في إطار تعزيز الشراكة والتعاون التكاملي في دعم التعليم وبناء القدرات والتشجيع على الالتحاق بالمدرسة والاستمرار فيها تأتي أهداف وتطلعات الحملة الوطنية التي تدشنها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف تحت شعار (لنلحق أبناءنا بالمدارس وندعم استمرارهم في التعليم ) . لمزيد من التفاصيل عن هذه الحملة وما يرتبط بها من أهداف وعن الجديد فيها لهذا العام التقينا عددا من الشخصيات التربوية المعنية وهذه هي الحصيلة : البداية كانت مع الدكتور عبدالرزاق الأشول وزير التربية والتعليم الذي أكد من خلال حديثه أن الحملة تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع نسبة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وضرورة حصول أبنائنا وبناتنا على التعليم وتشجيع الطلاب والطالبات المتسربين من المدارس على عدم الانقطاع والاستمرار في المدارس ويأتي ذلك العمل بالتعاون المباشر مع منظمة اليونيسيف محمد النجاشي الداعم الأساسي لهذه الحملة .. وأشار إلى أن من أهداف الحملة كذلك تعزيز الشراكة المجتمعية لتشجيع الإلتحاق بالتعليم عموماً والتركيز على تشجيع تعليم الفتاة وبقائها في المدرسة لضمان تضييق الفجوة بين النوعين بالإضافة إلى الاهتمام بمدارس النازحين وتحديثها وتدريب الكادر التربوي وتقديم برامج الدعم والمساندة التربوية والنفسية للطلاب والطالبات بما يحقق النهوض بالعملية التعليمية ومعالجة الآثار النفسية والسعي الجاد لتطوير كل ما يتعلق بالعملية التعليمية باعتبار أن عبدالكريم الجنداري التعليم أساس نهوض الأمم على حد تعبيره . ولفت الأخ وزير التربية والتعليم إلى أن الحملة تستهدف (800) ألف طالب وطالبة موزعين على ثماني محافظات هي ( أمانة العاصمة ، صنعاء ، لحج ، عدن ،أبين ، حجة ، صعده ، تعز ) يرافق ذلك تدريب ما يقارب (6000) من الكوادر التربوية وذلك بهدف بناء قدرات الإدارات المدرسية والمعلمين بما يسهم في خلق وتوفير جو نفسي واجتماعي امن ومستقر ينعكس إيجابا على مستوى الطلاب وتحصيلهم العلمي. وقد اختتم الأخ وزير التربية والتعليم بالتأكيد على ضرورة التعاون وتضافر الجهود من اجل تحقيق الأهداف المنشودة من الحملة باعتبار أن التوعية بأهمية التعليم والعمل على الدفع بالأبناء والبنات إلى المدارس مسئولية الجميع وينبغي أن تتضافر كل الجهود في سبيل تحقيق أهداف تحسين العملية التعليمية والنهوض بها كأساس للتقدم والنهوض في كافة المجالات . نازحو أبين من جانبه قال الأستاذ عبدالكريم الجنداري وكيل قطاع المشاريع والتجهيزات بوزارة التربية والتعليم إن من أهداف الحملة الرئيسية المراد تحقيقها هذا العام رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وضرورته لكل أطفال اليمن ذكوراً وإناثا باعتباره حقاً أساسيا من حقوق الأطفال مشيراً إلى أن التوعية تهدف إلى حشد الطاقات المجتمعية من آباء وأمهات ومجتمعات محلية لتعزيز الشراكة والتعاون بهدف تحقيق الالتحاق بالمدارس والاستمرار فيها والتوعية بمخاطر الحرمان والانقطاع أو التسرب من التعليم. وفي إطار توضيح ما ستقدمه الحملة لنازحي أبين أشار وكيل قطاع المشاريع والتجهيزات إلى انه تم توفير وسائل وتسهيلات تلقي التعليم في أماكن النزوح في عدن بحيث صارت معظم المدارس هناك تعمل لثلاث فترات دراسية وتم توفير أماكن بديلة للمدارس التي لم تهيأ بعد لاستعادة الحياة الدراسية كما أن هناك أعمالا تستهدف إعادة تأهيل وترميم المدارس في أبين في ضوء المسح الذي اكتمل مؤخراً والذي من خلاله تم حصر المدارس المتضررة وحجم الأضرار التي أصابتها مؤكداً أن هناك عدداً من اللقاءات التي ستعقد خلال الفترة المقبلة مع محافظ محافظة أبين والجهات المعنية بحضور ممثلي المنظمات المانحة لمناقشة الوضع في تلك المناطق ووضع الحلول والمعالجات المناسبة التي تتضمن استمرار التعليم وعودة الحياة الاجتماعية والتعليمية إلى طبيعتها . تعليم الفتاة وعن أهمية تعليم الفتاة والتركيز على هذا الجانب ضمن أهداف الحملة تحدثت الأخت أمان البعداني القائم بأعمال وكيل قطاع تعليم الفتاة عضو لجنة الطوارئ في حملة العودة إلى المدرسة موضحة أن هناك تركيزا في إطار مكونات الحملة على الفتيات باعتبارهن فئة مهمة لابد من التوعية بضرورة التحاقهن بالمدارس وضمان عدم التسرب ، يأتي هذا الاهتمام نتيجة الخصوصية المرتبطة بالفتاة اجتماعياً التي تجعل منها أكثر عرضة للحرمان من التعليم والانقطاع أو التسرب وهذا ما يتطلب توعية لأولياء الأمور والمجتمع المحيط بأهمية إلحاق بناتهم بالتعليم للحد من انتشار الأمية بين الفتيات .. وأشارت إلى انه لا يوجد مكون بحد ذاته