سؤال طرحه احد بائعي القات والذي يؤكد أن للقات ايجابيات كبيرة وإنه غير ضار إلا في حالات الاستخدام المفرط وعلى المدى الطويل، وعزا إلى باحثين غربيين القول «إن القات منشط ويساعد في تنشيط القدرات الجنسية للرجال ومقو للخصوبة وأن القات ينتج عنه مركبات كيميائية مفيدة للجسم». أن مايجعل عقولنا تتشتت هي احدى الدراسات التي قدمت سابقا وتتلخص في المركبات الكيميائية الموجودة في القات وتأثيراته وأضراره والدراسات الميدانية التي قمنا بها على عدد كبير من متعاطي القات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي يسببها القات. ويعد القات إحدى النباتات الخاضعة للرقابة الدولية وينطبق عليه ما ينطبق على المخدرات في العقوبات الصادرة. وتحتوي أوراق (القات) الطرية الطازجة وهي الجزء المستعمل من نبات (القات ) على قلويدات من أهمها كاثينون Cathinon ونور بسودوإفدرين Norpsodoephedrine والكاثينون هو الذي يعزى إليه التأثير المنبه للجهاز العصبي المركزي وإذا ذبلت أوراق القات فإن هذا المركب يتحول إلى مركب جديد يسمى كاثنين وهو مركز غير فعال وليس له تأثير. كما تحتوي على زيوت طيارة ومادة عفصية. تأثيرات القات سألنا كثير من الشباب عن أضرار تناول القات وماذا قد ينتج عنه فاجمعوا على انه يسبب الأرق والشعور بالتنميل كما يؤدي إلى فقدان الشهية للطعام، وينجم عن ذلك أمراض نقص الفيتامينات وسوء التغذية والأمراض المعدية مثل السل. وقد يؤدي إلى حدوث القلق والاكتئاب. ويسبب القات إصابات في الجهاز الهضمي مثل التهاب الفم والمريء والمعدة وشلل حركة الأمعاء والإمساك. كما أن من الأضرار الناجمة عن استعمال القات السلوك العدواني لبعض مدمنيه الذين يصعب السيطرة عليهم، وتبلد الشعور وتدني مستوى الذكاء والقدرة على التركيز والعمل. أعود إلى ما قيل سابقا عن أن القات منشط جنسي ومقو للخصوبة وأن القات ينتج عنه مركبات كيميائية مفيدة للجسم. فقد قمنا بعمل دراسة ميدانية على عدد كبير من مدمني القات وأغلبيتهم من الشباب وكانت هذه الدراسة عن دور القات في النشاط الجنسي لديهم وخلصت الدراسة على ان (50) مدمناً بأن القات ليس له دور بأي حال من الأحوال في التنشيط الجنسي وأن هؤلاء المدمنين اصيبوا بالعجز الجنسي التام وهذا في الحقيقة يناقض ما ذكر في النشرة التوعوية الصادرة عن وزارة الصحة اليمنية . وقد اثبتت الدراسات الاجتماعية والاقتصادية أن ادمان القات يؤدي إلى تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، حيث يفقد المدمن اهتمامه بأسرته ويركز جل تفكيره وسعيه نحو شراء القات والحصول عليه بأي وسيلة، وقد يعجز المدمن عن سد حاجة الأسرة من الغذاء والكساء، وقد تتفاقم المشكلات الأسرية بسبب العجز الجنسي الذي يسببه القات وهذا فعلاً ما لاحظناه في الدراسة الميدانية التي قمت بها. كما تشكل أمراض سوء التغذية والأمراض المعدية التي يسببها ادمان القات خسارة على الفرد والدولة حيث تنفق أموال طائلة لعلاج هذه الأمراض. وينجم عن تدهور الحالة الاقتصادية للفرد انتشار التسول والسرقة والدعارة ويصبح المدمن عالة على أسرته وأصدقائه وبلده .