هاجم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الجيش، وقال فى رسالته الأسبوعية أمس «إن جنود مصر طيعون لكنهم يحتاجون إلى قيادة رشيدة توعيهم، بعد أن تولى أمرهم قيادات فاسدة»، فيما قال مصدر عسكرى إن بديع لا يعرف شيئاً عن المؤسسة العسكرية حتى يتهم قياداتها بالفساد . وقال بديع: «إن مصر ستتعافى من كل هذه المحن، وستخرج من هذه المنعطفات إلى قيادة الإنسانية وريادتها»، مطالباً الجميع بعدم الاهتمام بما سماه وسائل الإعلام المضللة، التى قال إنها تفصح عن كذبها ويخشى عليها أن تستمر على ذلك فتكتب عند الله " كذّاباً " . د. محمد بديع وأكد أن (المستقبل للإسلام، وذلك ليس من الخيال فى شىء، بل هو حكم التاريخ الصادق، ونحرص على أن نكون ممن يحوزون هذه الفضيلة ويكتبون فى ديوان هذا الشرف). ووجه حديثه للشعب، قائلاً: ( لقد خرجت بثورة سلمية عظيمة بهرت الدنيا، وها أنت تخرج لتكمل مسيرة الثورة فى مشهد حضاري للاستفتاء على الدستور فى صفوف طويلة وتنتظر ساعات، لتدلي بصوتك، وتعبِّر عن رأيك وفى ذلك أكبر ردّ عملي على الذين يريدون أن يفرضوا من أنفسهم أوصياء على الشعب ) . فى المقابل نقلت صحيفة ( الوطن) المصرية عن مصدر عسكرى مسؤول قوله ( إن «الجيش المصرى هم خير أجناد الأرض وكونهم مطيعين فهذا ليس عيباً لكنه ميزة عسكرية يتمتعون بها، لكن هذه الطاعة لا تعنى أنهم يتلقون الأوامر دون مناقشة وإسهام بالرأى وهذا هو منهج موجود بالقوات المسلحة رسخه بشكل أكبر القيادات السابقة ومنهم المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، الذى يتهمه «بديع» بالفساداً . وأضاف أن أهم ما يتعلمه جنود وضباط الجيش خلال التلقين العسكرى ضرورة أن يكون لهم مساحة للتصرف خصوصاً فى الأوقات الصعبة، واستنكر اتهام «بديع»، للقيادات السابقة بالفساد، وأشار إلى أنه لا يعى جيداً طبيعة العمل العسكرى وكيفية اختيار القيادات التى تكون أهم أولوياتها: الوطنية الشديدة والنزاهة علاوة على المهارات التخطيطية والحربية. وشدد المصدر على أن المؤسسة العسكرية لا ترضى بوجود فاسد بين صفوفها ولا يوجد منها من يكون ولاؤه لرئيس جمهورية أو أي شخص آخر، لكن الولاء الأول والأخير للوطن والشعب. الى ذلك قال مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب السابق، أن ما نشر على لسان محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في رسالته الأسبوعية بأن جنود مصر طيعين ويحتاجون لقيادة رشيدة بعد أن تولى أمرهم فاسدون، يمثل إهانة للجيش وقياداته الحالية والسابقة، ويمثل إهانة أيضاً لجنود الجيش بأنهم في حاجة للوعي ويمارسون السمع والطاعة . وأضاف بكري، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن تلك الرسالة لا تخلو من عدة دلالات، فهي تحمل "ابتزازا رخيصا" من المرشد للجيش، هدفه فرض الأخونة على المؤسسة العسكرية، وجعل قيادته أسيرة لمطالب جماعة الإخوان المسلمين، كما أن حديث المرشد يأتي رداً على بيان القوات المسلحة الصادر في 8 ديسمبر، والذي أكد فيه أن الجيش لم يقف صامتاً أمام تهديد أمن مصر وتقسيمها . وأكد بكري، أن حديث مرشد الإخوان هدفه إبعاد الجيش عن الملعب السياسي في البلاد، وهذا رد على دعوة وزير الدفاع السياسية، وبرغم أن الدعوة للحوار بدافع إنساني، وهو لم الشمل إلا أن جماعة الإخوان قررت إلغاءها، الأمر الذي وضع قيادات الجيش في موقف حرج . وطالب نائب مجلس الشعب السابق، القوات المسلحة بالرد على هذه الإهانة، وأن تحرك دعوة جنائية ضد المرشد، الذي يريد افتعال أزمة جديدة في البلاد، فهو لم يكتف هو وجماعته بالاعتداء على القضاء والسعي لأخونة مؤسسات الدولة، مخاطباً بديع بقوله "الجيش المصري خط أحمر، ولا يرغب في عمل دور سياسي ليكون نداً للإخوان، ويتطرق لدوره بالدفاع عن استقلال الوطن وسلامة أراضيه ومنع انقسامه"، مؤكداً أنه لا يجب الصمت على تلك الإهانات، لأن "الإخوان" أصيبوا بالغرور، ويدفعون البلاد نحو الفوضى.