للفتاة ولكن هناك إشراك كبير وتركيز على الفتاة بشكل خاص يظهر من خلال الشعار والأنشطة والبرامج المختلفة التي من ضمنها الفلاشات التوعية وغيرها . ودعت في ختام حديثها إلى ضرورة تضافر الجهود والعمل التكاملي بين جميع الجهات والأفراد في سبيل تحقق الأهداف المنشودة من هذه الحملة التي ينبغي أن يكون لها نتائج ملموسة وايجابية في زيادة عملية الالتحاق بالمدارس كما انه ينبغي الاستفادة من مكامن القصور التي ظهرت في الحملات السابقة لتحقيق أفضل قدر من النجاح لأهداف الحملة الوطنية التي تأتي هذا العام في ظل استقرار نسبي مقارنة بالظروف والأوضاع التي رافقت العملية التعليمية الأعوام الماضية . جهود تكاملية وعن دور شركاء التنمية ومدى نجاح تجربة التعاون التكاملي بين المنظمات المانحة ووزارة التربية و التعليم يقول الأخ محمد بلة مسئول التعليم في منظمة اليونيسيف إن الجهود المشتركة و التكاملية بين الجهات تخلق النجاح و التميز و تحقق الأهداف المنشودة والمخطط لها وهذا ما حصل في حملة العودة للمدرسة في الأعوام الماضية متمنيا أن تنال حملة هذا العام نجاحا متميزا يحقق هدف الالتحاق بالتعليم كون التعليم أساس بناء المستقبل وأساس النهوض الاقتصادي والتنموي للبلاد لذلك لابد من تضافر جهود جميع الأفراد للوصول إلى وعي وإدراك بأهمية التعليم ونتائجه المستقبلية التي تنعكس إيجابا على الجميع . تدريب وتأهيل وعن الجانب التدريبي والتأهيلي أكد الأخ محمد النجاشي مدير عام التدريب أن تدريب الكوادر التربوية يحمل أهمية كبيرة في مجال بناء وتعزيز القدرات والمهارات لتوفير كوادر مؤهلة ومدربة قادرة على التعامل والتعاطي بمهنية ومهارة مع الطلاب والطالبات خصوصا أولئك الذين عاشوا حالات نفسية سيئة بسبب الأزمات والاضطرابات . وأشار إلى أن الحملة لهذا العام تركز بشكل كبير على المناطق الأكثر تضرراً بتقديم برامج الدعم والمساندة التربوية والمهنية للإدارة المدرسية والمعلمين والاختصاصيين وسيتم تدريب ما يقارب ستة آلاف من الكوادر التربوية يتم متابعتهم من خلال الزيارات الإشرافية والتوجيهية لمتابعة وتقييم وتطوير مستوى الأداء وتقييم مستوى إنجاز الأهداف والأنشطة المخطط لها . مكونات الحملة وفي السياق ذاته قالت الأخت /عزيزة علي الحبابي المنسق الوطني للتعليم في الطوارئ إن الحملة تحمل ثلاثة مكونات : الأول يتعلق بالجانب الإعلامي من خلال إعداد برامج إعلامية توعوية هادفة مرئية ومسموعة ومقروءة تتعلق بقضايا التعليم المختلفة وتوعي بمخاطر الحرمان والانقطاع والتسرب من المدارس وتتضمن كذلك المهرجانات التدشينية المختلفة و الخطط الإعلامية سيتم إعدادها حسب خصوصية كل منطقة واحتياجاتها وستعمل الإذاعات المحلية في كل محافظة بخطة تتناسب مع ما تتطلبه خصوصية وأوضاع المحافظة نفسها . وتوضح الحبابي أن المكون الثاني يركز على الجانب التدريبي والتأهيلي وتقديم برامج الدعم والمساندة التربوية للكوادر التعليمية عموما ولمعالجة الآثار النفسية للازمات بشكل خاص . ويرتبط المكون الأخير بالمستلزمات والأثاث وذلك بالعمل على توفير الأجواء والأماكن المناسبة للتعليم وتوفير المستلزمات المدرسية والوسائل التعليمية وتقديم الحقائب المدرسية ولوازم الدراسة وتوفير كل ما من شأنه تسهيل وتوفير الأجواء الملائمة للالتحاق والاستمرار في التعليم الذي يكون به يكون بناء الوطن وتحقيق المستقبل الأفضل على حد تعبيره . دور الإعلام وعن دور الإعلام وأهميته في إنجاح الحملة وتحقيق الأهداف المنشودة أكد الأخ / إسماعيل زيدان مدير عام الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم أن الدور الإعلامي يعول عليه بشكل أساسي في عملية رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وتوضيح المخاطر والأضرار الناجمة عن الحرمان والانقطاع أو التسرب من التعليم مشيراً إلى أن الحملة التوعوية لهذا العام تحمل العديد من البرامج الإعلامية التوعوية الهادفة تتضمن برامج مرئية ، مسموعة ومقروءة ومهرجانات وغيرها من الأنشطة المختلفة التي تهدف إلى تحقيق مستوى عال من الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وضرورة الالتحاق بالمدارس وما يترتب على ذلك من نتائج وانعكاسات . ويختتم زيدان حديثه بالتأكيد على أهمية تضافر الجهود أمهات وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك وسائل الإعلام المختلفة من اجل إنجاح الحملة وتحقيق أهدافها الرامية إلى تحسين العملية التعليمية والنهوض بالوطن وبناء المستقبل الأفضل الذي يتم بناؤه من خلال التعليم ومخرجاته القوية القادرة على البناء والتقدم بقدرات علمية مهنية مؤهلة ومتميزة .