عاصفة أمام علاقات أنقرةوواشنطن قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أمس إن عاصفة تنتظر العلاقات التركية الأميركية بسبب استمرار الحرب في سوريا ودخول تركيا طرفا فيها. فواشنطن ترغب في المزيد من الانتظار لمعرفة مصير الأسد في حين أصبحت أزمة سوريا بالنسبة لأنقرة قضية لا تتحمل الانتظار. وتطرقت الصحيفة إلى العلاقة الوثيقة التي نمت بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال الأعوام الماضية وقالت إن هذه العلاقة زودت الولاياتالمتحدة بحليف مسلم كبير في الشرق الأوسط وإن الطرفين عملا معا وعلى نحو وثيق من أجل استقرار العراق. وأشارت الصحيفة في مقال كتبه مدير برنامج الأبحاث التركية والباحث المشارك في معهد واشنطن لأبحاث سياسات الشرق الأدنى سونر كاغاتباي إلى التطورات العسكرية التي حدثت مؤخرا بين سورياوتركيا وبلغت حد قصف كل منهما أراضي الأخرى. وقال سونر إنه خلال الأزمة السورية التي استمرت حتى اليوم 18 شهرا كانت تركيا تفترض أنها والولاياتالمتحدة على طرف واحد بشأن تغيير النظام السوري، لكن الآن بدأت الاختلافات تبرز إلى السطح. وأوضح الكاتب أن إدارة أوباما مترددة إزاء سوريا لعدة أسباب منها خشية العواقب غير المعروفة قبيل معركة الانتخابات الرئاسية الوشيكة وتعب الشعب الأميركي من الحروب. أما أردوغان فيبدو أنه ينظر إلى هذه الأسباب كغطاء لعدم اهتمام عام بالمشكلة السورية التي تعاني منها تركيا. وقال سونر إن إحدى العلامات على ذلك توبيخ أردوغان لأوباما يوم 5 سبتمبر على شاشة (سي أن أن) ووصفه له بالافتقار للمبادرة بشأن سوريا وعلق سونر على ذلك قائلا «هذه من المرات النادرة التي ينتقد فيها أردوغان الصديق المخلص لأوباما صديقه». وقال سونر إن ما قاله أردوغان نذير شؤم فرئيس الوزراء التركي يميل، وفق ما ذكره الكاتب، إلى معاملة القادة الأجانب كأصدقاء، ويحتد مزاجه عندما يعتقد أن صديقه لم يقف إلى جانبه «كلما اختلفت نظرة واشنطنلسوريا عن نظرة تركيا، ازداد قلق أردوغان بسبب ما يراه عدم رغبة أوباما في دعم سياسته». وأوضح الكاتب أن سياسة واشنطن ترى أن النهاية الهادئة نسبيا والمتدرجة ممكنة في سوريا وأن الأمل معقود على التئام مجموعات المعارضة ونجاحها في هزيمة الأسد وتفادي الحاجة لتدخل أجنبي مستعجل «وهو خيار تخشى واشنطن أن يتسبب في حدوث فوضى». أما أنقرة، فترغب في نهاية هادئة لكن على نحو سريع، خاصة مع التطورات العسكرية هذا الأسبوع. تركيا تشعر بسخونة الأزمة على أبوابها، «وأردوغان لديه كل الأسباب لأن يعتقد أن الوقت ليس في صالحه». وأشار إلى أن كل ذلك لا يبشر بخير بالنسبة لآمال أردوغان بأن يكون أول رئيس لتركيا ينتخب مباشرة من قبل الشعب في 2014 -حتى الآن كان الرئيس التركي ينتخب من قبل البرلمان- ورغم أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان نال نسبة 49.5 % من الأصوات في انتخابات العام الماضي، فإن اتساع هجمات حزب العمال ربما تقلل هذه النسبة. وقال سونر إنه ورغم أهمية هذه الاختلافات، فإن تمزقا في العلاقات بين البلدين غير مرجح فتركيا تعتمد كثيرا على أميركا، وهناك إيران والنظام الذي يسيطر عليه نوري المالكي الشيعي في العراق. وأشار الكاتب إلى أن موافقة أنقرة على استضافة مشروع الدفاع الصاروخي لحلف الناتو في سبتمبر 2011 تشير إلى سعي تركيا للحصول على أمنها في إطار الناتو الذي يمكن أن يكون حصنا لها ضد إيران وروسيا. وختم الكاتب مقاله قائلاً: «مع هذه السياسات المختلفة لكل من أردوغان وأوباما إزاء سوريا يبدو أن توتر العلاقات الأميركية التركية لا يمكن تفاديه». اعتقال إسرائيلي بتهمة التجسس لحزب الله أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أمس أن إسرائيل اعتقلت شابا عربيا عمل منذ فترة لصالح حزب الله اللبناني، وحاول جمع معلومات عن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وذكرت الصحيفة أن الشاب محمد محمود الخطيب (26 عاما) من سكان قرية مجد الكروم في الجليل جمع تفاصيل عن الحراسة التي يتمتع بها الرئيس شمعون بيريز وعن حراسه الشخصيين، ومعلومات عن قواعد الجيش الإسرائيلي ومصانع أمنية، وهو نشاط تلقى مقابله 500 دولار حسب الادعاء. ووفق الصحيفة، تعزو النيابة العامة في حيفا للمتهم مخالفات خطيرة بينها «التجسس والاتصال بعميل أجنبي». ونقلت الصحيفة عن المدعية العامة أفرات شايمن غرينبويم قولها إن الخطيب أجرى اتصالا بعميل أجنبي لحزب الله ابتداء من 2007، بل زاره في بيته في الدانمارك، وجرت بين الرجلين محادثات عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وحرب لبنان الثانية وفكرة إقامة خلية لمنظمة «إرهابية» في إسرائيل. وحسب لائحة الاتهام، جمع الخطيب معلومات عن قواعد عسكرية ومخازن سلاح وعن «رفائيل» (وحدة تطوير الوسائل القتالية). كما سلم معلومات عن نواب من كتلة كاديما يعتبرون في نظره «مؤيدين للحكم». ووفق اللائحة، جمع الخطيب المعلومات عن منظومة حراسة بيريز أثناء زيارة الأخير للقرية في أغسطس الماضي، لكنه اعتقل قبل نحو شهر قبل أن يستطيع تسليم المعلومات لمندوب حزب الله. لكن حسين أبو حسين محامي الشاب المعتقل وصف الاتصال بالرجل الذي عرف نفسه بأنه رجل حزب الله -إن حصل- بمخالفة ليست فادحة. كما سخر من الاتصال المزعوم برئيس المجلس المحلي في مجد الكروم محمد مناع قائلا «هذه قصص أخرى من ألف ليلة وليلة». لكن قائد الوحدة المركزية في شمال إسرائيل ميخائيل شفشك اعتبر اعتراف الشاب بوقوع هذا الاتصال دليلا على «ارتفاع في درجة نشاط حزب الله في الشمال».